بسم الله الرحمان الرحيم
لقد كان لقصص علماء المغرب العربي في نبوغهم وقوة حفظهم عبرة لأولي العقول والنهى ,وإن تعجب فعجب أن لا يقتصر هذا الامر على الذكور فقط , بل تجاوزه إلى النساء فلم تشغلهن أعباء المنزل عن مشاركة الرجال في ميدان التحصيل و التزود المعرفي بعلوم الشرع *وسائله وغاياته* مما كان له الأثر البالغ في تربية ابنائهن التربية الاسلامية الصحيحة وفي تكوين الرجال الأفذاذ وترسيخ العلم في نفوس الناس وتحضرني الان قصة طريفة ظريفة لأم شنقيطية جمعت إلى حافظتها القوية ذكاء مفرطا
العلامة المجيدري بن حبيب الله بن الفاضل بن الفقيه موسى*وهو من أنبغ علماء موريتانيا وامتاز بذكاء حاد وحافظة قوية وكثرة الترحال وهو من شيوخ الامام محمد بن عبد الوهاب* كان هذا الشيخ قد استقر بالمغرب وهو ابن الخامسة عشر من عمره أرسل تاجرا كان متجها إلى بلده شنقيط وأعطاه هدية لأمه تتألف من- سلهام و زربية و عبد و تسعين درهما - وكتب رسالة مضمونها كالتالي:
-سلام بزيادة لام ماء إلى لامه . وإحدى خبر كأن في قوله ترديت إلى أخر كلامه وإياك نعبد و إياك نستعين - وطلب من التاجر أن لايري الهدية لوالدته قبل أن تقرأ الرسالة فقرأها التاجر فلم يفقه شيئا فلما وصل إلى بلده أعطى الرسالة لتلك الأم فلما قرأتها قالت له : هات السلهام وهات الزربية وهات العبد و تسعين درهما. وهذا قبل أن ترى الهدية فسألها الخادم كيف عرفت ذلك؟ فقالت قوله سلام من لام ماء إلى لامه اللام من ماء هي الهاء كما هو معلوم عند أهل التصريف- أصل ماء موه يجمع على أمواه ويصغر على مويه والجمع و التصغير يردان الأسماء إلى أصلها- فالهاء هنا تضاف إلى لام سلام لأن قوله-إلى لامه- الضمير هنا عائد على سلام فتصبح الكلمة سلهام. قالت الام وقوله –إحدى خبر كأن في قوله ترديت إلى أخر كلامه-قالت الام لم أجد في شعر العرب بيتا يبتدئ بترديت وفيه كأن إلا بيتا واحدا لغيلان هو قوله :
ترديت من أعلام نور كأنها**زرابي وانهلت عليك الرواعد وخبر كأن هنا هو زرابي وإحداها زربية
أما قوله - إياك نعبد وإياك نستعين- فلم أفهمها فأيقنت أنها مصحفة فحذفت نقاطها ثم قرأتها أتاك بعبد وأتاك بتسعينإهـ
بتصرف
أعتذر إن كان هناك سهو أو خطأ فأنتم أهل إعذاري وماهو إلا مني ومن الشيطان والنقص مولود مع الإنسان كماأن هاته القصة من تلاد حفظي وليس من أملى كمن قرأ من صحيفة
لا تنسوني من دعائكم .
ومع المحبة والسلام..