تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: لماذا نتعلم التجويد؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    في ديار الإسلام
    المشاركات
    423

    افتراضي لماذا نتعلم التجويد؟

    لِمــــــــــــ ـــــاذا نَتَـــــــعَلّ َمُ
    التَّــجْويــــ ــدَ ؟


    الحمدُ للهِ القائلُ فى كتابِه :-
    [الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا] .
    {الكهف - 1} .
    وقال جلَّ فى عُلاهُ :-

    [تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ] .
    {الفرقان - 1 } .
    فللهِ الحمدُ والمِنَّةُ ؛ الذي أنزلَ هذا الكتابَ على البشيرِ النذيرِ ( صلى الله عليه وسلم ) :
    [ وَبِالحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا(105) وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ] .
    {الإسراء : 105-106 }.
    اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلِّم تسليماً كثيراً ، واجْزِهِ عن أُمَّـتِهِ خيرَ الجزاء ، فقد بلَّغَ الرِّسالة ، وأدَّى الأمانة ، ونصحَ الأمَّةَ ، وكشفَ اللهُ به الغُمَّةَ :غُمَّةَ الجهلِ والضلال , وظلماتِ الشركِ والإلحاد ، إلى أن بزغَ فجرُ الإسلامِ ، وصدَعَ النبيُّ العدنان ، بالحقِّ المُنزَّلِ من عندِ الرحمنِ ، الذي قال فيه مُزَكِّياً إيَّاهُ :-
    [ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ] . {الأنبياء - 107}.
    ونزَّلَ عليه الكتابَ ليُخرجَ الناسَ من الظلماتِ إلى النور:
    [ الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ العَزِيزِ الحَمِيدِ ]. {إبراهيم - 1}.
    ويَهديهم بفضلٍ من اللهِ ورحمةٍ إلى صراطِهِ المستقيم :
    [ يَا أَهْلَ الكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ] {المائـدة 15 : 16 }.
    [ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ ] .
    { الجمعة – 4 }.
    فلك الحمدُ ربَّـنا على نعمةِ الإسلام ، ولك الحمدُ على نعمةِ القرآن:-

    [ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ] . {يونس : 57-58 }.
    وقد أُمِرَ نبِيُّـنا ( صلى الله عليه وسلَّم ) وأُمِرْنا معه بعد التوحيد وإخلاص العبادة لله وحْدَهُ وإقامة شرائع الإسلام ، أُمِرْنا بالتَّعبُّدِ لله عز وجــل بتلاوة القرآن التلاوةَ الحقيقيةَ باللفظِ والمعنى :-

    [ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ البَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المُسْلِمِينَ (91) وَأَنْ أَتْلُوَ القُرْآَنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ المُنْذِرِينَ ]. {النمل 91 : 92}.
    وقُرِنت تلاوتُه بإقامة الصلاة : -

    [ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ] .
    { العنكبوت – 45 } .
    ولن تنهانا صلاتُنا عن الفحشاء والمنكر إلا إذا أقمنا حروف القرآن فقرأناه كما قرأه نبينا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وتلوناه حقَّ تلاوتِه ، و تدبَّرنا آياتِه وفهمنا معانيها على الوجه الذي يريده الله جلَّ فى علاه ، وعمِلنا بأحكامِهِ وأقمنا حدودَهُ ؛ فعندها يكونُ هذا الكتاب كما قال الله عز وجل :
    [ وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ] . {الإسراء : 82 }.
    فتلاوةُ القرآنِ مع تدبُّرِ معانيه ؛ تشفي أمراضَ القلوبِ العليلة ، وتهدي أصحابَ النُّـفوسِ الحائرة ، فتنالَ رحمةَ باريها فى الدنيا والآخرة ، وعلى النقيضِ منهم ؛ أولئك الظالمين أنفسَهم ، الخاسرين دنياهم وأخراهُم .


    فمـــن أيِّ الفـــريقيــنِ أنــــت ؟؟
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
    [رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    في ديار الإسلام
    المشاركات
    423

    افتراضي رد: لماذا نتعلم التجويد؟

    يقول الله سبحانه وتعالى :

    [ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ ] .
    {ص : 29 } .
    وما كانت بركةُ القرآنِ أبداً بوضعِهِ كمُكمِّلٍ لزينةِ و "ديكورِ" المنزل ، أو بجعلِهِ شعاراً إسلامياً فى السيارات والمكاتب والمحال التجارية ، أو بفتحِ الإذاعات التى تبُثُّ ليلَ نهارٍ أصواتاً نديَّة تصدَحُ بآيات الذكر الحكيم وذلك حال خُلـُوِّ المكانِ من الآدميِّين ، فإذا عمُرَ بساكنيه وزائريه استُبدِلَ القرآنُ بمزاميرِ الشيطان وغيرها من المحرمات المسموعةِ والمرئيَّةِ ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
    وما أُنزِلَ هذا القرآن على نبينا محمد ( صلى الله عليه وسلّم) ليُتْـلَى فى المآتم والأحزان فقط ، وإنما هو منهجُ حياةٍ ، اصطفى اللهُ عزَّ وجلَّ نبيَّـهُ محمداً ( صلى الله عليه وسلّم ) ليهدي به أُمَّتَـهُ ، ويُزكِّـي نُـفوسَـهُم ، ويُعلِّـمَهم دينَـهُم ، ويُخرِجَهم من الضلالِ إلى الهدى ، ومن الظلمات إلى النور :
    [ لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ] . { آل عمران – 164 } .

    وما من سبيلٍ إلى ذلك إلا بتدبُّرِ آيات هذا القرآن :-
    [ أفلا يتدبرون القرآن ولو كانوا من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافاً كثيراً ] . {النساء : 82} .

    [ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ] . {محمد 24} .
    وإنَّ تدبُّرَ القرآن هو سبيلُ العملِ به :-
    [ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الفَضْلُ الكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33) وَقَالُوا الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ المُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ] . فاطر:32 - 35 }.
    وهذا هو آخر المطاف : إسلامٌ وإيمانٌ ، وتعلمُ القرآنِ ، وتلاوتُهُ حق تلاوتِهِ ، وترتيلِهِ وتعلُّمِ أحكامِهِ ، وفهمُ معانيه وتدبُّرِ آياتِهِ والعملُ به ، فسعادةٌ ورضىً فى الدنيا ، ثم نجاةٌ من النارِ وفوزٌ بالجنَّةِ وما فيها من نعيمٍ مقيمٍ فى الآخرة ، كلُّ ذلك باصطفاءٍ من الله وفضلٍ منه ورحمةٍ لمن قال فيهم سبحانه : [ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ] .
    {فاطر 29 : 30 }.
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
    [رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    في ديار الإسلام
    المشاركات
    423

    افتراضي رد: لماذا نتعلم التجويد؟

    فهل قمتَ بعملِ دراسةِ جدوى تعرفُ من خلالِها كم ملياراً من الحسناتِ ستحصلُ عليها إذا تاجرتَ مع ربِّك بتلاوةِ آيات القرآن الكريم لفظاً فقط؟!

    يقول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) :-
    " من قرأ حرفاً من كتابِ اللهِ فله حسنةً ، والحسنةُ بعَـشْرِ أمثالِها ، لا أقولُ (الـم ) حرف ؛ ولكن : ألفٌ حرفٌ ، ولامٌ حرفٌ ، وميمٌ حرفٌ " .

    فما بالكَ إن أتقنتَ قراءتَهُ وأحسنتَ تلاوتَهُ ؟؟

    عن أم المؤمنين عائشة – رضى الله عنها - قالت :-
    قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلّم ) :
    " الذي يقرأُ القرآن وهو ماهرُ به مع السفرة الكرامِ البررةِ ، والذي يقرأُ القرآنَ وهو يتـتـعـْتَعُ فيه وهو عليه شاقٌّ له أجران " .

    فكيف إذا تدبرتَ أياته وفهمتَ معانيه ، وأقمتَ أحكامه وحدودَه كما أقمتَ حروفـَه؟؟


    عن أبى أمامة - رضى الله عنه - قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلّم ) يقول :
    " اقرءوا القرآنَ فإنَّـهُ يأتي يومَ القيامةِ شفيعاً لأصحابه " .

    لله درُّكَ ، كيف أنت وقد تخلقتَ بالقرآنِ وصار منهجَ حياةٍ لـك ، أيُّ سعادةٍ تعيشُها فى الدنيا ويغبطُك الناسُ عليها؟؟

    عن عبد اللهِ بن عمر- رضيَ الله عنهما - قال : سمعتُ رسولَ الله ( صلى الله عليه وسلّم ) يقول : " لا حسدَ إلا على اثنتين : رجلٌ آتاهُ اللهُ الكتابَ وقامَ به آناءَ الليـلِ ، ورجلٌ أعطاهُ اللهُ مالاً فهو يتصدقُ به آناء الليـلِ والنَّهارِ " .

    قال ابنُ حجر : ( والمرادُ بالقيامِ به : العملُ به مطلقا ؛ أعمُّ من تلاوتِه داخلَ الصلاةِ أو خارجَها ، ومن تعليمِه والحكم والفتوى بمقتضاه .

    وأيُّ شرفٍ وفضلٍ وخيرٍ تنالُه وتدركُه فى الدنيا إن علَّمتَ غيرَك ما علِمْتَ ؟؟

    قال رسولُ الله ( صلى الله عليه وسلّم ) :-" خيرُكم مَنْ تعَـلَّمَ القرآنَ وعَـلَّمَه " .

    وأيُّ فوزٍ تدركُهُ فى الآخرة ؛ لمَّا تُـفَتَّحُ لك أبوابُ الجِنانِ ، برحمةٍ من الكريمِ المنَّـانِ ، فترتقي فيها أعلى الدرجات ؟!

    عن عبدِ الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهمـا - قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلّم ) : " يُقـالُ لصاحبِ القرآنِ : اقرأْ وارتقِ ورتِّلْ كما كنت تُـرتِّـلُ فى الدنيا ، فإنَّ منزلتُكَ عند آخرِ آيةٍ تقرؤُها ".

    ولكن.... حذارِ مِن أن تكونَ من هذا الصِّنفِ من الناس ؛ وهم أول ثلاثةٍ تُـسَعَّـرُ بهم النارُ يومَ القيامة ؛ ومنهم :
    رجلٌ جمعَ القرآن فيقولُ اللهُ له : " ألم أعلِّمْك ما أنزلتُ على رسولي ؟ قال :بلى يارب ، قال : فماذا عمِلتَ بما علِمتَ ؟ قال : كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار ، فيقول الله له : كذبت وتقول له الملائكة : كذبت ، ويقــولُ اللهُ له : بل أردتَ أن يُقال : فلانٌ قارئ فقد قيل ذلك " .

    اللهمَّ عافِـنا ، اللهمَّ عافِـنا من الرياء ، وارزقنا الإخلاصَ وأخلصنا جميعاً إليك ، ولْـنَتَدَبَّرْ معاً هذه الآيَة لنعملَ بها :

    [إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ] .
    { الزُّمر:2 }.
    ولْـنَقْـتَدِ بِمَن اصطفاهم الخالق على خلقِه ، ومَنَّ عليهِم بالرسالة وأمرهم بتبليغِها :
    [ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللهَ وَكَفَى بِاللهِ حَسِيبًا ] . {الأحزاب (39)} .
    ولْـنَمْـتَثِـل ْ أمرَ النبيِّ ( صلى الله عليه وسلّم ) لمَّا قال لأصحابِه - رضوانُ اللهِ عليهِم أجمعين - :
    " بلِّـغوا عنِّي وَلَـوْ آية " ، فكان الصحابةُ - رضوان الله عليهم - أحرصَ الناسِ على تبليغِ كلامِ ربِّ الناس ، فبلَّغوه كما سمعوه من فِيِّ نبيِّـنا محمد ( صلى الله عليه وسلّم ) ، لم يَزيدوا عليه ولم ينقصوا منه ، ولم يُحرِّفوا فى حرفٍ أو معنىً ، ولم يُبدِّلوا ، بل نقلوه نقلاً مُطابقاً لقراءةِ النبيِّ ( صلى الله عليه وسلّم ) حتى فيما يتعلَّق بالمدِّ والغُـنَّةِ ، ممَّا لا يُخِلُّ بكلام العرب فى شيء ، ولكن يُخِـلُّ بالترتيل وحسنِ التِّلاوةِ ، وقد قال جلَّ فى علاه : [.. وَرَتِّلِ القُرْآَنَ تَرْتِيلًا ] . {المُزمِّل(4)}.
    فالأمر للنبيِّ ( صلى الله عليه وسلّم ) ولِأُمِّتِهِ من بعدِه ، وأولُ من امتثلَ هذا الأمرَ على الوجهِ الأكملِ هم صحابتُهُ – رضوانُ اللهِ عليهِم – فاعْـتَـنَوا بضبطِ تلاوتِهِ وضبطِ كتابتِهِ ، وكما حفظوهُ فى الصُّدورِ ؛ حفظوه فى السُّطورِ :
    [ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً ] . {النِّسـاء- 87 }.
    فهو القائلُ فى كتابه : [إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ] .
    {الحجر: 9} .
    ونهجَ التابعونَ نهجَ الصحابةِ ، وكذلك تابعوهِم ومن تابعَهم وتَـبِعَهم بإحسان إلى يوم الدين ، حتى وصل إلينا هذا الكتاب محفوظاً فى المصاحف ، محفوظاً فى الصدور ، تُرَتِّـلُهُ الحَناجرُ ويَنفتِحُ له السليمُ من القلوبِ .


    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
    [رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ]

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    في ديار الإسلام
    المشاركات
    423

    افتراضي رد: لماذا نتعلم التجويد؟

    ومن المعلومِ : أنَّ علمَ التجويدِ قد رسَّخَ أُصولَهُ العَمَلِيَّة ووضعَ لها نبيُّـنا محمد ( صلى الله عليه وسلّم ) بتلاوتِه له وإقرائه لصحابته ، وهم من بعده لغيرِهم .
    أما أصولُه العِلميَّة بضوابطِها المحكمة التي يتأتَّى بها صَوْنُ كلماتِ القرآن الكريم وتلاوته وترتيلِهِ عن اللحنِ والزَّلَلِ والتحريفِ والخطأ ، فقد وضع لها أئمَّةُ القُرَّاءِ على مَرِّ السنين والقرون ، حتى وصلت إلينا مُهذَّبةً ؛ مُنَـقَّحةً ؛ سهلةَ الفهمِ ؛ يسيرةَ التطبيقِ .

    (وعلمُ القراءةِ علمٌ أساسُه النقلُ والإسنادُ ، لا الرأيُ والاجتهادُ ، فكلُّ من يُصنِّف فى هذا العلمِ بعد الأقدمين ، إنما يغرِفُ من بُحورِ نقلِهم ، ويأخذُ من تليدِ عِلمِهِم ، ولا يتميَّزُ إلا بطريقةِ نقلٍ أو أُسلوبِ عرض ؛ قد يناسبُ زمانَ أو فهمَ معاصريه) .

    ومن هذا المنطلق جمعتُ من هنا وهناك السهلَ المُبينَ ، والصحيحَ اليسيرَ، لأقدِّمَـهُ بين يديك فى مُذكِّرةٍ أدعو اللهَ أن يجعلَها عملاً خالصاً لوجهِهِ الكريم ، وأن يُيَسِّرَ بها على طلاب و طالبات هذا العلمِ فهمَهُ والتعمُّقَ فيه وتطبيقَهُ ، ومِن ثَمَّ تعليمَه للآخرين ، اتِّباعاً لسُنَّةِ النَّبِيِّ ( صلى الله عليه وسلّم ) وصحبه الكرام فى هذا الباب وعملاً بقوله ( صلى الله عليه وسلّم ) :
    " خيرُكُم من تعلَّمَ القُرآنَ وعَـلَّمَه " .

    وما مِن عِـلمٍ أجلُّ من عِلمٍ يُنسَبُ إلى القرآن ، وما من علمٍ أنفعُ من تعلُّمِ القرآنِ وعلومِه ، ولنتذكَّـر قولَ الحبيبِ المعصومِ (صلى الله عليه وسلّم ) :
    " إذا ماتَ ابنُ آدمَ انقطعَ عَـمَلُهُ إلا مِنْ ثلاثٍ : صدقةٌ جارية ، أو عِـلمٌ يُـنْـتَـفَعُ به ، أو ولدٌ صالحٌ يدعو له " .
    وليس المقصودُ بالعلمِ النافعِ علمٌ مبتكرٌ ، أو كتابٌ مُؤَلَّفٌ ، بل يُقصَدُ به علمٌ شرعيٌّ أو حتى دُنيوِيٌّ يَنْـتَـفِعُ به الناسُ فى معاشِهِم وفقَ شرعِ اللهِ وَهَدْيِ نبِيِّـهِ ( صلى الله عليه وسلّم ) فتعلَّمتَه وعلَّمْـتَه غيرَك ، واحتسبتَ معه النِّيَّـةَ والأجرَ والثوابَ ، فلا ينقطعُ أجرُهُ وثوابُهُ عنك حتى بعد الممات :-
    " فإنَّـهُ رُبَّ مُـبَلَّغٍ يّـبْـلُغُهُ أَوْعَى لَـهُ مِنْ سـامِعٍ " .

    وفقنا الله جميعا لما يُحِبُّ ويرضى ، وصلِّ اللهُمَّ وسلِّم على نبينا محمد ( صلى الله عليه وسلّم ) وعلى آلِـهِ وصحبِهِ أَجمعين .

    والحمدُ للهِ ربِّ العالمين .

    ( نقلته لكم من مقدمة كتابي / المذكرات الجلية في مخارج الحروف وصفاتها الذاتية ، وبإذن الله سأنقل لكم في مواضيع أخرى بعضاً من مواد هذا الكتاب ، وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد ) .

    أختكم في الله / الأترجــــة المصريـــة .



    منقوووووووووووو ووووووووووووول
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
    [رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ]

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •