معنى الأبيات ومناسبتها: لا شكّ أنّ القُطاميَّ أرادَ أنْ يصلحَ بينَ قبيلتين؛ قبيلته (تغلب) وقبيلة (قيس)، وهو يُوجّه كلامه إلى ضُباعَة بنت زُفَرَ بن الحارث الكِلابيّ التي أشارَتْ على أبيها بتَخلِيَتةِ والمَنِّ عليه، "ألم يحزنك أن حبالقيس~وتغلب قد تباينت انقطاعا ! " إذن هو يريدُ أنْ يُحزّنها كونه عرَفَ أنّها تُشيرُ على أبيها، يُحزّنها وبنفس الوقت يشكرها على إشارتها، وكذلكَ فهو يشيرُ ألى أنّ حبال الوصل موجودة؛ لكنّها منقطعة بفعل الغواة، وهو يُصوّر ما آلتْ إليه حال القبيلتين بالحريق الذي ينطفئ حينًا، ثم يشبَّ بفعل الغواة حينًا آخر، ثمّ يؤكّد أخيرًا إلى أنّ التّعقّل هو الحلُّ الوحيد لتعود الأمور كما كانت بين القبيلتين، ويستنكر على زفر طالبًا: لقد أنقذتني من الهلاك، وحميتني وكسوتني وأعطيتني مائة ناقة فلمَ لا تُنهي الخلاف بينَ القبيلتين ؟! من النّاحية الصّوريّة، فهناكَ ثلاثة صور، (صورة تباين القبيلتين)، وصورة داخلها وهي (صورة الحريق)، وصورة ثالثة وهي (صورة التّعقّل في الأمور)، وهذه الصّور بمجموعها ليست صورًا مُعقّدة، فهي سهلة.
من ناحية اللّغة، فالألفاظ سهلة، والأسلوب بين الإنشاء والخبر، وبمقدور كلِّ شاعرٍ أنْ يأتي بمثلها، لذا؛ فلا شكّ عندي أنّها أبيات مُرتجلة.
أمّا من النّاحية الموسيقيّة، فهي من بحر الوافر، وهو بحر انسيابيٌّ، تظهر فيه الغنائيّة.
طلب مساعده في تحليل الابيات
رد مع اقتباس
