أولاً / مطالب هذه الأخت الأخروية وليست الدنيوية دليل على تقواها وورعها والله سبحانه وتعالى حسيبها ، ونسأل الله عز وجل ان يثبتها ويوفقها ويسددها للرأى الصواب ، ونسأله سبحانه وتعالى أن يمن عليها بزوج صالح تقي تسعد به في الدنيا والآخرة .
وهو في الحقيقة شىء يحير فهي بين صراع الخوف من تقدم الزمان عليها وضغوط الأهل عليها وبين تمنيها لزوج صالح يأخذ بيديها إلى بر الأمان ، فكان الله سبحانه وتعالى في عونها .
وقبل الإجابة على هذا السؤال يجب أن تسأل الأخت نفسها إلى متى إن شاء الله سبحانه وتعالى تستطيع الصبر على هذه الشروط مقابل الصبر على عفتها ؟ فإن كانت ترى في نفسها أنها تستطيع الصبر إن شاء الله سبحانه وتعالى فهنا ينظر إلى شروطها ومناقشتها فيها ، أما إن كانت ترى في نفسها أنها لن تصبر على ذلك فيخشى عليها من يوم قد يدخل إليها الشيطان تحت ضغط العاطفة الموجودة في كل واحد منا فيجعلها تكره هذه الشروط التي منعتها من ممارسة حياتها الطبيعية مثل باقي النساء ، ثم ترضى في نهاية المطاف بمن ليس فيها شرط واحد مما ذكرت ، فالأخت هي الوحيدة التي تعرف مدى صبرها على مثل هذه الأمور ، وهي التي تسطيع اتخاذ القرار والله سبحانه وتعالى يثبتها .
ولننظر الآن في شروطها ..
( التسنن ) ..
إن كان يقصد بالتسنن السمت الظاهري " تقصير الثوب واطلاق اللحية "، فهو شرط ممكن الإستغناء عنه " مؤقتًا " مقابل طلب عفتها ، يعني لو تقدم لها رجل مسلم فيه كل الصفات السابقة لكنه لا يظهر عليه السمت الخارجي فيقبل هذا الرجل وينصح على الدوام بالسمت الظاهري .
( عقيدة سلفية ) ..
يكفيه أن يعرف " لا نثبت لله عز وجل إلا ما أثبته لنفسه سبحانه وتعالى أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا يشرك بالله عز وجل شيئًا ، ويكون على فطرة الإسلام ، ولا يكون مبتدعًا .
( اهتمام بواقع الأمة )
هذا متيسر في أكثر الناس ولله سبحانه وتعالى الحمد .
( اطلاع على الواقع )
أي واقع ؟ الواقع الحقيقي أم الواقع الإنترنتي ؟ فهذا يختلف عن الآخر ، فالإنترنت شىء والواقع شىء آخر ، وهذا شرط لا نجعله سببًا في حرماننا من الحياة بشكل طبيعي إن شاء الله سبحانه وتعالى .
( حسن الخلق ) ..
طبعًا لا بد من ذلك .
( طالب علم والعمل الدعوى والسماح لها بالعمل الدعوى )
ليس شرطا مهما مقابل عفتها .
وإن كان في ظني أن هذه الشروط يسيرة ومنتشرة في كثير من بلاد المسلمين ، لكن الله سبحانه وتعالى أعلم بحال بلدها ، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقها بالزوج الصالح الذي فيه صلاحها وثباتها إنه هو الوهاب الرزاق ، والله سبحانه وتعالى أعلم .