يوم القيامة في سورة هو د


1

بسم الله الرحمن الرحيم

( وهو الذي خلق السموات والارض في ستة ايام وكان عرشه على الماء ليبلوكم ايكم احسن عملا ولئن قلت انكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا ان هذا الا سحرمبين * ولئن اخرنا عنهم العذاب الى امة معدودة ليقولن مايحبسه الا يوم ياتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ماكانوا به يستهزؤن *)
الايتان \ 7و8

الحمد لله \

يثبت الله تعالى بالحقيقة الثابتة انه قد خلق السموات والارض اثباتا لقدرته العظيمة اذ خلقهما في ستة ايام وفي ذلك تبيان لعظيم شان الله تعالى وقوة عظمته في الخلق والابداع وليس هذه الايام الستة كاي ايام فليس كما يتوقع العلماء العارفون ان مدتها في كل يوم كالف سنة ما تعدون او مدتها الليل والنهار الحادثان من مدة دوران الفلك أي دوران الارض حول حول نفسها او حول الشمس( وكل في فلك يسبحون) فيتعاقب الليل والنهار حيث لم يكن الفلك موجودا وكذلك الدورة اليومية لم تكن موجودة لعدم وجود الفلك ولا حركتها ومقدارها لا نتفاء الحاجة اليها بسبب عدم الوجود بل هذه الايام الستة ايا م الخلق الاول التي فيها خلق الله تعالى السموات والارض وقدرفيها لكل شيء محسوس اوملموس جاذبيته التي تحفظه في مساراته عمن حوله وما يحيط به بل اقول ان الله تعالى خلق السموات والارض في ستة اطوار احدهم متمم للاخر مع قدرته العظيمة على خلقها في طرفة عين ( انما قولنا لشيء اذا اردنا ه ان نقول له كن فيكون) فالله تعالى لما اراد ان يخلق السموات والارض وكان الكون قبل خلقه لهما مغمورا بالماء احدث الله تعالى سخونة فيه فتصاعد من الماء بخارا يشبه الدخان فكان بداية الخلق وفي قوله تعالى كان عرشه على الماء أي ان عظمة الله تعالى وقدرته وسلطانه - قبل الخلق –ربما يكون مقصورا على الماء لعدم وجود خلق غيره
اما مايكون من عرش الرحمن كان على الماء –والله تعالى اعلم - هو اتصاله به أي بالماء لعدم وجود مانع يمنعه ولامخلوق اخر يكون حائلا بينه وبينه حيث ان لكل موجود جاذبية تجذبه الى ذاته – كما اسلفت - بحيث يحفظ نفسه بنفسه عما حوله ولا يحتاج الى شيء اخر لكي يكون فعلا الاعتماد عليه في الوجود سوى قدرة الله العظيمة سبحانه وتعالى وهذا ما يجعلنا نعتقد ونجزم بان عرش الرحمن والماء من اسبق ما خلق الله تعالى أي كانا موجودين قبل خلق السموات والارض وقد جاء في تفسير النيسابوري لهذه الاية ( جاء في اول توراة اليهود ان عرش الله قبل خلق السموات والارض كان على الماء فاحدث في ذلك الماء سخونة فارتفع زبد ودخان ) أي ان بداية الخلق احداث سخونة في الماء فكان البخار فتصاعد هذا البخار الى الاعلى فكانت السماء فالماء اذن اصل الاشياء وكل شيء خلقه الله تعالى من ماء والله تعالى اعلم
فالله تعالى خلق السموا ت والارض كما ذكر سبحانه وتعالى في ستة ايام وخلق فيها المخلوقات ومن بينها هذا الانسان الضعيف العجيب في خلقه وابداعه وقوته وخلق الله تعالى كل ما يحتاجه هذا الانسان من اسباب المعاش والبقاء الاانه جعل نسله من ماء مهين لكي لايتكبرولا يتجبر اذ خلق الله تعالى نفس الانسان وفيها مسحة من الكبر وحدها بالتعاليم الدينية والعقوبات المعنوية وليختبر هذ الانسان بما هيء له من هواجس التامل والتدبر والتفكر في قدرة الله العظيمة ووحدانيته فارسل الله تعالى النبيين مبشرين ومنذرين وكان خاتم الرسل سيدنا محمد صلى الله تعالى وسلم فارسله بما ارسل به النبيون من قبله وليبين للناس ان الله لا اله الا هو وحده لاشريك له و ان من بعد الموت حياة اخرى فيها يحاسب المرء على مافعل في حياته الاولى هذه وان الله تعالى سيجزيه على اعماله خيرا فخير وشرا فشر في يوم القيامة
فالكافرون سيقولون للحبيب المصطفى الذي دعاهم للايمان والاسلام وبين لهم ان هناك بعثا ونشورا وحسابا من بعد الموت ان هذا لسحر مبين واذا اخرالله تعالى عنهم العذاب - والله تعالى اعلم بما يفعلون – ما الذي اخرعنا العذاب فاين العذاب الذي تهددنا به كذبا يقولون ذلك في نبرةاولهجة فيها سخرية واستهزاء بين امعانا به ومبالغة في تكذيب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فاثبت الله تعالى لهم في القران الكريم ان هذا العذاب لامحالة واقع بهم وانه ليس مصروفا عنهم ولا يتمكنون من دفعه او تاجيله او رد ا ذا جاء هم فهو واقع ومحيط بهم هذا الذي كانوا به يستهزئون 0


****************************** ***