تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: هل من كلام شلف في شرح حديث" لوا بنو اسرائيل لم يخنز اللحم"

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    85

    افتراضي هل من كلام شلف في شرح حديث" لوا بنو اسرائيل لم يخنز اللحم"

    أريد من الإخوة في المنتدى ان يدلوني على كلام أهل العلم المعاصرين منهم خاصة في شرح حديث" لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم".

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: هل من كلام شلف في شرح حديث" لوا بنو اسرائيل لم يخنز اللحم"

    سأذكر لك أخي ما وقفت عليه على عجلٍ من كلام بعض المعاصرين _ كما طلبت _ على تفسير المعنى.

    قال الشيخ الكشميري ت 1353هـ في فيض الباري (6/5):
    (قوله: (لَمْ يَخْنَزِ اللَّحْمُ) فيه دليلٌ على أن من سَنَّ سنَّةً سيئةً فإنها تتسلسل، وتلزم. كقابيل، فإنه قَتَل أخاه، فظهر شُؤْمَهُ في سِبْطِهِ السابع. فكانت الدنيا على صرافتها خاليةً عن المعاصي، فجاء شقيٌّ، وسَنَّ معصيةً، ثم تسلسلت، وهكذا إلى أن امتلأت ظلماً وجَوْراً).

    وقال الشيخ عبد الله بن علي النجدي القصيمي في مشكلات الأحاديث النبوية (ص10):
    (الإخناز هو التغيير والفساد. و يفسر هذا الحديث بعض الناس بأن اللحم كان قبل بني إسرائيل لا يخنز ولا يفسد، وإن ترك أزماناً، أي إن طبيعة اللحم كانت غير قابلة للفساد. ثم إن الله عاقب بني إسرائيل بذنوبهم وبطرهم حين ما كان ينزل عليهم المن والسلوى، فتغيرت طبيعة اللحم وصارت إلى الفساد والإخناز إذا ما ترك اللحم. قالوا: والله يعاقب على المعاصي كثيراً بالعقوبات الدنيوية، والمصائب في الأموال والطعام والشراب.
    قال الشيخ محمد بهجة البيطار حفظه الله: "لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم. الظاهر المتبادر الذي أفهمه منه أن البركة في الإنفاق، وأن المحق في الإمساك، و أن بني إسرائيل كان يأتيهم رزقهم من السلوى كل يوم فيأكلونه لحماً طرياً و يوسعون منه على غيرهم. فلما شحوا به وادخروه عوقبوا بفساده وخبثه ونتنه، ولعلهم كانوا أول من سن هذه السنة السيئة في الناس، أو اشتهروا بها أكثر من غيرهم، وكانوا قدوة سيئة لمن جاء بعدهم بحكم الوراثة والتقليد.
    فالكلام على ما يظهر لي هو في عمل بني إسرائيل في اللحم، ولا في طبيعة اللحم من حيث هو لحم، وأنه لولا هم لما ادخر، ولو لم يدخر لم يفسد والله أعلم".
    وبيان كلام الأستاذ حفظه الله: أنه قد يكون إدخار اللحم الذي يترتب عليه فساده وإخنازه مجهولاً للأمم قبل بني إسرائيل، لم يعتادوه ولم يعرفوه، كما قد تكون طرق كثيرة لإدخار اللحم وحفظه مجهولة الآن لأمم عظيمة، وإن كانت معروفة لأمم أخرى. والأمم الآخذة بآفاق الحضارة اليوم تعرف طرقاً لإدخار اللحوم على اختلافها، وادخار سائر الأطعمة لا تعرفها الأمم البدوية أو الناشئة في الحضارة، فكانت الأمم قبل بني إسرائيل لا تعرف أن اللحوم تخزن و تدخر، فما كانت تفعله، فما كان الفساد ولا الإخناز يتناوله. فلما جاءت بنو إسرائيل ورغس الله لهم النعم والآلاء رغسا، وصب عليهم خيراته وبركاته، وأنزل عليهم المن والسلوى، وهي أنواع من لحوم الطير الفاخرة، تأتيهم صباح مساء، لم يكن شكرهم لهذه النعم التي فضلهم بها على العالمين إلا الكفران، والإمساك، والشح، الذي لا داعي له إلا اللحازة وسوء الجبلة، بخلو وخافوا انقطاع ما هم فيه من نعيم، ففكروا في الادخار، فهداهم شحهم وهلعهم إلى أن خزنوا المأكولات وخزنوا المن والسلوى فأصيب بالفساد والإخناز شأن اللحوم. ولا تنس أن القوم كانوا جاهلين ولا بد طرق الادخار التي يبقى معها اللحم سليما من الفساد، لأن الناس لم يتسعوا إذ ذاك في فنون الإمساك وفنون المأكولات سنة النشوء والارتقاء.
    هذا ما كان من بني إسرائيل. فجاءت الأمم بعدهم، وأخذت مأخذهم فيما ابتدعوا وشرعوا من إمساك وادخار، فادخر الناس اللحوم فأخنزت كما هي اليوم ، وهذا يشبه قوله عليه السلام " لا تقتل نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من ذلك لأنه أول من سن القتل " وهذا الحديث شبيه بأن نقول: لولا الفرنج لما طار العراقيون والحجازيون والمصريون بالطيارات، ولما تخاطبوا وبينهم المسافات التي تهلك فيها الأشواط والأصوات.
    ولا تلازم في هذا بين الأول والثاني إلا اختراع الأول ما تمكن به الثاني أن يفعل. وهو تلازم عادي لا عقلي، وكذلك لا تلازم بين بني إسرائيل وإخناز اللحم إلا اختراعهم ما به تمكن اللحم من أن يخنز وهو ادخاره.
    هذا معنى كلام الأستاذ حفظه الله في الشطر الأول من الحديث وهو " لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم ").

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •