تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: عقلاء أم شاكون ؟

  1. #1

    افتراضي عقلاء أم شاكون ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم

    هذا رابط المقال من موقع الشريعة :
    http://www.shareah.com/www/index.php...ds/view/id/57/

    وهذا هو المقال :

    عقلاء أم شاكّون ؟!

    كتب / محمد جلال القصاص
    mgelkassas@hotmail.com


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .


    غير المسلمين ، من المشركين أو الملحدين نخاطبهم بالإسلام ( التوحيد ) ، أما المسلمون الذي شهدوا أن لا إله إلا الله . وأن محمدا رسول الله ، نخاطبهم بأحكام الإسلام التفصيلية .

    وهذا الخطاب غير ذاك من حيث المحتوى ومن حيث المخاطبون .

    حين نخاطب غيرَ المسلمين من اليهود والنصارى وغيرهم بالتوحيد الذي جاء به محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فإننا نتكلم في استحقاقات لا إله إلا الله ، أو ما يقال له أصل لا إله إلا الله ، أو المقدمة المنطقية لـ ( لا إله إلا الله ) ، وهي توحيد المعرفة والإثبات ( الربوبية والأسماء والصفات ) ، ومنه نطالبهم بتوحيد القصد والطلب ( توحيد الإلوهية ) .

    وهذه هي طريقة القرآن الكريم في مخاطبة غير المسلمين بالتوحيد .

    قال تعالى "(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة : 21 )
    فهنا أمر بـ ( إِفْرَاد الرُّبُوبِيَّة لَهُ , وَالْعِبَادَة دُون الْأَوْثَان وَالْأَصْنَام وَالْآلِهَة ؛ لِأَنَّ جَلَّ ذِكْره هُوَ خَالِقهمْ وَخَالِق مَنْ قَبْلهمْ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَجْدَادهمْ , وَخَالِق أَصْنَامهمْ وَأَوْثَانهمْ وَآلِهَتهمْ , فَقَالَ لَهُمْ جَلَّ ذِكْره : فَاَلَّذِي خَلَقَكُمْ وَخَلَقَ آبَاءَكُمْ وَأَجْدَادكُمْ وَسَائِر الْخَلْق غَيْركُمْ وَهُوَ يَقْدِر عَلَى ضَرّكُمْ وَنَفْعكُمْ أَوْلَى بِالطَّاعَةِ مِمَّنْ لَا يَقْدِر لَكُمْ عَلَى نَفْع وَلَا ضَرّ ) كما يقول الطبري في تفسير الآية .

    أو نقول أن الله سبحانه وتعالى هنا ( شَرَعَ فِي بَيَان وَحْدَانِيَّة أُلُوهِيَّته بِأَنَّهُ تَعَالَى هُوَ الْمُنْعِم عَلَى عَبِيده بِإِخْرَاجِهِمْ مِنْ الْعَدَم إِلَى الْوُجُود وَإِسْبَاغه عَلَيْهِمْ النِّعَم الظَّاهِرَة وَالْبَاطِنَة ) . كما يقول بن كثير في تفسير الآية .

    ومثله قول الله تعالى : (الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ) (الأنعام : 1 )
    والمعنى كما يقول الطبري في تفسير الآية (يَجْعَلُونَ لَهُ شَرِيكًا فِي عِبَادَتهمْ إِيَّاهُ , فَيَعْبُدُونَ مَعَهُ الْآلِهَة وَالْأَنْدَاد وَالْأَصْنَام وَالْأَوْثَان , وَلَيْسَ مِنْهَا شَيْء شَرِكَهُ فِي خَلْق شَيْء مِنْ ذَلِكَ وَلَا فِي إِنْعَامه عَلَيْهِمْ بِمَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْهِمْ , بَلْ هُوَ الْمُنْفَرِد بِذَلِكَ كُلّه , وَهُمْ يُشْرِكُونَ فِي عِبَادَتهمْ إِيَّاهُ غَيْره . فَسُبْحَان اللَّه مَا أَبْلَغهَا مِنْ حُجَّة وَأَوْجَزهَا مِنْ عِظَة , لِمَنْ فَكَّرَ فِيهَا بِعَقْلٍ وَتَدَبَّرَهَا بِفَهْمٍ ! )
    ومثله قول الله تعالى : (وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً) (الكهف : 14 ) ومثله قول الله تعالى : (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (فصلت : 9 ) ومثله قول الله تعالى : ((أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ . أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ) (الملك : 21 ) ومثله قول الله تعالى : (أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ . وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ) (الأعراف : 192 ، 191 ) .
    وغير هذا كثير في القرآن الكريم فهي قضية القرآن الأولى تتكرر بأسلوب لا يتكرر
    والمقصود أن الخطاب بالإسلام يصح أن يكون بمقدمات عقليه . وانطلاقا من الثوابت المتعارف عليها عند العقلاء . أو عند المخاطب .


    أما الخطاب بأحكام الإسلام التفصيلية ، وهو الخطاب الموجه للمسلمين . . . ما يسميه علماء الأصول ( الحكم التكليفي ) فالعقل يدخل في منطقتين :

    الأولى : معرفة درجة الحكم ( واجب ـ مندوب ـ مباح ـ مكروه ـ محرم ) إن كان من أهل الاستنباط .
    الثانية : في تحديد المناط . بمعنى الحالات التي ينطبق عليها الحكم .

    فمثلا : ( القتل العمد يوجب القصاص ). هذا حكم شرعي ، العقل يبحث في صحة هذا الحكم ، هل هو فعلا أمر الله في مثل هذا أم لا ؟ بمعنى هل هذا الحكم ( القِصاص ) ثابت شرعا أم لا ؟
    ويكون طريق ذلك الدليل ، فالعقل هنا يطلب الدليل الذي يستبين به أن هذا حكم الله ، وليس من أقوال الذين من دونه .

    ويدخل العقل أيضا في مناط الحكم .
    هل الحادث محل النقاش قتل أم غير قتل ؟ وإن كان هل هو قتل عمد أم شبه عمد أم خطأ ؟ وبالتالي ينطبق عليه الحكم أو لا ينطبق ؟
    مثال آخر :
    حين نقول ( حرم الله الزنا وأوجب الحد على من زنا ) . هذا حكم شرعي ليس للعقل دخل فيه اللهم أن يستنبط صحته ـ إن كان من أهل الفقه والاستنباط ـ . ويدخل العقل في تحديد المناط هل الحادث محل النظر زنا أم دون ذلك ؟ وبالتالي هل يُحد أم لا ؟ وما نوع الحد ؟ جلد وتغريب أم رجم ؟

    أما ما يحدث الآن من ( العلمانيين ) و ( المفكرين ) و ( الليبراليين ) و ( العصرانيين ) ... الخ هذه الأسماء ممن يناقشون ( التعدد ) ـ أعني تعدد الزوجات ، و( الميراث ) و ( تحكيم الشريعة ) و ( الجهاد ) . . الخ . فهو شي آخر .
    هم يناقشون أحكام الشريعة الإسلامية نفسها .

    ومناقشة الحكم هي من جنس مناقشة إبليس لأمر الله تعالى له بالسجود .
    ولا يجدي التأويل في هذا .
    نعم لا يجدي التأويل في هذا .
    فإبليس كان متأولا ( . . . أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ . . .) (الأعراف : 12 ) ( . . . أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً) (الإسراء : 61 ).
    عرضَ الحكم على عقله فما استقام عنده . لم ير أن الحكم منصف . لذا رده وأبى الامتثال له ، وكان متأولا . كانت له وجهة نظر ـ بلغة القوم ـ .
    ما صرَّح إبليس بأنه يريد الكفر . بل رد الأمر بتأويل .

    إخواني الكرام !

    إن مناقشة الحكم ليست إلا تشكيك في حِكمة الله العليم الحكيم .
    ومن يناقش الحكم نخاطبه بالتوحيد .
    نبدأ معه من الوراء نبين له أن الله حكيم عليم ... لذا كل أمره خير وإن بدا له غير ذلك ، وأن الله أرسل إلينا رسولا بلساننا ليبين لنا ما أراد الله منا ، وقد كان ، نبين له أن العقل عاجز ، وأنه إذا تعارض العقل والشرع فالله أعلم وأحكم .
    " قل أأنتم أعلم أم الله "
    الله أعلم وأحكم .
    صفحتي الخاصة في صيد الفوائد ، ويسرني نقد أصحح به خطئا .
    http://saaid.net/Doat/alkassas/index.htm

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,214

    افتراضي رد: عقلاء أم شاكون ؟

    اخي الكريم
    المنافقون ياخذون من احكام الاسلام مايناسبهم ويعرضون عن الباقي قال بعض العلماء في تفسيره
    ثم يعقب القرآن الكريم على تصرفاتهم القبيحة بإثبات نفاقهم ، وبالتعجيب من ترددهم وريبهم ، وباستنكار ما هم عليه من خلق ذميم فيقول : ( أَفِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ أَمِ ارتابوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ الله عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ . . . ) ؟!
    وقوله : ( يَحِيفَ ) من الحيف ، وهو الميل إلى أحد الجانبين ، يقال : حاف فلان فى قضائه ، إذا جار وظلم .
    أى : ما بال هؤلاء المنافقين يعرضون عن أحكام الإسلام ولا يقبلون على حكم الرسول صلى الله عليه وسلم إلا إذا كانت لهم حقوق عند غيرهم أسبب ذلك أنهم مرضى القلوب بالنفاق وضعف الإيمان؟ أم سبب ذلك أنهم يشكون فى صدق نبوته صلى الله عليه وسلم ؟ أم سببه أنهم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله؟
    لا شك أن هذه الأسباب كلها قد امتلأت بها قلوبهم الفاسدة ، وفضلا عن ذلك فهناك سبب أشد وأعظم ، وهو حرصهم على الظلم ووضع الأمور فى غير مواضعها ، ولذا ختم - سبحانه - الآية الكريمة - بقوله : ( بَلْ أولئك هُمُ الظالمون ) .
    أى : بل أولئك المنافقون هم الظالمون لأنفسهم ولغيرهم ، حيث وضعوا الأمور فى غير موضعها ، وآثروا الغى على الرشد ، والكفر على الإيمان .
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    342

    افتراضي رد: عقلاء أم شاكون ؟

    مقال نفيس
    شكرا لك ... بارك الله فيك ...

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    7,904

    افتراضي رد: عقلاء أم شاكون ؟

    بارك الله في أخينا الفاضل (محمد جلال القصاص) ونفع به .
    بالفعل مقال رائق .
    قال أبو عبدِ الله ابنِ الأعرابي:
    لنا جلـساء مـا نــمَلُّ حـدِيثَهم *** ألِبَّاء مأمونون غيبًا ومشهدا
    يُفيدوننا مِن عِلمهم علمَ ما مضى *** وعقلًا وتأديبًا ورأيا مُسدَّدا
    بلا فتنةٍ تُخْشَى ولا سـوء عِشرَةٍ *** ولا نَتَّقي منهم لسانًا ولا يدا
    فإن قُلْتَ أمـواتٌ فلـستَ بكاذبٍ *** وإن قُلْتَ أحياءٌ فلستَ مُفَنّدا


  5. #5

    افتراضي رد: عقلاء أم شاكون ؟

    الحمد لله . من فضل الله علي .
    جزاكم الله خيرا جميعا
    صفحتي الخاصة في صيد الفوائد ، ويسرني نقد أصحح به خطئا .
    http://saaid.net/Doat/alkassas/index.htm

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    214

    افتراضي رد: عقلاء أم شاكون ؟

    بسم الله

    وفقك الله أخي محمد القصاص ،، والمقال يضع النقاط على الحروف - كما يقال - .

    الذين لا يقبلون أحكام الله ممن يدعي الانتساب إلى الإسلام لا ريب أنهم قد وقعوا في دائرة الشك في الإسلام ذاته وفي حقيقة الإيمان ذاتها ، لأنه لا مجال أمام من يؤمن بالله واليوم الآخر ولا محيد له عن التسليم بما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ومناقشتهم على أساس أن طاعة الله ورسوله واجبة وهي أس الإسلام والإيمان مناقشة في غير محلها ، بل يقررون وإلا انتفت عنهم صفة الإيمان من أساسها ،، ولكل حادث حديث . والله الموفق .

    8/11/1428

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    سياتل..ولاية واشنطن ..
    المشاركات
    948

    افتراضي رد: عقلاء أم شاكون ؟

    جيد
    أنا الشمس في جو العلوم منيرة**ولكن عيبي أن مطلعي الغرب
    إمام الأندلس المصمودي الظاهري

  8. #8

    افتراضي رد: عقلاء أم شاكون ؟

    اللهم آمين ، وإياكم .

    أهلا وسهلا أخي علي التمني .
    وأهلا وسهلا أخي ( إمام الأندلس )
    صفحتي الخاصة في صيد الفوائد ، ويسرني نقد أصحح به خطئا .
    http://saaid.net/Doat/alkassas/index.htm

  9. #9

    افتراضي رد: عقلاء أم شاكون ؟

    للرفع
    صفحتي الخاصة في صيد الفوائد ، ويسرني نقد أصحح به خطئا .
    http://saaid.net/Doat/alkassas/index.htm

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    26

    افتراضي رد: عقلاء أم شاكون ؟

    جزاكم الله خيراً
    مقال ممتع

    وفعلا يحتاج القائمون علي أمر الدعوة أن يخاطبوا الأمة - كل الأمة - أولاً بالتوحيد ...
    فإذا تقررت أصول التوحيد في أذهان عوام المسلمين ... علموا أن شرع الله لا يصح شرع سواه ..فاتبعوه دون نقاش أو جدال..
    أما الليبراليون وأشباههم ....فلو انفض الناس عنهم وانكشف حالهم لأنتهي أمرهم .
    ...
    و المشكلة أن كثيراً من القائمين علي الدعوة لا يفضحون حالهم للمسلمين ..بل يسكتون عنهم..

  11. #11

    افتراضي رد: عقلاء أم شاكون ؟

    ... بارك الله فيك ...
    سُبْحَانَ رَبّكَ رَبّ الْعِزّةِ عَمّا يَصِفُونَ * وَسَلاَمٌ عَلَىَ الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ للّهِ رَبّ

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •