تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: (الداء والدواء) في التحذير من الفتن والمخرج منها

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    36

    Lightbulb (الداء والدواء) في التحذير من الفتن والمخرج منها

    http://www.alukah.net/Social/0/28766/



    الحمدُ لله ربِّ العالَمين، نحمده ونستعين به ونستهديه، ونعوذ بالله مِن شرور أنفسِنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يَهدِ الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضللْ فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحْدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم.

    وبعد:
    (الداء والدواء) في التحذير من الفتن والمخرج منها:
    كتبت في هذه الصفحات القليلة فيما جاء عن الفتن، وذلك في عدة محاور بداية عن معنى الفتن، وأقسامها والتحذير منها، وكيفية الخلاص منها، نشخص الداء ونصف الدواء، من صيدلية رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    المحور الأول: معنى الفتن.
    قال الحافظ في الفتح، في كتاب الفتن: والفتن جمع فتنة، قال الراغب أصل الفتن إدخال الذهب في النار لتظهر جودته من رداءته ويستعمل في إدخال الإنسان النار.

    ويطلق على العذاب، كقوله تعالى: ﴿ ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ ﴾ [الذاريات: 14]، وعلى ما يحصل من العذاب، كقوله تعالى: ﴿ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ﴾ [التوبة: 49] ، وعلى الاختبار، كقوله: ﴿ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا ﴾ [طه: 40].

    وفيما يدفع إليه الإنسان من شدة ورخاء، وفي الشدة أظهر معنى وأكثر استعمالاً قال تعالى: ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ﴾ [الأنبياء: 35]، ومنه قوله: ﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ ﴾ [الإسراء: 73] ، أي يوقعونك في بلية وشدة في صرفك عن العمل بما أوحي إليك.

    وقال أيضا: الفتنة تكون من الأفعال الصادرة من الله ومن العبد كالبلية والمصيبة والقتل والعذاب والمعصية وغيرها من المكروهات، فإن كانت من الله فهي على وجه الحكمة، وإن كانت من الإنسان بإيقاع الفتنة، كقوله: ﴿ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ﴾ [البقرة: 191]، وقوله:﴿ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات ِ ﴾ [البروج: 10].

    وقال غيره (أي غير الراغب): أصل الفتنة الاختبار، ثم استعملت فيما أخرجته المحنة والاختبار إلى المكروه، ثم أطلقت على كل مكروه أو آيل إليه كالكفر والإثم والتحريق والفضيحة والفجور وغير ذلك.

    المحور الثاني: أقسام الفتن.
    الفتن كما هو معروف أنها هي الاختبارات التي يختبر الله سبحانه وتعالى عباده بها، لكي يمحصهم وينقي الطيب من الخبيث، وقد يختبرهم بالخير والشر، كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ﴾ [الأنبياء: 35].

    وهذه الفتن والاختبارات، إما أن تكون بفتن الشهوات، كفتن الأموال والأولاد، كما قال الله تعالى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [الأنفال: 28]، فالله سبحانه وتعالى قد يبتلي عباده بكثرة المال وفي المقابل يبتلي قسم أخر من عباده بقلة المال والفقر، وقد يبتلي آخر بنعمة الأولاد وآخر بانقطاع ذلك، كي يميز ويمحص البشرية، وإما بفتن الشبهات وهي أخطر من فتن الشهوات، لأن الشهوة سهلة الترك والبعد عنها، أما فتن الشبهات إذا نزلت في القلب وشربها، تصبح عقيدة عند صاحبها، ربما يَقتل من أجلها، أو يُقتل هو من أجلها، لأنه يتصور أنه على عقيدة صحيحة، وأنه ينصر بذلك الدين، وهي في الحقيقة شبهة و نعوذ بالله من ذلك.

    أ - فتن الشهوات:
    فتن الشهوات كثيرة جدا ً، كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾ [آل عمران: 14]، فهذه الشهوات صورة لصور الفتن.

    قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح مسلم من حديث عمرو بن عوف الأنصاري - رضي الله عنه - وفيه ((فوالله! ما الفقر أخشى عليكم. ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم. فتنافسوها كما تنافسوها. وتهلككم كما أهلكتهم)) مسلم 2961، ففتن المال وفتن الدنيا شديدة، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [التغابن: 15].

    أي أموالكم و أولادكم اختبار وابتلاء وامتحان، فسيسأل كل إنسان عن أمواله وأولاده، فهو في محط امتحان وابتلاء من الله، قال الله تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ الأنبياء 35، فالله جعل الخير والشر فتنه واختبار، لنتدبر قوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 44 - 45].

    ومع أن الشهوات كثيرة إلا أنها سهلة الانتزاع إن تاب العبد وأخلص توبته لله ، بالأعمال الصالحة، فإن تاب ورجع وأقلع وندم وعمل الصالحات، تاب التواب الرحيم، وهذا من فضل الله ورحمته بعباده، قال تعالى: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70].

    ب - فتن الشبهات:
    أما فتن الشبهات، تعد أكبر خطراً، لأن القلب إذا تشرب الشبهة، تصبح عقيدة عند صاحبها، ربما يَقتل من أجلها، أو يُقتل هو من أجلها، لأنه هو يتصور أنه على عقيدة صحيحة، وأنه ينصر بذلك الدين، وهي في الحقيقة شبهة ، وعندما تصبح تلك الشبهات عقائد لدى أصحابها، يؤدي إلى التفرق والضلال.

    المحور الثالث: التحذير من الفتن.
    لقد أطلع الله سبحانه وتعالى رسوله عليه الصلاة والسلام على الكثير من الفتن التي ستواجه هذه الأمة الإسلامية، ولهذا أطال الرسول بالحديث عن الفتن والتحذير منها، وبيان المخرج منها، ففي الحديث الذي رواه مسلم: (حدثني أبو زيد يعني عمرو بن أحطب قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الفجر. وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر. فنزل فصلى. ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر. ثم نزل فصلى. ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس. فأخبرنا بما كان وبما هو كائن. فأعلمنا أحفظنا).

    وهذه الفتن إما تكون شديدة مظلمة، وإما أن تكون خفيفة، حتى أنه يبلغ الأمر من شدة الفتن أن يخرج المسلم عن دينه، فيبيع دينه بعرض من الدنيا، بل وتصل بالمسلم بأن يتمنى الموت من شدة الفتن كي يتخلص من البلاء، فعن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه) البخاري 7115.

    المحور الرابع: الخلاص من الفتن، ووصايا الرسول تجاه الفتن.
    أولا: اعتزال الفتن والتمسك بالطاعة ففي حديث حذيفة قال: (كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: ((نعم)) قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: ((نعم وفيه دخن)) قلت: وما دخنه؟ قال: ((قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر)) قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر قال: ((نعم، دعاة ٌ على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها)) قلت يا رسول الله صفهم لنا قال: ((هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا)) قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: ((تلزم جماعة المسلمين وإمامهم)) قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال: ((فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك)) البخاري 7084.

    ثانيا ً: السير على طريق الله، والصدق في طلب العون من الله، والاستعانة بالله واللجوء إلى الله قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُ وا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]، فلا سبيل لنا إلا بفعل الطاعات، وترك المعاصي، أو ترك مكان تلك الفتن المظلمة.

    ثالثا ً: لزوم الاستقامة، وقت الشدائد، من محافظة على عبادة وصلوات، والتمسك بالقرآن، والمحافظة على الأذكار، والتذلل لله، ففي الحديث الذي رواه مسلم من حديث معقل بن يسار: ((العبادة في الهرج))، وما الهرج إنها الفتن ((العبادة في الهرج كهجرة إليّ))، أي: من عبد الله في زمن الفتن والقتال فأجره كأجر من هاجر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة إلى المدينة؟ مسلم 2948.


    كتبه محمد فقهاء

  2. افتراضي رد: (الداء والدواء) في التحذير من الفتن والمخرج منها

    الدواءُ لنصرة الأُمَّة اليوم وفي كل يومٍ : هو ما قالهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في الحديث المروي عند أبي داود وأحمد مِن حديث نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : (سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد ، سلَّط الله عليكم ذُلاًّ لا ينزعهُ حتى ترجعوا إلى دينكم" ) .
    قال شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لمَّا كان يتحدث عن التتار : ( فهذه الفتنة قد تفرَّقَ الناسُ فيها ثلاث فِرَق :
    الطائفةُ المَنصورة : وهم المجاهدون لهؤلاء القوم المفسدين .
    والطائفةُ المُخالفة : وهم هؤلاء القوم ، ومَن تحيَّز إليهم مِن خبالة المُنتسبين إلى الإسلام .
    والطائفةُ المُخذِّلَة : وهم القاعدون عن جهادهم ، وإن كانوا صحيحي الإسلام .
    فلينظر الرجل أيكون مِن الطائفة المنصورة أم مِن الخاذلة أم مِن المُخالفة ؟ فما بقي قسمٌ رابع ) أهـ . مِن مجموع الفتاوى (28/417) .


  3. #3

    افتراضي رد: (الداء والدواء) في التحذير من الفتن والمخرج منها

    الطائفةُ المَنصورة : وهم المجاهدون لهؤلاء القوم المفسدين .
    اللهم إنى أسألك أن أكون أنا وصالح الجبرين وكل الأخوة منهم .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •