بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه
يقول الله سبحانه في القرآن الكريم { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ } آل عمران 110
الاية الكريمة تنوه بشأن الامة الاسلامية وتعلي من قدرها , وهي شهادة من رب العالمين لهذه الامة بالخيرية . ويقول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصف هذه الامة ايضا : ( أنتم توفون سبعين امة أنتم خيرها واكرمها على الله ) حسنه الترمذي
فلماذا اذن اصابنا الذل والهوان ؟
تعالوا معي لنتعرف على الاسباب :
السبب الاول / تركنا الجهاد في سبيل الله , والدليل على ذلك :
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( اذا تبايعتم بالعينة , ورضيتم بالزرع , وتركتم الجهاد في سبيل الله , سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه , حتى ترجعوا الى دينكم ) ابو داود , احمد
ويقول ايضا : ( ما ترك قوم الجهاد , الا عمهم الله بالعذاب ) حسنه الالباني
و ( أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله , أي الناس أفضل ؟ قال مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله ) البخاري ومسلم
فلن يتركنا الذل والهوان والخنوع ولن يتوقف الاعداء عن ذبحنا الا اذا ارتضينا لانفسنا ان نجاهد بدلا من معيشة الخراف التي لا يهمها الا الكلأ والنوم وعيش العبيد الاذلاء .
واعلموا ان الاجل محتوم , وان الرزق مقسوم و وان ما أخطأ لايصيب , وان سهم المنية لكل احد مصيب , وان كل نفس ذائقة الموت , وان الجنة تحت ظلال السيوف , وان الري الاعظم في شرب كؤوس الحتوف , وان من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار , وان الشهداء حقاً عند الله من الاحياء , وان الشهيد يُغفر له جميع ذنوبه وخطاياه , وانه يشفع في سبعين من اهل بيته , وانه آمن يوم القيامة من الفزع الاكبر , وانه لا يجد كرب الموت , ولا هول المحشر , وانه لا يحس ألم القتل الا كمس القرصة , وكم للموت على الفراش من سكرة وغصة .
السبب الثاني / تركنا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر , والدليل على ذلك :
ا ن ابا بكر الصديق رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما ترك قوم الجهاد في سبيل الله الا ضربهم الله بذل , ولا أقر قوم المنكر بين أظهرهم الا عمهم الله بعقاب ...... ) جامع الاحاديث
وعن الامام السيوطي قوله : " أجرى الله عادته : ان العامة اذا زاد فسادها , وانتهكوا حرمة الله , ولم تقم عليهم الحدود ارسل الله عليهم آية أثر آية ,فان لم ينجح ذلك فيهم أتاهم بعذاب من عنده , وسلط عليهم من لا يستطيعون له دفاعاً "
والحمد لله رب العالمين