بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن إهتدى بهداه. أما بعد:
أنطلق من قاعدة عقلية عامة ومتفق عليها بين جميع أهل الطوائف، وأجعل هذا بداية لمناقشة آراء المتكلمين، وأخص منهم الأشاعرة. وهي : "ماثم إلا موجود أو غير موجود"، بمعنى: أنه لا يمكن أن يكون شيء إلا له وجود، أو أن يكون معدوماً لا وجود له.
فالله جل جلاله موجود، وقد جزمت بهذا لأني لا أظن عاقل ينكر وجود الله جل جلاله، وإنما النقاش مع أهل الكلام حول وجود الخالق، فهل وجوده حقيقة أم مجاز؟
وجواب أهل الإسلام: أن وجوده -جل جلاله- وجود حقيقي ليس بمجاز.
فنقول: والإنسان وجوده حقيقي أو مجاز؟
وجواب أهل العقول: أن وجوده حقيقي.
ومن الطبيعي أن يكون وجود الإنسان غير وجود الخالق جل جلاله، كما أني الإنسان موجود والباعوض موجود، ولكن للإنسان وجود يختلف عن وجود الباعوض.
فإذا عُرفت هذه المسألة، فجميع مسائل الصفات قائمة على هذا، فلا حجة للمتكلم المعطل للصفات الله جل جلاله.
والله الهادي إلى سواء السبيل.