قصيدة شديدة كل بيت منها هو صفعة في وجوهنا
يموت المسلمون ولا نباليونهرف بالمكارم والخصال
ونحيا العمر أوتاراً وقصفاًونحيا العمر في قيل وقال
وننسى إخوة في الله ذرتبهم كف الزمان عـلى الرمال
تمزقهم نيوب الجوع حتىيكاد الشيخ يعثر بالعيال
يشدون البطون على خواءويقسمون أرغفة الخيال
وتضربهم رياح الموت هوجاوفي أحداقهم نزف الليالي
وناموا في العراء بلا غطاءوساروا في العراء بلا نعال
كأن البيد تلفظهم فتجريبهم بيد إلى بيد خوال
يسيل لعابهم لهفا وتذويعيونهم على جمر السـؤال
وليت جراحهم في الجسم لكنجراح النفس أقتل للرجال
يمدون الحبال وليت شعريأنقطع أم سنمسك بالحبال؟
وقبل الجوع تنهشهم كلابمن الإفرنج دامية النصال
ؤدون الضريبة كل يومبما ملكوا ودين الله غال
صلاب إنما الأيام رقطويثني الجوع أعناق الرجال
أتوا للشرق علَّ الشرق درءإذا بالشرق ينفر كالثعالي
لماذا كل طائفة أغاثتبنيها غيركم أهل الهلال
ترى الصلبان قد نفرتوهبت يهود بالدواء وبالغلال
هبوهم بعض سائمة البراريهبوهم بعض سابلة النمال
نسيتم " واتقوا يوماً ثقيلاً "به النيران تقذف كالجبال
تفور وتزفر الأحشاء زفراكأن شرارها حمر الجمال
ونحن المسلمون ننام حتىيضيق الدهر بالنوم الخبال
جلستم والأرائك فاخراتوأوجفتم على الفرش الغوالي
ورصعتم قصوركم مرايالتنطق بالبهاء وبالجمال
وماج العطر وائتلقت جنانكأن العمر ليس إلـى زوال!
ننام على " الريال " وإن صحونافإن الفجر فاتحة الريال
الشاعر محمود مفلح