( ما ) هل تأتي للعاقل ؟

[ناجي الدوسري]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام استوقفتني هذه الآية (( قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ )) ...
ما : ماذا تفيد هنا ؟ بمعنى هل هناك استثناء أنها تأتي للعاقل ...

[أبو مالك العوضي]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أولا: قد تأتي (ما) للعاقل؛ كقوله تعالى: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء}، وكقوله: {ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض}، وقوله: {نذرت لك ما في بطني}، ولكن الجادة استعمال (من) للعاقل.

ثانيا: (ما) في قوله تعالى: {ما رب العالمين} لو قلنا إنها استفهام عن الماهية، فحينئذ تكون الجادة في كلام العرب استعمال (ما):
- كما في الحديث عند مسلم (أتدرون ما المفلس؟) وكثير من الناس يخطئ في رواية هذا الحديث فيجعلها (من) وهو خطأ لأنه لم يسأل عن شخص مفلس.
- وكقول عمرو بن عبسة عند مسلم أيضا (قلت: وما نبي؟ قال أرسلني الله) فلو قال: (من نبي) لكان الجواب: فلان وفلان، أما (ما نبي) فالجواب بتعريف هذه الكلمة.
- وكما في الحديث عند الترمذي (فما المتفيهقون؟) ولو قال: (فمن المتفيهقون؟) لكان الجواب: زيد وعمرو مثلا.
- وكما في حديث الجساسة (ما أنت؟ وما الجساسة؟).
ومثل هذا كثير.

ففي هذه المواضع يكون الاستفهام عن الماهية لا عن الشخصية، ومن ثم فلا يجوز استعمال (من) أصلا؛ كما قال في عقود الجمان:
ومن بها يُطلب أن يعينا ............ مشخِص يَعلم نحو (من هنا)
وقيل ما للجنس والوصف تعم ...

والله أعلم.

[حكيم عطيف]

جزاك الله خيرا على هذه الإجابة الشافية.

[ناجي الدوسري]

جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل ونفع بك ..
أجدت وأفدت بوركت يمينك .

[أبو بكر العروي]

حيّاك الله يا أستاذ!
لم يظهر لي وجه استدلالك بالآية الثانية لأن الذي أعرفه أن "ما" فيها لتغليب غير العاقل وليست متمحضة للعاقل. فيدخل العاقل في الآية بحكم التبع.
فهل من مزيد إيضاح؟
وجزاك الله خيرًا.

[أبو مالك العوضي]

حيّاك الله يا أستاذ!
لم يظهر لي وجه استدلالك بالآية الثانية لأن الذي أعرفه أن "ما" فيها لتغليب غير العاقل وليست متمحضة للعاقل. فيدخل العاقل في الآية بحكم التبع.
فهل من مزيد إيضاح؟
وجزاك الله خيرًا.

حياك الله وبياك يا أستاذنا الفاضل
أخوك لم يستدل بشيء، وإنما ذكر الآيات التي قال فيها بعض العلماء بورود (ما) للعاقل، وأما تحرير المراد في كل آية فهذا يُرجع فيه إلى تفاصيل كلام العلماء ومناقشاتهم واستدلالاتهم ومن ثم بيان الراجح، وليس المقام هنا مناسبا لذلك؛ لأن المراد تقرير الورود في الجملة.
وما تفضلتَ بذكره في الآية هو قول الزمخشري، وفيه مناقشة تجدها في البحر المحيط والدر المصون.