جهود علماء الحنفية
في إبطال عقائد القبورية
رسالة مقدمة للجامعة الإسلامية لنيل درجة الدكتوراه
المؤلف: شمس الدين السلفي الأفغاني
توفي رحمه الله في عام 1420هـ.
رحمه الله تعالى رحمة واسعة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
لقد ذكر المؤلف رحمه الله تعالى ورفع درجته في عليين
في خاتمة كتابه العظيم عدة نتائج ننقلها للفائدة
النتائج
لقد وصلت في التفتيش والتنقيب لجمع مادة هذا الكتاب وتصنيفه
إلى عدةٍ من النتائج، وفيما يلي ذكر أهمها:
1- أن القبورية أشد بلاءً وأعظم محنةً على الإسلام والمسلمين من جميع فرق أهل القبلة.
2- لأنهم جمعوا بين التعطيل والتشبيه،
وناقضوا توحيد الأسماء والصفات وتوحيد الألوهية؛
بل عارضوا توحيد الربوبية أيضاً.
3- أن القبورية أشد شركاً من الوثنية الأولى
في باب الاستغاثة بغير الله تعالى.
4- أن القبورية أعظم عبادة وأكثر خشوعاً للأموات
منهم لخالق البريات.
5- القبورية، والصوفية، والمتكلمون إخوانٌ أشقّاء خلطاء
في كثير من الشركيات والخرافات.
6- القبورية جعلوا توحيد الألوهية عيناً لتوحيد الربوبية؛ كإخوانهم المتكلمين.
7- فالغاية العظمى عندهم هي توحيد الربوبية.
8- القبورية جانبوا الجادة الصحيحة في تفسير المطالب العظيمة من التوحيد،
والشرك، والعبادة، والتوسل، والاستغاثة، ونحوها،
حيث حرفوها إلى معانٍ أخرى تدعم وثنيتهم.
9- أهم عقيدةٍ للقبورية هو الاستغاثة بالأموات
لدفع الكربات وجلب الخيرات،
أما بقية عقائدهم فهي وسائل إلى تحقيق هذه الغاية.
10- تبرقعت القبورية لتنفيذ خططهم المدبرة ضلالاً وإضلالاً
لتعظيم الأنبياء والأولياء وحبهم.
11- فارتكبوا أنواعاً من الإشراك
تحت ستار الولاية والكرامة والحب والتعظيم.
12- سمت القبورية عقائدهم الفاسدة بأسماءٍ برَّاقةٍ؛
حيث سَمّوا الإشراك بالله بالتعظيم للأولياء وزيارة قبورهم،
والاستغاثة بغير الله بالتوسل،
وتصرف الأولياء في الكون بالكرامة،
وعلم الغيب لهم بالمكاشفة، ونحوها.
13- القبورية فرقةٌ بعيدة المدى،
هي أم كثير من الطوائف الباطلة عبر القرون،
فهي بدأت في عهد نوحٍ رسول الله صلى الله عليه وسلم وتطورت؛
فكانت الأممُ الخاليةُ من عادٍ وثمودَ ومَدينَ والفلاسفةِ اليونانيةِ
واليهودِ والنصارَى ومشركِي العرب وأمثالِهم كلهم قبورية.
14- ولكن أعني بالقبورية قبورية هذه الأمم،
وهي شاملة للروافض والباطنية والمتفلسفة في الإسلام
والصوفية الطرقية والشيعة الزيدية،
وكثيراً من المنتسبين إلى الأئمة الأربعة.
15- القبورية في هذه الأمة تتفاوت في شركياتهم من حيث الغلو والإفراط،
فالمتفلسفة في الإسلام والروافض والصوفية من غلاة غلاة القبورية،
وقاربهم أمثال البريلوية والكوثرية ونحوهم،
كبعث الديوبندية وبعض التبليغية، فهم غلاة القبورية،
ثم القبورية غير الغلاة؛ كبعض الديوبندية، والتبليغية،
وهناك قسمٌ رابعٌ، وهو من تأثر ببعض أفكار القبورية،
فمن هذه الحيثية استحق وصف كونه قبورياً.
16- انتشرت القبورية انتشاراً واسعاً في أقطار الأرض شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً،
وهندها ورومها، وسهولها وجبالها، وبرها وبحرها،
والله المستعان على ما يصفون.
17- من القبورية كثير من أهل الفضل والعلم والزهد،
فقد ترى شخصاً إماماً في اللغة والتفسير والحديث والفقه،
ومع ذلك يكون قبوريّاً محضاً، ولله في خلقه شؤون.
18- وقد يكون مع هذا صاحب نيةٍ صادقةٍ مخلصاً طالباً للحق
إذا نُبِّه يتنبه ويرجع إلى الحق من دون عِنادٍ وإصرار ومكابرة.
19- ومن وسائل انتشار القبورية الجهل العام الطام
وارتكاب جمهرة الناس للعقائد القبورية
وفيهم كثيرٌ من المتكلمين والفقهاء واللغويين والملوك
ممن لهم التأثير والسلطان على العباد والبلاد.
20- القبورية من المنتسبين إلى الأئمة الأربعة تتفاوت من حيث العدد؛
فهم في الحنفية أكثر وأوفر وأشهر
وتليهم قبورية المالكية والشافعية، ونزرٌ قليل من الحنبلية.
21- أن القبورية أنكروا وجود الشرك في هذه الأمة،
ولهذا يرون كل ما يرتكبونه من الشرك الأكبر وأسبابه توحيداً وطاعةً لله عز وجل.
22- أن أكثر القبورية أصحاب نيات صالحة، ولا سيما العوام،
يرون أن ما يرتكبونه من العقائد الفاسدة والأعمال الباطلة
هو من دين الله تعالى؛
ولكن كثيراً منهم ولاسيما أئمتهم وخواصهم أهل النيات الفاسدة
مغرضون ممرضون.
23- أن القبورية –ولاسيما الديوبندية والكوثرية-
أعداءٌ ألدَّاء للتوحيد والسنة والعقيدة السلفية وأئمتها.
24- أن القبورية من أعظم الفرق الباطلة كذباً وافتراءً على العباد وعلى رب العباد.
25- أن القبورية من أشنع الفرق الباطلة تحريفاً لنصوص الكتاب والسنة،
وأقوال علماء هذه الأمة.
26- أن القبورية كثيراً ما يعبدون الفسقة والفجرة
والدجاجلة الاتحادية الوجودية الزنادقة،
واستغاثوا بهم على ظنٍ أنهم من عباد الله الصالحين الأولياء للرحمن،
مع أنهم أولياءٌ للشيطان.
27- أن القبورية كما أنهم يعبدون القبور وأهلها
كذلك يعبدون بعض الأشجار والأحجار والمغارات المعظمة عندهم،
فهم كما أنهم عبدة القبور، كذلك هم عبدة الأنصاب والأوثان؛
لأن القبور والأشجار والأحجار ونحوها إذا عبدت تصير أوثاناً وأنصاباً،
معبوداتٍ من دون الله تعالى.
28- كل ما ذكرته من النتائج فهو من جهودِ علماء الحنفية وعلى ألسنتهم
وليس لي في ذلك إلا جهدٌ وتحمل العناء في إبراز جهودهم
وجمع أقوالهم في صعيدٍ واحد؛
لكن مع التوثيق والتخريج والتصحيح والتوظيف.
29- اهتم علماء الحنفية قديماً وحديثاً بالرد على القبورية.
30- غير أن القدماء منهم ردهم قليلٌ عامٌ،
وأما المتأخرون منهم فهم أصرح في الرد على القبورية وأشد وأقوى.
31- بل وجدتُ كثيراً من علماء الحنفية ردوا على القبورية
بكلامٍ هو شواظٌ من نار،
فقطعوا دابر القبورية وقمعوا شبهاتهم بأجوبة كالصوارم المهنَّدة
وكلماتٍ قاسية تستحقها القبورية.
32- أن علماء الحنفية قد أطلقوا على القبورية أنهم مشركون،
أهل الشرك، والوثنية، عباد القبور، أشباه عباد الأصنام،
وغيرها من الألقاب التي يستحقونها.
ستعلم ليلى أي دينٍ تديَّنت *** وأي غريم في التقاضي غريمها
33- أن علماء الحنفية مع ذلك كله لم يكفروا القبورية
بل صرحوا بعدم تكفيرهم قبل إقامة الحجة عليهم.
34- أن غالب علماء الحنفية في الرد على القبورية تابعون لأئمة السنة
أمثال شيخ الإسلام (728هـ)
وابن القيم الهمام (751هـ)
ومجدد الدعوة الإمام (1206هـ)،
عالةً عليهم وتلاميذ لهم؛ ناقلون عنهم.
فلهم فضل الرد على القبورية فضلاً أوليَّاً،
ولهؤلاء الحنفية الرادين على القبورية فضل ثانوي.
35- إن كثيراً من علماء الحنفية لما لم يكونوا من أهل الحديث والأثر
وأصحاب العقيدة السلفية وأهل السنة المحضة
لم يكن ردهم على القبورية خالياً من الدخن؛
لما عندهم من الأفكار الصوفية النقشبندية والماتريدية والمرجئة ونحوها.
36- أن بعض من تجرد من الحنفية للرد على القبورية
قد وفقهم الله تعالى للتمسك بمذهب أهل الحديث والسنة المحضة والعقيدة السلفية،
فتركوا الحنفية أصلاً وفرعاً بدون خوف تعيير وملام.
وعيرني الواشون أني أحبها *** وتلك شكاة ظاهرٌ عنك عارها
37- أن كثيراً من الحنفية الرادين على القبورية
قد انخرطوا في شيءٍ من بدع القبورية أيضاً.
38- أن القبورية من الفرق الضالة الباطلة،
الموجودة في واقعنا الماضي وحياتنا المعاصرة،
المنتشرة في العباد والبلاد بالكثرة الكاثرة،
وليست من الفرق المنقرضة كما يزعم ذلك بعض الجهلة الضالة المضلة.
39- القبورية لهم طرق ومكر ودهاء وخطط مدبرة
لنشر عقائدهم الباطلة بشتى الطرق،
وهم يظهرون بأسماء شتى ودعواتٍ متنوعة،
تارةً باسم الإصلاح والإرشاد والتبليغ، وتهذيب الأخلاق،
وتارةً في صورة منظمةٍ سياسية أوجهادية،
وتارةً في لون تأسيس الجامعات لنشر العلم والمعارف،
فهم طرق وألوان، وأنواع وأفنان، ولهم ظلم وعدوان، وبغي وبهتان وسلطان،
ولهم اهتمام ونشاط لتحقيق ما هم عليه من التفريط والإفراط.
40- أن كثيراً من القبورية قد تظاهروا بالتوحيد والسنة،
وهم في الحقيقة على توحيد الماتريدية الجهمية،
وعلى سنة الصوفية النقشبندية الخرافية، كالديوبندية التبليغية،
لا ينتبه لهم إلا المتمكن من العقيدة السلفية،
الحكيم المجرب العارف بواقع هذه الأمة عامةً وحقيقة القبورية خاصةً.
41- لعلماء الحنفية جهود عظيمة لإبطال عقائد القبورية
وقطع دابرهم وقلع شبهاتهم وقمع جموعهم وكسر جنودهم،
ولهم في ذلك مؤلفات مفيدة نافعة كثيرة بلغاتٍ شتى،
ولاسيما العربية والفارسية والأردية والأفغانية،
مع ما في غالبها من العقائد الماتريدية، والأفكار الصوفية.
فجزاهم لله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وسامحهم.
42- وهذا دليل على أن أئمة السنة الذين ينبذهم القبورية بالوهابية
ليسوا منفردين بالرد على القبورية،
بل شاركهم في ذلك هؤلاء الأعلام من الحنفية.
فلست وحيداً يا ابن حمقاء فانتبه *** ورائي جنودٌ كالسيولِ تدفق
والله المستعان، وعليه التكلان،،،
===========
رابط الموضوع
http://www.dorar.net/book_end/2457
نسخة وورد من الكتاب
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=3859
نسخة pdf من الكتاب
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1955
فهرس الكتاب
http://www.dorar.net/book_index/2457
ترجمة المؤلف رحمه الله تعالى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=96764
والحمد لله رب العالمين