بسم الله الرحمن الرحيم
سأل الشيخ العثيمين رحمه الله عن السفر الى الخارج فأجاب:
الجواب: من المعلوم أن السفر إلى الخارج -وتقصد بالخارج فيما أظن دول الكفر- الأصل فيه التحريم، فلا يجوز إلا بشروطٍ ثلاثة: الشرط الأول: أن يكون عند الإنسان علم يدفع به الشبهات التي تورد هناك؛ لأن هناك كفاراً يوردون الشبهات فيما يتعلق بالله عز وجل، وفيما يتعلق بالرسول محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وفيما يتعلق بالقرآن، فلا بد أن يكون عند الإنسان علم يدفع به هذه الشبهات. الشرط الثاني: أن يكون لديه عبادة تمنعه من الشهوات, أي, أن يكون عنده دين يمنعه من الشهوات؛ لأن الشهوات هناك بابها مفتوح: خمر، زنا، لواط، كل شيء الإنسان حر فيه، وأقول: حر باعتبار المفهوم الحاضر، أما الحرية التامة فهي التعبد لله عز وجل؛ لأن من لم يتعبد لله تعبد للهوى والشيطان، وفي هذا يقول ابن القيم :
هربوا من الرق الذي خلقوا له *** فبلوا برق النفس والشيطان
ما هو الرق الذي خلقنا له؟ الرق لله عز وجل والعبودية له، وبلوا برق النفس والشيطان (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ) [يوسف:53] والشيطان يأمركم بالفحشاء. الشرط الثالث: الحاجة الملحة إلى السفر، بأن يكون الإنسان مسافراً لأمرٍ لا يجده في بلاده، والحاجة تدعو إليه. وما سوى ذلك الأصل فيه التحريم، وإنما قلنا: الأصل فيه التحريم؛ لأنه يتضمن: أولاً: إنفاق مالٍ كثير. ثانياً: الخطورة على الدين، الخطورة على العقيدة. ثالثاً: الخطورة على الأخلاق. رابعاً: الخطورة على العادات، فإن بعض الناس يتلقف هذه العادات ويأتي بها إلى بلده يتشبه بهم زعماً منه أن هذا هو الرقي والتقدم، والمشابهة في العادات يؤدي إلى المشابهة في العقائد والعبادات، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (من تشبه بقومٍ فهو منهم).أه فتاوى لقآءات الباب المفتوح. أما الصلاة في السفر فأن المسافر يقصر الصلاة خلال السفر وله أن يجمع الصلوات وعند وصوله الى محل اقامته فانه يرجع الى وضعه الطبيعي في أداء الصلاة والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.