تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: مسائل نحوية من كتاب ( شعر أبي تمام دراسة نحوية )

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    اليمن - تعــز
    المشاركات
    205

    افتراضي مسائل نحوية من كتاب ( شعر أبي تمام دراسة نحوية )

    في مرحلة إنجاز رسالة الماجستير كنت اطلعت على بعض مباحث هذا الكتاب ، وكنت قد وقفت على بعض المسائل النحوية الواردة فيه ، فأحببت التأكد من صحة ما كتبت معترضًا على ما أورده الدكتور شعبان صلاح - حفظه الله - في مسائل قليلة في كتابه تعرضت لها في بحثي الموسوم بـ ( أسلوب التوكيد في شعر أبي تمام ) دراسة نحوية .
    مما جاء في الرسالة الاعتراضُ على كلام المؤلف - حفظه الله - في مسألة زيادة (إن) بين (ما) والفعل الناقص (زال) :
    قال وليد حفظه الله ( اللي هو أنا ) :

    أما عن زيادة ( إن ) بعد (ما ) الداخلة على ( زال ) فقد قـــال شعبان صــــلاح : " وردت هذه الظاهرة في شعر أبي تمام مرة واحدة في قولـه([1]):
    وَما إن زالَ في جَرمِ بنِ عَمرٍو
    كَريمٌ مِن بَني عَبدِ الكَريمِ

    ولم أسمع بمثل هذا الموضع من قبل ، ولا قرأته في مصدر من مصادر النحو "([2])، وبانتفاء السماع سقط من أيدينا أحـــد سببين ، ولم يبق إلا السبب الآخـر تُعلل به هـــذه الزيادة ، وهـــو القياس ، قال شعــبان صــلاح : " وليس لمثل هذا الوارد تفسير – في نظري – إلا القياس ، فقــــد علــــم أبو تمــام بزيـــادة ( إن ) بعــــد ( مــا ) النافــية : مطــلق ( ما ) النافية ، فلم يأبه بالسماع : هل ورد أم لا ؟ وزاد ( إن ) بعد ( ما ) النافية الداخلة على ( زال ) ، خاصة إذا أعانه السياق في أن يفهم الناس عنه مراده دون أن يكون في الجملة لبس يؤاخذ عليه أبو تمام "([3]).
    يمكن أن نقبل هذا التعليل لو كان أبو تمام متفردًا بهذه الزيادة ، لكنه ليس متفـــردًا بها ، فشعــراء عصره زادوا ( إن ) بعد ( ما ) النافــية الداخلة على ( زال ) أو ( يزال ) أو ( تزال ) ، وهذا ظاهر واضح في أشعارهم ، ومن ذلك قول أبي نواس([4]):
    فَتى ما دانَ لِلرَحمَنِ دينًا
    وَما إن زالَ يَسجُدُ لِلصَّليبِ

    وقول البحتري([5]):

    ما إن تَزالُ لَهُ وإن أَحبَبتُهُ
    عِندي إساءة مُخطئٍ أَو عامِدِ


    وقول ابن الرومي([6]):
    ما إن يزال مُساجِلًا لِسَحائِبٍ
    بعطائه ومُباريًا لرياح

    ولو توغلنا ونظرنا في نتاج شعراء عصور الاحتجاج لوجدنا هذه الزيادة ثابتة في أشعارهم ، فهذه ليلى بنت النضر تقول([7]):

    أبلِغ بها مَيتًا بأن قصيدةً
    ما إن تَزالُ بها الرّكائبُ تَخفِقُ


    ويقول الفرزدق([8]):
    رأيتُ تَباشيرَ العُقوقِ هي الَّتي
    مِنِ ابنِ امرِئٍ ما إن يَزالُ يُعاتِبُه


    إذن هذه الزيادة ثابتة ، يؤيدها السماع ويقرها النقل ، وهذا ابن هشام يتحدث عن مواضع يطرد فيها حذف الكلام بجملته ، ويذكر منها حرف الجواب ، ثم يستشهد بقول الشاعر([9]):
    قالوا : أخفت ؟ فقلتُ : إنّ ، وخيفتي
    ما إن تزالُ منوطةً برجائي


    لقد سيق هذا الشاهد من أجل بيان أن ( إنّ ) تكون حرف جواب بمعنى ( نعم ) وأن هناك حذفًا لكلام بعدها دل عليه ما قبلها ، إلا أن الزيادة التي أتحدث عنها ظاهرة بارزة فيه ، وإذا كان الأمر كذلك ، فلا عجب أن نجــد مثل هــذه الزيادة عند أبي تمام ، وهي لم ترد عنده في بيت واحد فقط - كما قال شعبان صلاح - بل في خمسة أبيات ، هي([10]):
    - مُحَبَّبَةً ما إن تَزالُ تَرى لَها
    إلى كُلِّ أُفقٍ وافِدًا غَيرَ وافِدِ


    - وَما إن زالَ في جَرمِ بنِ عَمرٍو
    كَريمٌ مِن بَني عَبدِ الكَريمِ


    - ما إن تَزالُ لَهُم مَراوِدُ ساسَمٍ
    مُتَغَلغِلاتٌ في مَكاحِلِ عاجِ


    - ما إن يَزالُ بِحَدِّ حَزمٍ مُقبِلٍ
    مُتَوَطِّئًا أَعقابَ رِزقٍ مُدبِرِ


    - لَهُ هِمَمٌ ما إن تَزالُ سُيوفُها
    قَواطِعَ لَو كانَت لَهُنَّ مَقاطِعُ




    ([1]) الديوان : 3 / 161
    ([2]) شعر أبي تمام ( دراسة نحوية ) : 149 - 150
    ([3]) نفسه : 150
    ([4]) ديوان أبي نواس : 97
    ([5]) ديوان البحتري : 1 / 305
    ([6]) ديوان ابن الرومي : 2 / 84
    ([7]) ينظــر : البيان والتبيين : 4 / 44 ، نســــب البيت فـــيه لليلـى بنت النضــر بن الحــارث بن كــلـدة ، ونســــبه أبو الفرج الأصفهاني لقتيلة بنت الحــارث بن كلدة . ( ينظر : الأغاني : 1 / 23 )
    ([8]) الأغاني : 10 / 330 ، 21 / 330 ، ولم أجده في الديوان .
    ([9]) مغني اللبيب : 2 / 648 ، خزانة الأدب : 11 / 215 ، ولا يعرف قائله .
    ([10]) الديوان : 2 / 78 ، 3 / 161 ، 4 /330 ، 4 / 452 ، 4 / 583

    ****************************** *******

    - أرجو التعليق ، فلعلي أكون مخطئًا في بعض ما كتبت .
    - إذا استطاع بعض الإخوة عرض ما كُتب على الدكتور - حفظه الله - فسأكون له شاكرًا .
    - في رسائلنا الجامعية لا نكتب كلمات مثل : الدكتور ، بل نكتب الاسم مباشرة .

    بارك الله فيكم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: مسائل نحوية من كتاب ( شعر أبي تمام دراسة نحوية )

    بارك الله فيك يا شيخنا وفي علمك، وفي عقلك.. فأنت ومن خلال تتبعي لمشاركاتك تملك ـ مع غزارة العلم ـ عقلا متوقدا يفتقده أكثر طلبة العلم في هذا الزمن.. والفقد هنا حقيقة لا مجازا.. لأن كثيرا منهم يملك العقل القابل للاتقاد.. لكنه أهمله وأتخمه بحشد نقولات العلماء وآرائهم.. الخ.. ولو سألت أحدهم عن مسألة لساق لك ألف رأي إلا رأيه!! ويرى نفسه بهذا بلغ الغاية في العلم، وهذه إحدى آفات طلب العلم، وكم نحن بحاجة إلى تصحيح هذا المفهوم لدى طلابه، وبخاصة أننا في عصر التقنية الذي لا نحتاج معه إلى حفّاظ، فبضغطة زر واحدة تتفجرأمامك ينابيع العلوم وتتعرى بطون الكتب !! فلم المكابرة والتغني بأمجاد وبطولات دونكيشوتية لا معنى لها في هذا العصر؟!! وأكثر ما يغيظني هذه الأيام من يضيع من وقته الساعات كل ليلة في حلق الذكر ومجالس العلماء، ولو أنه استغل تلك الساعات في القراءة لاستوعب ما أخذه عن العالم في أشهر، وإذا رمت نصحه رماك بتلك المقولة البلهاء التي لو ظفرت بقائلها لفعلت به الأفاعيل: (من كان شيخه كتابه..) يرددها كالببغاء كما رددها من قبله، ولو وقف مع نفسه موقف المتأمل لأدرك أن لكل عصر ظروفه.. ولكل زمان دولة ورجال..

    ترى.. لو تهيأ لأبي حيان جهاز يجمع نحو وتفسير الأولين والآخرين.. أترونه سيضيع نصف عمره في الترحال؟!! ولو تهيأ لمفكر العربية وعظيمها ابن جني أن يجمع علوم الفارسي في ساعة واحدة أتراه سيضيع نصف عمره جاثيا على ركبتيه في مجلسه؟!!

    نحن بحاجة إلى عقول.. تتدبر وتتأمل وتستنبط وتحلل..أما الأوعية فقد ولى زمانها..

    (ملحوظة: لكي لا أفهم خطأ، ولكي لا يرهق الإخوة أنفسهم في إمطاري بنصائح أعيها جيدا)

    أولا: أنا ادرك أهمية طلب العلم، ودوره في صقل العقل.
    ثانيا: كما اني أدرك أهمية طلب العلم على يد العلماء وما فيها من نقاشات وأسئلة ... الخ تفتق الذهن.. الخ.. لكن المسألة عندي أولويات.. والله أعلم.

    ولكي لا أنسى ما جئت أصلا من أجله.. أظن يا شيخنا وليد أن زيادة (إن) سائغة مع مضارع (زال) أكثر من الماضي كما في بيت قتيلة، وأظنها مع المضارع تضيف معنى من وجه ما بخلاف الماضي.. فلعلك يا شيخنا تتأمل وتتدبر وتفيدنا بهذا المعنى الذي وإن كنت شعرتُ به إلا أني عجزت عن تجسيده..

    مرة أخرى.. أكرر إعجابي وشكري

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •