بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
فبعد طول غياب عن المنتديات أعود اليوم ( والعود أحمد وإن لم يشعر بغيابي أحد ) لأنقل لكم ما كتبه الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله عن الثورة التي أطاحت بالحكم الملكي في اليمن عام 1382هـ ، لنعلم كيف كان العلماء العاملون يتفاعلون مع أحداث المسلمين في زمانهم ، وحتى نستفيد من ذلك فيما يمر علينا من أحداث ، وليس المقصود تحرير وتحقيق الأحداث التاريخية لتلك الفترة ، والله الموفق .
( فريد المرادي : 14 / 5 / 1432هـ )
*********
قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في كتابه " تحفة الإخوان بتراجم بعض الأعيان " ( ص 36 – 37 ) :
فائدة تاريخية :
في آخر العشر الوسطى أو أول العشر الأخيرة من ربيع ثاني عام ( 1382هـ ) توفي ملك اليمن أحمد بن يحيى بن حميد الدين ، الملقب : " أمير المؤمنين الناصر لدين الله " على إثر مرض قديم ، وجراحات حديثة أصابته من بعض الثوار من الجيش.
وقام بعده ابنه محمد البدر بولاية عهدٍ من أبيه ، وبايعه الأعيان والناس ، فلم يلبث إلا نحو أسبوع حتى ثار عليه الجيش بقيادة القائد عبد الله السلال ، وحوصِر قصر الإمارة ، ورُمي بالمدافع ، وذلك بصنعاء ، حتى سلَم القصر ، وزعم الجيش أن البدر قد قُضي عليه ، ولكن إلى حين التاريخ لم يتحقق ذلك ; لأن الجيش لم يجد جثته ، وكثير من الناس يقول : إنه موجود مختفٍ في بعض قبائل اليمن ، والله أعلم .
وكان حصار القصر وتسليمه واستيلاء الجيش على مقاليد الحكم بصنعاء وما حولها في ليلة الخميس الموافق ( 28 ) ربيع ثاني من عام ( 1382هـ ) .
وقد ثارت الحرب بين الجيش وبين القبائل ، وقام لقمع الثورة واسترداد الحكم الحسن ابن الإمام يحيى ; أخو أحمد ، وكان سفيرا لحكومته في أمريكا حين الثورة ، فلما سمع بها توجَه إلى الشرق الوسط ، ومرَ على البلاد السعودية ، واتصل بعاهلها الملك سعود ، ثم توجّه منها في ( 3 / 5 / 1382هـ ) إلى الحدود اليمانية الشمالية ، والتفَ عليه جمٌَ من شعبه ، والحرب بينه وأنصاره وبين الثوار ومساعديهم من المصريين قائمةٌ على قدم وساق حين التاريخ ، والله أعلم بماذا ينتهي إليه الأمر ، ونسأل الله أن ينصر أقرب الطائفتين إلى الحق ، وأن يخذل أبعدهما منه ، وأن يحسن العاقبة للمسلمين ، إنه على كل شيء قدير .
حرر في ( 11 / 5 / 1382هـ ).
ثم ظهرت حياة البدر في أثناء شهر جمادى الأولى ، وباشر الحرب بنفسه ، وتنازل عمَُه الحسن عن الإمرة ، واصطلحا على أن يكون البدر هو الإمام ، كما تمت له البيعة بذلك ، ويكون الحسن هو رئيس الوزراء ، والحرب الآن قائمة بين البدر والثوار ، والحرب سجال ، وظاهر الأخبار الواردة من اليمن من طريق الإذاعة وغيرها أن الانتصارات للبدر أكثر ، وأن القبائل قد التفَتْ عليه ، وأن القتل في المصريين والثوار كثير جدا ، ونسأل الله أن يحسن العاقبة .