بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة حق النبيr على أمته
الدرس[2]
إنَّ الحمد لله نحمده َ وَنَسْتَعِيْنُ بِهِ وَنَسْتَغْفِرُه ُ وَنَعُوْذُ بِاللَّهِ تَعَالَىْ مِنْ شُرُوْرِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِىَ الْلَّهُ تَعَالَىْ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَا الَلّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ ، (آل عمران: 102)﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾( النساء:1).
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾(الأحزاب: 70،71 )
أَمَّا بَعْــــدُ .........
فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيْثِ كِتَابُ الْلَّهِ تَعَالَي وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ ، وَشَرِّ الْأُمُورَ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدَعِهِ وَكُلْ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِيْ الْنَّارِ الْلَّهُمَّ صَلّىِ عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِ مُحَمِّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَىَ إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَىَ آَلِ إِبْرَاهِيْمَ فِيْ الْعَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ ، وَبَارِكْ عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِ مُحَمِّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَىَ إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَىَ آَلِ إِبْرَاهِيْمَ فِيْ الْعَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ.
محبة النبي r ينبغي أن تعلم في الصغر لأن هذا الحب إذا لقنه الصغير ينمو معه كما ينمو جسمه يكون من ثمرة هذا ألا ينفسخ حبه ، الذين يطرقون باب الالتزام الآن وهم يتعذبون مع أهلهم المانعين لهم من الالتزام أنا أعلم أنهم يحبون النبيr لكن سرعان ما ينفسخ عزمه لانفساخ حبه لأنه لم يتعلم التسليم من الصغر قال: مجنون ليلى بيتين يقول الذهبي في السير وهى من أفحل الشعر يصف حبه فيقول:
تعلقت ليلى وهى بعد صغيرة
ولم يبدو للأتراب من ثديها حجم
صغيرا ن نرعى البهم يا ليت أننا
صغيرين لم نكبر ولم تكبر البهم
فهذا يصف شدة حبه ، لماذا ؟ لأنه من الصغر ، يأتيني أسئلة كثيرة من طلبة وطالبات الجامعة الأسئلة كلها مع اختلاف صيغها تصبُ في معنىً واحد يقول الشاب: أحببت فتاتًا ذات خلقٍ ودين وفي عقبات في سبيل زواجها ، فبما تشير عليه ؟ أقول: أنا لا أشير عليك بشيء إلا إذا استطعت الباء ، لكن سأقف مع هذا الوصف المغلوط الذي يكون من نتيجته ولد يتربى تربية مغلوطة لأن أول خطوة كانت خاطئة يقول: أحببت فتاتًا ذات خلقٍ ودين ، فنقول: من الذي جعلك تقول: أنها ذات خلقٍ ودين ألا لأنها ترتدي الحجاب أو النقاب ؟ هذا ليس كافيًا ، مع مشروعية ذلك، لكن المرأة الصالحة وصف مختلف ، لا تقل: أنا أحبها ، ولا تقولي: أنا أحبه ، فهذا وصف خطأ لن يتزوج أحد امرأةً لأنه يحبها أبدًا ، إنما تزوجها لأنه يريدها ويشتاق إلى وصلها ، هذا هو المعنى الصحيح الذي ينبغي أن نقف عليه ، إنما الحب له معنىً مختلف وعندما أبين لك معنى الحب ستعلم أن هناك فرقًا بين الشوق والحب ، الاثنين الذين يتزوجوا بعد عاصفة حب ملتهب خمس سنين حب ملتهب وبعد ذلك بعد أربع خمس سنين يطلقها ويجرجروا بعض في المحاكم ، أين الحب ؟ لا ، المسألة كلها شوق رجل يريد أن يصل إلى المرأة وامرأة تريد أن تصل إلى رجل فقط ، هذا الذي نحن نسميه شوق الذي ينطفئ بالوصل ، فإذا انطفأ الشوق بالوصل بقى الحب أو لم يبق ، ما هو الحب ؟ هو الاحترام المتبادل وهو التبجيل والتوقير وهو إعطاء كل واحد منزلته هذا هو الحب ، النبي r وهو يصف المرأة الصالحة قال:« هى التي إن نظرت إليها سرتك ، وإن أقسمت عليها أبرتك ، وإن غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك » ، .
الحب هو الاحترام المتبادل والتوقير: المرأة توقر زوجها لأن الزوج هو السيد المالك وهذه ملكية تشريف للمرأة قوامة الرجل ليس كما يتصور البعض أنه يكتم على نفسها وهو يكون هكذا أصبح بطل ورجل ، لا ، نحن سنقف في اللحظات القادمة على قوامة النبي r لأن هذا داخل في باب الوفاء .
المراد بالقوامة: قوامة على المرأة أن ترحم المرأة هذه هى القوامة وليس أنك تكتم على نفسها وتكون أنت هكذا أثبت أنك رجل لا تستطيع أن تتكلم وأنت موجود ، لا ، ليست هذه القوامة ملكية الرجل للمرأة ملكية تشريف للمرأة ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ ﴾(الروم:21) هذا تمليك ِ﴿ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾(الروم:21) ، ولذلك امرأة إبراهيم u وصفت زوجها الوصف الصحيح فوصفته بالبعل ﴿ قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا ﴾(هود:72) البعل: السيد المالك لأجل هذا نحن ننصح الشباب الذي يقول: أنا أحب فتاة ، أقول له: لا ، أنت لا تحبها أنت تشتاق إليها فقط أوصف المسألة وصفًا صحيحًا حتى لا تخطئ بعد ذلك الحب شيء مختلف تمامًا .
أولى أو أعظم ثمرات هذا الحب الإتباع وعدم المخالفة: الزوج إذا أمرها اتبعت وهذا هو الذي قاله ربنا - تبارك وتعالى -:﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي ﴾(آل عمران:31) ليس علامة الحب أنه يقول: صلى على الذي يشفع وتقول: حضرة النبي وحضرة النبي الحضرة هذه أصلًا مصطلح صوفي يقول: لأن الرسول يحضر معنا يأتي في الحضرة فهو حضرة النبي ، وبعضهم وهو جالس معك وأنت جالس تكلمه فجأة: وعليكم السلام ورحمة اله وبركاته ، ماذا ؟ أصله كان يمر وسلم عليه ، وبعد ذلك يخالف النبي r في طريقة الذكر ، وفي الطواف على الأضرحة ، وفي الاستغاثة بالموتى وكل هذا وهو يزعم أنه يحب النبي r هذا حب كاذب ، لماذا ؟ لأن ثمرات الحب الإتباع ، .
لا يقوى قلب المحب على المخالفة أبدًا ولا يستطيع :، أنظر الحديث الذي ذكرته في الخطبة النبي r يقول:« ارموا وأنا مع بني فلان » أنظر إلى أدب الصحابة يلقون سهامهم ويقفوا ، ما بكم لما لا ترمون ؟ ، كيف نرمي وأنت مع بني فلان ؟ ، هل النبي r ؟؟؟ لا ، لكن يكفي أن يكون هو معهم لنكف عن الرمي ، أنظر إلى أدب الصحابة إخواننا عندما سنسرد شمائل النبي r أنا أريد كل واحد منكم يخلو وهو خالي بنفسه يقدر حجم المصيبة التي أصيب الصحابة بها عندما مات النبيr أعظم الناس مصيبة هؤلاء الصحابة الذين رأوا بأعينهم وعاينوا .
والمعاينة لها تأثير قوي جدًا في تثبيت الحب وترسيخه: ، ومع ذلك يحملونه على أعناقهم ويردموا عليه التراب ، ثم يرجعون إلى بيوتهم بدونه .
النبي r في باب الوفاء ضرب المثل الأعلى: مثلًا هو كزوج عندما تزوج خديجة t وكانت امرأة عاقلة تخيل هى وحدها أخذت ربع الكمال في الدنيا من لدن آدم حتى تقوم الساعة كما قال r:« كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلا أربع: خديجة ، وفاطمة ، ومريم ، وامرأة فرعون » تكون خديجة وابنتها أخذا نصف الكمال فوقفت بجانب النبي r وآزرته وأعطته مالها ، نحن لدينا آفة لو المرأة معها مال تأخذ نصف القوامة من زوجها لأن القوامة شركة بينهما ، لأن الله U جعل القوامة للرجل على المرأة لشيئين قال:﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾(النساء:34) ، بما فضل الله U الرجل على المرأة من العقل والجسم وغير ذلك ، وبما أنفقوا من أموالهم ، فالرجل له نصف القوامة بالإنفاق المرأة اشتغلت وتدخل مرتبها في البيت أكثر المشاكل في بيوت النساء العاملة.