ذكر يوم القيامة في سورة السجدة
1
( وجعلنا منهم ا ئمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون* ان ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون* أولم يهد لهم كم اهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم ان في ذلك لآيات افلا يسمعون* او لو يروا انا نسوق الماء الى الارض الجر ز فنخرج به زرعا تاكل منه انعامهم وانفسهم افلا يبصرون * ويقولون متى هذا الفتح ان كنتم صادقين * قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا ايمانهم ولا هم ينظرون* فاعرض عنهم وانتظر انهم منتظرون*)
الايات \24-30
الحمد لله \
الله سبحانه وتعالى عندما ارسل موسى عليه السلام الى بني اسرائيل آمن منهم وكفر اخرين فقد جعل منهم أامة يدعون الى الايمان بالله تعالى والى الخير فهؤلاء هم الذين صبروا وتحملوا المصاعب والمكاره ولكنهم صبروا واثبتوا وجودهم فجعلهم الله تعالى دعاة وهداة الى الحق وطريق مستقيم وهذه الحالة هي حالة عامة في الاديان اذ يقيض الله تعالى لهذا المجتمع او ذاك – كالاسلام مثلا - هؤلاء الدعاة فيعملون في مجتمعهم فيهدونه الى الخير وطريق مستقيم وهم موجودون في وقت واوان من صفاتهم انهم بما امر الله تعالى مؤمنون ومهتدون وموقنون . فقد نذروا انفسهم لخدمة امتهم ود ينهم فجعلهم الله تعالى اعلاما للهدى والايمان .
اما في يوم القيامة فهؤلاء المؤمنون الدعاة الى الحق وطريق مستقيم واؤلئك الكافرون الخارجون عن حدود ما رسم الله تعالى في شريعته وسنته والذين اعتمدوا الكفر والاشراك وفعل الشر فالله تعالى في هذا اليوم العظيم سيفصل بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فدعاة الايمان والاحسان سيجزون ثوابهم فيه وعند الله جنات نعيم
و الكفار ودعا ة الشر سيلقون حسابهم في نار جهنم خالدون بذلك ان ( قد حكم بين العباد )
فهؤلاء الكافرين لم يتعظوا بالامم قبلهم وما جرى لهم من عذاب وعقوبات في حياتهم الدنيا من خسف الارض او موت محقق في ريح عاتية او غرق شديد وغير ذلك مما جاء في المصحف الكريم. .
فالله تعالى يسخرالغيوم فيسوقها الريح الى أي مكان في هذه الدنيا فتنزل مطرها على الارض الجرز وهي الارض اليابسة او الارض الهامدة فاذا نزل فيها ( اهتزت وربت وانتبتت من كل زوج بهيج) فتصبح الارض مخضرة بنعم الله وفضله الى الناس والمخلوقات اجمعين فينبت الزرع فتاكل الانعام وما زاد يجنيه الانسا ن رزقا له فيعيش فيه وهذه الايات العظيمة جعلها الله تعالى تذكرة وموعظة للانسان لعل الكافرين يتقون والمؤمنين يزدادون ايما نا مع ايمانهم .
اما الكافرون فيقولون للمؤمنين متى هو يوم القيامة ان كنتم على الصدق فهم لا يؤمنون به استكبارا واستنكافا ويظنون ان لا حساب ولا جزاء ولا ثواب انما الانسان يقضي حياته فيموت ولا حياة بعد الموت وهذا ما يفعله الدهريون حتى في يومنا هذا .
وقد امرالله سبحانه وتعالى ان يخبر الجميع ان يوم القيامة آت لاريب فيه وان الكافرين اذا جاء هذا اليوم وحل بهم لا ينفعهم ايمانهم اذا امنوا وتابوا فيه او بعده فهو ليس بيوم عمل وانما يوم جزاء فيه ثواب وعقاب فلا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت في ايمانها شيئا وانما يعرض الجميع فيه لتجزى كل نفس ما عملت في الحيا ة الدنيا وامر الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ان يعرض عن الكافرين وان لا يستمر في محاججتهم لان على قلوبهم اقفالها فلا يؤمنوا الا ان يروا العذاب الشديد وسيكون نصيبهم في الاخرة او يوم القيامة جهنم وبس المصير .
والله تعالى اعلم
فالح نصيف الحجية
العراق- ديالى -بلدروز
************************