مَــهـْـــــزلـ ــةُ مُـــبَاهَلَةٍ
الحمد لله وحده، برَّأ عائشة زوجَ خير نبي أرسل، من فوق سبع سموات بقرآن أنزل، وجبريلَ خيرُ الملائكة كان هو المرسل، ثم نحمده تعالى أن وهبنا عقلا، فإن لم نجد لتبرئــتها نصا، كان اللازم إعماله عقلا، إذ يمتنع به حتما، أن خير رجل أرسل، ليحمي بشرية كان تدنيسُ الأعراضِ فيها صفة ورمزا، فكيف للفاقد شيئا أن يسهب في النصح والرشد طولا وعرضا. بأبي هو وأمي ونفسي والناس أجمعين صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه صبحا وعصرا.
ثم أما بعد:
نعم إنها مهزلة لنا معاشر أهل السنة، مهزلة كبيرة يحق للنائحة أن تنوح، وللثكلى أن تندب، مهزلة بان فيها عوارنا ، وانكشفت فيها حقائقنا،ثم الأعظم من ذلك بان فيها مدى هوانِنا على الله الكبير المتعال.
فأتى علينا يوم نُباهل لأجل عرض نبي، لا لا، بل نباهل لأجل عرض خير أهل العزم من الأنبياء،لا لا، بل نباهل لأجل عرض خليل الله تعالى ، ثم نُرد على أعقابنا، وتبطل مساعينا، ويخيب رجاؤنا، ويزداد الأحمق المعاند عنجهية وغرورا، و في الكفر والضلال استكبارا.
كلنا رأينا تلك المباهلة التي كانت بين ذلك المنكوس ياسر الحبيب، وبين ذلك الذي لا نعرف عنه إلا اسمه، الشيخ محمد الكوس، ومن حقي لأنه تكلم بالنيابة عني، وعن أمة تعدادها الملايين من أهل السنة المحبين لعرض محمد صلى الله عليه وسلم أن أتساءل فأقول:
أليس من المهزلة في تلك المباهلة أن يُدعى إليها رجل، لم نسمع عنه فيما قبلها ولا بعدها؟ أهو عالم أو طالب علم، أهو داعية؟؟؟ أم أنه يكفي لأي أحد من أهل السنة أن يأتي ويباهل، ويتحدث باسم الملايين بل الملايير ويحمل الراية، أهانت الراية التي كان لا يسلمها النبي صلى الله عليه وسلم إلا لمن يحب الله ورسوله كعلي وأمثاله.
لماذا لم يسند مثل هذا الدور العظيم لمن نعرفهم ونوقن بتقواهم وصلاحهم، كالشيخ أبي إسحاق الحويني أو الشيخ مصطفى العدوي والقائمة تطول. ممن يعرفهم القاصي والداني، في المغرب والجزائر والكويت والسعودية، وممن نحسبهم والله حسيبهم أن الله سيرينا وقع المباهلة في الأستديو، و قبل الخروج من هنالك أصالة.
أليس من المهزلة أن يُلقِن ياسر الحبيب ألفاظ المباهلة للشيخ محمد الكوس، فيقول له قل كذا ، ثم أعد وصحح ولا تقل كذا، وابدأ بكذا واختم بكذا.
ما هذا؟ وأي مهزلة هذه؟ وأي فقه هذا الذا الذي درسه الشيخ الكوس ومن يتحدثون عن عقائدنا بالنيابة ونحن كارهون.
أليس من المهزلة العظمى والتي دوختني فأبقتني مريضا، أن يقول مسلم مؤمن يمثلنا جميعا : أبرأ من حول الله وقوته وألجأ إلى حولي وقوتي. ليت شعري إن لم نلجأ لحول الله وقوته في هاته المواقف فمتى؟
متى نلجا إلى الله وحوله وقوته إذا؟
فأصبح ذلك المعاند الخبيث يلقن الشيخ الكوس ألفاظا وعبارات لا تصلح ولا تُقبل في عقيدتنا ومنهجنا.
وحدث بأخرة، أن ظهر الشيخ الكوس يبين بأدلته الساطعة أن ياسر الحبيب قد أصيب بسرطان ، وأين؟ في لسانه. فصفق الكثير، ليخرج علينا ذلك الخبيث بمقطع فيديو سليم اللسان ثابت العقيدة والأركان.
{ومن يضلل الله فما له من هاد}.
أخيرا، ألا تعجب أخيَّ من مدى هواننا على الله تعالى ؟
أما أنا، فوالله أعجب.
والله يشهد أني ما أردت الشيخ الكوس ولا نيته بسوء، ولكنى أزعم أنه ما كان أهلا لأن يمثلني والكثيرين، في هذا الموقع بالذات والذي يعد أمر حسم وفصل بين إسلام وكفر، ضلال وهداية.
ولكل من غضب من مقالي أقول:
لو كان الأمر دنيا عفنة لسلَّمنا و وضعنا أيدينا على أفواهنا، وكتمناها كما كتمنا الكثير الكثير، حينما صفق الملايين والملايين، ولكن الأمر في هذه محض دين وعقيدة وعرض محمد خير الأنبياء والمرسلين.
والله المستعان.
وكتبه راجي عفو ربه:
أبو بثينة الجزائري.
والرجاء في الإخوة والأخوات أن تكون المناقشة بعقل ودين لا عاطفة وعصبية