السلام عليكم ورحمة الله، أما قبل : فهون عليك يا أبا الحسن ، فوصفك للشيخ بالتحقيق أمر يحتاج إلى تحقيق ، أما بعد : فهذه ملاحظات على رأس القلم فيما يخص هذا النقل:
1ـقوله :" فقد يسأل الشيخ في مثل هذه المسائل فيجيب بجواب مجمل أو خطأ، لا لأنه يعتقده، ولكن بحسب ما تيسر له،ولو عاد للبحث المستقصي لما قال به، و لتنبه إلى مخالفته لأصول أهل السنة مثلا.
لأن البحث في هذه الدقائق من وظيفة خواص أهل العلم بخلاف الكلام في الوعظ فإن هذا أمر لا يعجز عنه الدعاة و الوعاظ".
أقول :إذا كان البحث في هذه الدقائق من وظيفة خواص أهل العلم فلماذا يقحم نفسه فيما ليس من وظائفه ، ولماذا يجيب أصلا عما لايعلمه ، ألم يقرأ هذا الواعظ قوله تعالى :" ولا تقف ما ليس لك بع علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا"؟ أم أنه لا يحفظها؟ ، فإن كان كذلك فحتى الوعظ ليس من وظائفه.
2 ـ قوله :"هذا إن كان لهم استعداد لتصورها ومعرفة مسالكها".
أقول :شر البلية ما يضحك، فإن لم يكن لهم استعداد لتصورها ومعرفة مسالكها فيبقى الخطأ ـ إذن ـ منشوراً بين المسلمين، كأن ليس بينهم ناصح أمين ، أفِق يا مسكين!
3ـ قوله :"و أما وظيفة الدعاة فمخاطبة الأمة بالجمل، لأن أكثر الناس يعجز عن العلم بالتفاصيل، وهي فتنة له، فلا يكلف العلم به"
فأقول ـ سائلا متعجبا ـ : الذي يدعو الطلبة المبتدئين إلى قراءة مجموعة الفتاوى لابن تيمة ويربيهم على ذلك ويهون من شأن الرسائل العلمية الدعوية ويشبهها بـ"السندويتشات" ألم يدخلهم في فتنة؟
4 ـ قوله "فقلما تجد عالما متمكنا يدرك طريقة الدعاة الوعاظ في التأثير على العوام"
وهذه ثالثة الأثافي، يعني أن العالم كلما تمكن في العلم وزادت خبرته في الدعوة جهل أو نسي طريقة دعوة العوام!!! ، فإني سائلك ـ بالله عليك ـ:هل بعث النبي القدوة المعلم صلى الله عليه وسلم إلى اليمن عالما متخصصا لطلبة العلم ، وثانيا واعظا لعوام الناس أم أنه بعث رجلا واحدا عالما معلما ، وواعظاً داعياً؟
وفي الأخير، اعلم أخي أن ميزان نقد الرجال لا يبرح سوقهم ، فكل من تكلم في دين الله لابد أن يوزن فيه حفظاً للدين ونصحاً للمسلمين ، وحتى لا تنقلب الموازين، سواء كانوا علماء أو طلبة علم، دعاة أو وعاظاً ، نعم ذلك لايمنع أبدا من (مراجعتهم، و بسط التفاصيل العلمية لهم قبل الحكم عليهم)، فمن أصر على خطئه بعد التبيين ، وجب ردّ خطئه ، فالحق أحب وأعلى من كل إنسان ، والله المستعان ، وهو الهادي إلى سواء الصراط ، والســـــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــلام.