السلام عليكم__________________
... يرجى إكمال قراءة النص بدون عجل ...
أهديت لصديقتي كتاب مضمونه قصص لنساء ذكرن في القرآن, من تأليف كاتب وقصاص معروف. أردت من ورائه الأجر والفائدة لها، لعلها تتخذ من إحداهن العبرة و المثل يعني كان من وراء قصدي كل الخير.
قرأت الكتاب ويا ليتها ما فعلت، فوجئت بعد أيام باتصالها بي و طلب أخذ الكتاب .. فلبيت طلبها وكلي عجب ... زرتها في بيتها لآخذ الكتاب أو بالأحرى لأعرف السبب... أتكلم معها و أحسست منها الرعب في عينيها، خالجني شعور رهيب خفت أن يكون هناك شيء لا أعرفه حتى أن الخيال سرح بي بعيدا... بينما أنا أتكلم معها حاولت حمل ابنها الذي لا يتجاوز الأربعة أشهر فإذا بها تمنعني و تضمه إليها بشكل يدخل الشك إلى عقل الإنسان ... هنا وجدت نفسي مجبرة على فهم السبب.
لكن لا جواب أرجعت لي الكتاب و طلبت مني عدم إهدائها كتب أخرى فهي لا تحتاج لقراءة أي كتاب،انصرفت و الحيرة تملئ فكري..
أعدت قراءة الكتاب مرات و مرات لعلني أجد السبب... لكن القصص واقعية ذكرت في القرآن والكاتب معروف بسحر البيان و في كتابة القصص فنان.
لم يطمئن بي الحال رجعت لها وكلي عزم على معرفة ماذا كان.
تكلمت معها بكل جدية ما بالك يا أخيه .. سالت دموعها و هي تبكي وتدعو الله أن لا يكون اختبارها في هذه الدنيا في أهل بيتها ... السبب أنها وضعت نفسها مكان ماشطة ابنة فرعون و سألت نفسها بصدق ... إن خيرت بين أن أكفر بالله أو يوضع ابني في قدر بها زيت يغلي فماذا سأختار ؟ أحسست الصدق في طرحها للسؤال لكني رأيت الشك في حيرتها عن ماذا يكون الجواب .. المسكينة في قرارة نفسها تعرف الجواب لكن لسانها يعجز عن لفظ المراد... قبل الإجابة قالت : أنها تفدي ابنها بروحها وان لزم الأمر ستموت لأجله لكن أن تراه يحرق أو يمسه مكروه، فذالك محال هنا احتارت كيف ستقول الجواب ... لم أجد ما أقول لها غير أخذ المثال بنساء فلسطين يلدن رجال و يدفعن بهم و بأيديهم حجارة ليجاهدوا في سبيل الله و عند استشهادهم تزغردن و تفرحن وتلدن آخرين و آخرين ،منهم من مات رضيعا و طفلا وشابا و لكن لم تشتكي النساء و لن يوقفها الخوف من الموت عن إنجاب الأبطال ... قلت لها أن لا تذهب بعيدا في التفكير و الأمثلة موجودة في هذا الزمان فلماذا الخوف من ما كان...
الحقيقة... أنا في نفسي أحسست بصعوبة الإجابة عن هذا السؤال مع أني لا أعرف ما معنى الأمومة و لا معنى فلذة الكبد لكن الجواب صعب و هذه حقيقة...
يا ترى أيستطيع كل واحد منكم أن يضع نفسه في مكان ماشطة ابنة فرعون ويجيب بكل صدق .. لنكن صادقين مع أنفسنا.. ماذا سنختار.......؟
دقاتُ قلب المرء قائلةً له ... إن الحياة دقائق وثوانِ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=229364