كثير من المصنفات الفقهية للمتأخرين دخلت فيها مخالفات عقدية توافق مقالات المتكلمين وبدع الخرافيين ...
فلماذا تغيّرت مناهج بعض المتأخرين ؟ ، ولم يقتدوا بمنهج أئمتهم المتقدمين كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد رحمهم الله جميعا .
(( دعوة لمشاركة ))
كثير من المصنفات الفقهية للمتأخرين دخلت فيها مخالفات عقدية توافق مقالات المتكلمين وبدع الخرافيين ...
فلماذا تغيّرت مناهج بعض المتأخرين ؟ ، ولم يقتدوا بمنهج أئمتهم المتقدمين كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد رحمهم الله جميعا .
(( دعوة لمشاركة ))
فعلاً هذا ملاحظٌ، وهو غير مختص بكتب الفقه والأحكام، بل يوجد في أغلب المصنفات على تفننها، حيث نلحظ كثرة الخروج على طريقة السلف الصالح في مسائل الاعتقاد الكلية أو الجزئية، وبعض هذا مرده إلى البيئة التي نشأ فيها المصنف، فبعض البلاد ينتشر فيها لون أو آخر من ألوان البدعة والمخالفة، كبدعة الأشاعرة، أو الطرقية الصوفية.
ومن العجيب أن هناك شروحات لكتب صنفها أصحابها وابتدأوها بذكر مقدمة في العقيدة تكون في غالبها موافقة لعقيدة أهل السنة والجماعة، فيأتي من يأتي من الشراح فيحور ذلك، ويشرحها على طريقة الأشعري وغيره، كما حصل ذلك في رسالة ابن أبي زيد القيرواني.
أجد في بداية كثير من المؤلفات التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم وبجاه الصالحين وهذه بدعة منكرة ولا شك وهناك التعلق بعقيدة الإمام الأشعري والانتساب إليها ولا ننسى في كتب أصول الفقه الحرب المستعرة بين الأشاعرة والمعتزلة لدرجة أن كتب أصول الفقه صارت موادا كلامية بحتة في كثير من أبوابها.
أشكر الأخوين الكريمين : أباحماد وقارئ
على مداخلتهما .
وأرى أنا بحاجة إلى تلمس الأسباب المتنوعة ، فالبيئة لها أثر . لكن ليست كل شيء .
ماالذي يدعو الشافعي المتأخر وهو ينتسب إلى طريقة الأشاعرة مثلا أن يتنكب طريقة إمام مذهبه الفقهي، مع افتخاره بإمامه ، بل تجد البعض يغلو في إمامه ، ومع ذلك يخالف مذهبه العقدي ؟!!!
بارك الله فيكم
لعل كثيرا من المتأخرين ليس لديه تحقيق في مذهب إمامه العقدي، وبعضهم يرى أن الأمر فيه قولان: فمذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أحكم !
والفقهاء المتأخرين منهم أمم ليس له باع في باب العقائد، ومعظم ما يذكرونه من مخالفات من باب التقليد.
والله أعلم .
المصيبة أن كثيراً من مذاهب الأئمة تنوقلت بين المتأخرين على وفق التقليد و المتابعة العمياء لمن سبقهم ..وهؤلاء ما تحروا تلكم النقول للآراء و المذاهب فوقعوا فيما وقعوا فيه.
فالمتابعة العمياء أوقعت الكثير من الأئمة الذين نشأوا في بيئات التسليم للموروثات المعرفية و على أعرافها؛ في المخالفة العقدية.
و انظر إلى الإمام البيهقي كمثال على من يعيش في عصرِ حيرة الجانحين إلى تقليد الرجال فيما ينقلونه !
و انظر لما جرى للفقهاء في القرن الخامس !!!
و ليراجع إعلام الموقعين لهذا المبحث.
هذه أول مشاركة لي في هذا الموقع المبارك ،وقد كان السبب فيها كاتب هذا الموضوع ـ أثابه الله ـ .
وجواباً لطلبه الكريم ،أقول ـ وبالله التوفيق ـ لعل من الأسباب المؤثرة ـ وهي فرع عن البيئة العلمية ـ :
1 ـ أن الطالب تقرر عليه قواعد من قبل شيوخه ،ويربى على احترام هذه القواعد ،بحيث يسمع ويرى من أشياخه التطبيق العملي لقاعدة : الاعتقاد ثم الاستدلال ،وبعبارة أخرى : يرى ويسمع لوي أعناق النصوص التي تخالف قواعد هذا المذهب البدعي أو ذاك.
ولهذا يعظم في النفس موقع كلمة أحد السلف حين قال رحمه الله : من أعظم نعم الله على الشاب ـ بعد الإسلام ـ أن يوفق لصاحب سنة.
2 ـ وهو فرع عن السبب السابق : الخوف من مخالفة المجتمع الذي غالبه يدين بتلك العقيدة.
3 ـ تأجير العقل والنظر ـ إن جاز التعبير ـ وعدم مناقشة الأشياخ حينما يشب الطالب في البحث والعلم ،ويرى مخالفة المتأخر للمقتدم ،والاكتفاء بما قرره الأشياخ.
4 ـ سوء القصد والبغي ـ أحياناً ـ وهذا وإن لم نتهم به عالماً بعينه ،لكنه موجود في بعض المنتسبين للعلم ،فالبغي يقع من بعض من عندهم علمٌ بنص الكتاب ،وهو من أعظم أسباب حرمان التوفيق.
ويمكن ـ عند التأمل في طريقة تقرير المتأخرين لمذاهبهم ـ مع دراسة الحالة العلمية والاجتماعية لهم = يتبين من خلال ذلك جملة من الأسباب ،والله أعلم.
أهلاً بالشيخ عمر وسهلاً، وسعدنا بمشاركتك، ونرجو أن لاتبخل علينا بفوائدك، حفظك الله.
ومن الموافقات أنني كنت اليوم أقرأ في الاعتصام للشاطبي ،وقد ذكر كلاماً لعله يفيد ، إذ له صلة به ـ فيما أرى ـ :
قال رحمه الله في الباب العاشر (2/804) ط.الهلالي ـ وهو يتحدث عن معنى الصراط المستقيم الذي انحرفت عنه سبل أهل الابتداع ـ [الترقيم مني] :
(الإحداث في الشريعة إنما يقع :
1 ـ من جهة الجهل .
2 ـ وإما من جهة تحسين الظن بالعقل.
3 ـ وإما من جهة اتباع الهوى في طلب الحق.
وهذا الحصر ـ بحسب الاستقراء من الكتاب والسنة ـ وقد مر في ذلك ما يؤخذ منه شواهد المسألة ، إلا أن الجهات الثلاث قد تنفرد وقد تجتمع ، فإذا اجتمعت فتارة تجتمع منها اثنتان ، وتارة تجتمع الثلاث :
فأما جهة الجهل : فتارة تتعلق بالأدوات التي بها تفهم المقاصد ،وتارة تتعلق بالمقاصد .
وأما جهة تحسين الظن : فتارة يشرك في التشريع مع الشرع ،وتارة يقدم عليه ،وهذان النوعان يرجعان إلى نوع واحد.
وأما جهة اتباع الهوى : فمن شأنه أن يغلب الفهم حتى يغلب صاحبه الأدلة ،أو يستند إلى غير دليل .
وهذان النوعان يرجعان إلى نوع واحد .
فالجميع أربعة أنواع ،وهي :
1 ـ الجهل بأدوات الفهم .
2 ـ والجهل بالمقاصد.
3 ـ وتحسين الظن بالعقل.
4 ـ واتباع الهوى.
فلنتكلم على كل واحد منها وبالله التوفيق ...) ثم شرع في تفصيلها ، بكلام لا بد من مراجعته لاستكمال البحث في هذا الموضوع الذي تفضل به أخي كاتب الموضوع .
بل أرى أنه المرور ـ ولو مروراً ـ على كتاب الاعتصام مهم ،فقد وجدت في هذا الكتاب ما يحتاج معه طالب العلم إلى أن يعيد قراءته أكثر من مرّة.
وقد يكون من الأسباب من أن : (( الموضوع الذي يجب التنبيه إليه هو التفريق بين متكلمي الأشاعرة ، كـالرازي والآمدي والشهرستاني والبغدادي والإيجي ونحوهم، وبين من تأثر بمذهبهم عن حسن نية واجتهاد، أو متابعة خاطئة، أو جهل بعلم الكلام، أو لاعتقاده أنه لا تعارض بين ما أخذ منهم وبين النصوص. ))
انظرهذا الرابط?
هل من إضافات مفيدة ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله يا أخواني أنا سعيد لوجودي معكم، فمنذ دخولي إلى هذا المجلس المبارك وأنا أشعر أني أقف على أرض صلبة عزيزة معطاءة، وأرجو مساعدتكم في رسالة الدكتوراه الخاصة بي، فبحمد الله وتوفيقه أنا الآن في مرحلة الكتابة، والرسالة بعنوان ( قضايا الاعتقاد عند شراح الكتب التسعة) حتى نهاية القرن العاشر الهجري، دراسة تحليلية. وجزاكم الله خيرا
أقول والعلم عند الله أن هذا ناتج عن عدة أمور منها على سبيل المثال الأبتعاد عن الأستدلال بالنصوص الشرعية وتقديس العقل وتأثر بعلم الكلام ولذالك تجد الكثير من المختصرات الفقهية على المذاهب الأربعة أصحابها يختلفون في اعتقادهم عن االأئمةالأربعة بل وفي طريقة العبادة تراهم يقلدون من عرف بالزهد وغير ذلك فعلى سبيل المثال هذا كتاب ابن عاشر وهويدرس للمبتدئ في الفقه المالكي يقول صاحبه أنه على أعتقاد الأشعري وفقه مالك وعلى طريقة الجنيد السالك فيتربى الأنسان على تقديس هذه الأمور والأبتعاد عن مصادر الوحي فيقع في الأخطاء العقدية والتأويل لصفات الله بحجة التنزيه وقد لايتمكن من التخلص من هذه الأخطاء بسبب التحذيرات التي أشربها في صغره فرسخت في ذهنه فصعب عليه التخلص منها ولذلك تجد الكثير من طلبة العلم بل من العلماء في تلك البلاد مع الأسف من تمشعرأو تصوف عياذا بالله .والله يرعاكم وشكرالله للأخ إثارة هذا الموضوع ولا زلنافي حاجة للبحث في كيفية معالجة هذه الظاهرة والعودة بالجميع إلى مذهب السلف الصالح في الأعتقاد,
تحية للشيخ المكرم عبد الله العلي
السبب في نظري يمكن إجماله فيما هو آت:-
1-اعتقاد الكثير أن كلا الطريقتين صحيحة..وأن كلا المنهجين صور مختلفة لحقيقة واحدة هي طريقة أهل السنة والجماعة
وقد اختار هذا المذهب التوفيقي بعض فحول العلماء الذين هم في الأصل سلفيي الاعتقاد ..فهو ممن يقسم أهل السنة..إلى ثلاثة أقسام..وأنه ما يذكر من خلافات فهي فرعية جدا لا تأثيرا لها يقدح في عقيدة المرء بل من الخلاف السائغ أي من قبيل خلاف الصحابة في رؤية النبي ربه..
2-إنكار الكثير منهم لحقيقة أن الشافعي مثلا كان إنكاره لعلم كلامهم هم..ومايرد من أقواله..يصرفونه إلى المعتزلة..
3-المكابرة الصرفة والابتداع البحت والتعصب المقيت..وهذا التعصب قابل للتجزؤ..فقد يتعصب إنسان للشافعي في الفقه وللأشعري في الاعتقاد ويقول الجهة منفكة..ولذلك تجد كثيرا من متصوفة المغرب يقولون وصف مذاهبهم:في الفقه على مذهب مالك..وفي العقيدة على مذهب الأشعري..وفي التصوف على طريقة الجنيد السالك..
4-أن علم الكلام مستصعب..وفيه إجهاد للذهن في فهم المتناقضات الكلامية..وفيه بهرج خداع..يظن صاحبه به أنه بلغ مالم يبلغه غيره من دقة الفهم..فلذلك من لابس دراسته..ينبهر بزخرفه..فلا يضن به لمجرد أن يقال إمامك الفلاني كذا وكذا..
5-الجهل بحقيقة اعتقاد إمامه..بسبب تقصيره في تحرير أقواله..
6-النفور من الحنابلة الذين اشتهر عنهم "السلفية"..فمن لازم النفرة منهم مغايرة اعتقادهم ومنهجهم..
7-أن عبارات بعض الأئمة في هذا الباب..ليست واضحة كوضوح كلام ابن تيمية مثلا..بل فيها شيء من الإجمال..الذي يحتاج لتبيان..فقولهم مثلا في الصفات:أمروها كما جاءت..فهمها كثير منهم على أنه تفويض..
والله أعلم