خاطرة --- عندما يُذبح الموت
الحمد لله الذي خلق الجنة والنعيم والأنهار
وجعلها لعباده المؤمنين الأخيار ؛ وخلق النار وجعلها لعباده المكذبين الكفار
وصلى الله وسلم على من بعث للعالمين هادياً وبشيرا
فآمن به المؤمنون فوقاهم الله عذاب النار
وأسكنهم الجنة مع النبيين الأخيار
وبعد
قال تعالى:"سَيُهْزَم ُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ*
بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ * إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ *
يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ * وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ *
وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ *
وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ *
وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ * إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ *
فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ *
أخي الحبيب
تذكر...عندما يذبح الموت أين ستكون وكيف سيكون
حالك ومع من سينتهي مآلك .
تذكر... كم هي خطيرة تلك الأيام؛ إما جنة إلى ما لا
نهاية وأما نار إلى ما لا نهاية.
تذكر...أن الجنة فيها الأحباب محمد عليه السلام والأصحاب عليهم
الرضوان وأنت أين ستكون ؟
تذكر...أن النار فيها كل كفار أثيم فيها فرعون
وهامان والنمرود وأبو لهب وأبو جهل وأنت أين ستكون ؟
تذكر...النعيم الخالد المقيم ؛ لا فيه كدر ولا منغص
بل هو النعيم وراءه النعيم أمامه النعيم على جنباته وتحته وفوقه النعيم.
تذكر...العذاب و جهنم مؤصدة الأبواب؛حياة كلها كدر ولا منغص أكبر منها
والعذاب من فوق ومن تحت ومن وراء وعلى الجنبات.
تذكر...عندما ينادي مناد يا أهل الجنة هل تعرفون هذا ؛يا أهل النار
هل تعرفون هذا ؛ فيقولون نعم هذا الموت؛ فيذبح الموت .
تذكر...حينما يذبح الموت وأنت فيما أنت فيه إما جنة وجنان وأنهار ومتاع
وإما نار ونيران وعذاب لا ينقطعان أبداً أبداً.
تذكر...وجهّز نفسك واستعد للجواب عن أسألة الله تعالى
كن واثقاً من نفسك ولكي تكن واثقاً يومها ؛ جهّز نفسك من الآن.
فعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار يجاء بالموت كأنه كبش أملح
فينادي مناد يا أهل النار هل تعرفون هذا فيشرئبون
وينظرون وكلهم قد رآه فيقولون
نعم هذا الموت ثم ينادي مناد يا أهل الجنة هل تعرفون هذا
فيشرئبون وينظرون وكلهم قد رآه
فيقولون نعم هذا الموت ثم يؤخذ فيذبح ثم يقال يا أهل الجنة
خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت
فذلك قوله عز و جل "وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي
الأمر وهم في غفلة قال أهل الدنيا في غفلة".
اللهم يا عزيز يا غفار اغفر ذنوبنا كلها ولا تدخلنا النار مع المجرمين الكفار
اللهم يا عزيز يا غفار اغفر ذنوبنا كلها وأدخلنا الجنة مع المصطفين الأخيار
يا عزيز يا غفار
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ؛ وصلى الله وسلم
على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا
كتبه
أبو عبد الله المقدسي
فلسطين-غزة
2 رمضان 1432هـ
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الله المقدسي
