بسم الله الرحمن الرحيم . لا إله إلا الله محمد رسول الله . السلام عليكم . اما بعد.
نظراً لما نقلته الأخت الكريمة ( محبة الفضيلة ) نشكر اجتهادها ووفقها الله عز وجل إلى اكثر من هذا رشداً.
أعلموا أحبتي في الله عز وجل بإنه هناك دائماً يجب أن يكون التفكير في العقل عند النقل . ولا ننقل فقط ونطبع في المنتديات وأماكن ثانية أو القول في المجالس . دون التفكير والتعقل بما قاله أحد الأشخاص .
لهذا فإن كل من يقرء قول الرسول صلى الله عليه وسلم من وحي الله عز وجل .
الذي يقول . الدنيا دار لمن لا دار له . ومال لمن لا مال له . ولها يجمع من لا عقل له .
لكتشف معاني كلمات الحديث في غاية الفقه والحكمة .
فإن قال قائل . كيف يكون تفسير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم برأيك .
الجواب : الدنيا دار لمن لا دار له . كل أنسان في هذه الدنيا مخلوق للعبادة كما قال الله عز وجل بقوله . تعالى .وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ( 56 ) ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون ( 57 ) . أذاً كل أنسي وجني مخلوق للعبادة وليس للدنيا وهنا الفرق بين المؤمن والكافر .
فإن المؤمن ليس طموحه وهدفه دار في الدنيا بل هدفه دار الآخرة كون كل أنسان سوف يموت يوم من الأيام أذاً ما نفع الدنيا . وكنوزها وثرواتها وكل شيئ فيها لا قيمة له عند الممات .
الكافر يحب الدنيا ويظلم ويكفر فتكون الدنيا داره . ينغمس بها . في الملزات . اللهو . الزينة . التفاخر . التكاثر في المال والأولاد بعتقاده الدنيا باقية لقول الله عز وجل في سورة الكهف .
وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالا وَأَعَزُّ نَفَرًا
وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا
وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا
أذاً كل أنسان كافر ظالم لنفسه يعتقد بأنه على حق وعلى هداية ويغويه الشيطان بأن له ما هو عليه في الدنيا . عند لقاء الله عز وجل
ولهذا الحديث حديث ثاني لنبي محمد صلى الله عليه وسلم من وحي الله عز وجل يقول :
رواه أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) ؟
إذاً الدنيا دار الكافر كونه أختار المكاسب الدنيوية وفضل الدنيا على الآخرة وسعى لها سعيها
بينما المؤمن مهما شاهد في الدنيا من نعيم وقصور واموال تبقى بنظره سجن على ما يكون في الآخرة كونه أختار الآخرة . وسعى لها سعيها .
.............................. .............................. ...
مال لمن لا مال له : فإن مال الكافر إعماله الظالمة لنفسه وعدم التفكير بعقله كون ماله الذي يسعى له في الدنيا لا ينفعه في الآخرة فكل ما قام به من الحصول على المال سينقلب ضده في النهاية ويحاسب على هذا المال الذي جاء بطرق عديدة من أختياره وإرادته كونه فضل الدنيا على الآخرة . إذاً المال تعني الأعمال فإن مال الأنسان أعماله .
المؤمن : ماله أعماله الصالحة التي يستفيد منها يوم الدين وأستغل مال الدنيا في الأعمال الصالحة فكانت له مكتوبة عند الله عز وجل وحصل من خلالها على الاجر الثواب الجيد . فأدخله الله عز وجل الجنة بما جاء به من مال .يعني أعمال صالحة
قوله تعالى :
الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا
.............................. .............................. .............
ولها يجمع من لا عقل له : بكل تأكيد فإن الأنسان العاقل الذي لديه عقل لا يفضل الدنيا على الآخرة بل يفضل الآخرة على الدنيا
لكن للأسف كثير من الناس أصبحت الآخرة لديهم في اللسان فقط
تجده يصلي ويصوم ويتعبد الله عز وجل . لكنه يحتال . ويظلم . ويتكلم على الناس وأمور كثيرة . لهذا هذا الأنسان يكون من المنافقين الذي يشمله الحديث كذالك
قوله تعالى :
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ
يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ
فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ
لهذا كل أنسان يعلم نفسه . أن كان منافق . أو مؤمن . أو كافر .
وكل أنسان يعلم ما يختار الدنيا أو الآخرة . الجنة أو النار . لا سلطان عليه
كما قال الله عز وجل : كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ
نسأل الله عز وجل أن ينفعنا وياكم بما كتب . ويجعلنا من عباده المؤمنين المنتصرين في الجنة بإذنه . إنه جواد كريم . آللهم آمين
صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه ومن أتبعهم وسلم .
أقول قولي هذا وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله بإذنه