السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه امراض القلوب تصيب كل شخص , وهي تتفاوت من شخص لآخر , و قد عانى منها حتى العلماء
ابن حزم/ السير و الأخلاق
كانت في عيوب فلم أزل بالرياضة وإطلاعي على ما قالت الأنبياء صلوات الله عليهم والأفاضل من الحكماء المتأخرين والمتقدمين في الأَخْلاَق وفي آداب النفس أعاني مداواتها حتى أعان الله عز وجل على أكثر ذلك بتوفيقه ومنه.
وتمام العدل ورياضة النفس والتصرف بأزمة الحقائق هو الإقرار بها ليتعظ بذلك متعظ يوماً إن شاء الله.
فمنها كلف في الرضاء وإفراط في الغضب ,فلم أزل أداوي ذلك حتى وقفت عند ترك إظهار الغضب جملة بالكلام والفعل والتخبط, وامتنعت مما لا يحل من الانتصار وتحملت من ذلك ثقلاً شديداً ,وصبرت على مضض مؤلم كان ربما أمرضني
وأعجزني ذلك في الرضا وكأني سامحت نفسي في ذلك لأنها تمثلت أن ترك ذلك لؤم.
ومنها دعابة غالبة فالذي قدرت عليه فيها إمساكي عما يغضب الممازح وسامحت نفسي فيها إذ رأيت تركها من الانغلاق ومضاهياً للكبر.
ومنها عجب شديد فناظر عقلي نفسي بما يعرفه من عيوبها, حتى ذهب كله ولم يبق له -و الحمد لله- أثر بل كلفت نفسي إحتقار قدرها -جملة -واستعمال التواضع.
ومنها حركات كانت تولدها غرارة الصبا وضعف الأغضاء فقصرت نفسي على تركها فذهبت.
ومنها محبة في بعد الصيت والغلبة ,فالذي وقفت عليه من معاناة هذا الداء الإمساك فيه عما لا يحل في الديانة ,و الله المستعان على الباقي ,مع أن ظهور النفس الغضبية إذا كانت منقادة للناطقة فضل, وخلق محمود.
ومنها عيبان قد سترهما الله تعالى وأعان على مقاومتهما وأعان بلطفه عليهما فذهب أحدهما البتة ولله الحمد ,و كأن السعادة كانت موكلة بي فإذا لاح منه طالع قصدت طمسه و طاولني الثاني منهما, فكان إذا ثارت منه مدوده نبضت عروقه, فيكاد يظهر ثم يسر الله تعالى قدعه بضروب من لطفه تعالى حتى أخلد.
ومنها حقد مفرط قدرت بعون الله تعالى على طيه وستره وغلبته على إظهار جميع نتائجه, و أما قطعه ألبتة فلم أقدر عليه وأعجزني معه أن أصادق من عاداني عداوة صحيحة أبداً.
***
فعليك بأصبلاح قلبك فهو ملك الجسد , و استعيني بالأدعية في ذلك , واقرئي الداءو الدواء لابن القيم و الفوائد له, و اكثري من قراءة القرآن فهو شفاء لما في الصدور