تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: يا أهل اللغة والقرآن؛ لقد زعمتُ شيئا في نطق الضّاد والظاء

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    شرقي دمشق
    المشاركات
    169

    افتراضي يا أهل اللغة والقرآن؛ لقد زعمتُ شيئا في نطق الضّاد والظاء


    السّلام عليكم، وباركَ اللهُ فيكم جميعًا، أنا اسمي (كذا)؛ طالب لغة عربيّة في الأردن، عمري 20 سنة، لذا؛ فبضاعتي ثمنها بخس، أرجو من الله أنْ يغفر لي إنْ أخطأت، ويتجاوز عنّي إنْ أصررتْ !

    تابعتْ المجلس العلمي كثيرًا، وأعرفكم واحدًا واحدًا -إنْ شاء الله- أبا مالك العوضي، عُبيد السّعيد، خزانة الأدب، القارئ المُليجي ....إلخ

    عندي فكرة شاملة، وتصوّر مُشرق عن اللغة العربيّة وتاريخها، ولم ألاقي صعوبةً في أيِّ موضوعٍ مهما كانَ نوعه، إلا موضوع "الضّاد والظّاء"، تعرفون أنّ أساتذة الجامعات في يومنا هذا يحتاجُ أغلبهم إلى أساتذة جُدد، خاصّة أولئك المُسمّون بـ"اللّسانيين"، وأخالهم "الشّعوبيين" !
    يخرجونَ علينا بآراء باهتة جدًّا، ويُضلّلونَ الطّلاب، حتّى في لغة القرآن !
    بنيّة (ترك الجمود وتلبّس النّحو بـ....إلخ)

    أحتاجُ لتعليقكم الشّافي الوافي، يا شيوخي، ترابكم على رأسي؛ أرجوكم !
    لا أقول هذا؛ كوني كنتُ ضعيفًا في مجادلةِ القوم في هذه المسألة، بل لأتأكّد من معلوماتي، وفّقكم الله.

    سأعرض الآن الحوار الذي جرى بيني وبينهم في هذه المسألة، وأنا أنتظر مشاركاتكم بعد إدراجها.
    أرجو أنْ تتعاونوا في الحديث عن هذا الموضوع، أريد أنْ يجتمعَ رأي اللّغوي (كأبي مالكٍ) ، ورأي الأصولي (عبد الكريم بن ...) ورأي الفقيه (الخرّاشي) ورأي الحديثي (كالسّكران التّميميّ) إلخ..... أنْ تجتمع طبعًا في سيرٍ واحدٍ؛ كون قائليها "أهل سنّة وجماعة" ولا يُتصوّر الاختلاف في هذا الأمر الحاسم.
    ترجم معاني الشّكر للشّيخ الّذي...بزّ الشّيوخ وفاقَ كل لداتِه
    شيخي سليمان بن علوان إلى ...درب الهدى يهدي مريد نجاتهِ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    شرقي دمشق
    المشاركات
    169

    افتراضي رد: يا أهل اللغة والقرآن؛ لقد زعمتُ شيئا في نطق الضّاد والظاء

    قلتُ –واللهُ أعلم- قولاً قديمًا، وهو اعتقادي الجازم الذي أعتقدُ به؛ إنّ تشابُهَ مخرج الضّاد بالظّاء، لا يعني أنْ ننطقَ أحدهما كنطق الآخر؛ فهذا شيء، وهذا شيء آخر، ولا يصح أن نجعل هذا الشيء هو ذاك الشيء الآخر؛ لاختلافهما.


    وما نقله الحافظ المُقري المجوّد أبو العلاء الهمذاني العطار- رحمات الله المتتابعة عليه- في "التمهيد في التجويد" فيه الكفاية لمن أراد الحق في المسألة، من أنّ أعرابيّا خلط في نطقه بين الضّاد والظّاء، فقال (الضبي) بدلاً من (الظّبي)، فأعترض عليه العربيُّ الفصيح الفاروق عمر بن الخطّاب –رضي الله عنه-(1) صاحب رسول الله –صلّى اللهُ عليه وسلّم- أفصح العرب إجماعًا، وأعرف العرب بنطق حروف العربيّة، وقد أخذ عمرُ عن رسول الله –صلّى اللهُ عليه وسلّم- القرآن، وكان يسمع الضّاد صوتًا، والظّاء صوتًا آخر مغايرًا له، كما تدلُّ هذه الرّواية التي نقلها الحافظ المُقري المجوّد أبو العلاء الهمذاني العطار- رحمات الله المتتابعة عليه- الصّادق الأمين، صاحب القول المتين.


    ولا ننسى قول الدّاني " ومن آكد ما على القرّاء أن يخلّصوه –الضاد- من حرف الظاء؛ بإخراجه من موضعه، وإيفائه حقّه من الاستطالة، ولا سيّما فيما يفترق معناه من الكلام، فينبغي أن ينعم بيانه؛ ليتميّز بذلك" (2)

    والأقوال كثيرة كثيرة بالتّنصيص على اختلاف نطقهما، ولن أذكرها؛ خشيةَ التّطويل.

    والمرادي يؤكّد اختلافهما، في المخرج، والاستطالة، وعلى هذين يكون المسموع، كقراءة المجيدين من القرّاء، أساتذة القراءة في النّاس، فقد قال ابن وثيق: "وقلَّ من يحكمها من النّاس"(3) وللاستماع إلى قراءة الشّيخ فهد الكندري المُحكم لها، المُميّز لها عن غيرها، من هنا:
    http://www.*******.com/watch?v=oVwiSPE3VJk

    أمّا عن حكم الصّلاة خلف من استبدل حرف الظاء بالضّاد (4) فتصح؛ لأنّهما يشبهان بعضهما، ولأنّ نطق الضّاد صعب عند العوام فينطقونها ظاءً، واللهُ تعالى يقول: " مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ".
    وهذا ما قاله بقيَّةُ السَّلف و قُدوةُ الخلف، مفتي الأنَام، صدر العلماء الأعلام، و شيخُ الإسلام ابن تيمية: "وَأَمَّا مَنْ لَا يُقِيمُ قِرَاءَةَ الْفَاتِحَةِ فَلَا يُصَلِّي خَلْفَهُ إلَّا مَنْ هُوَ مِثْلُهُ فَلَا يُصَلِّي خَلْفَ الْأَلْثَغِ الَّذِي يُبَدِّلُ حَرْفًا بِحَرْفِ إلَّا حَرْفَ الضَّادِ إذَا أَخْرَجَهُ مِنْ طَرَفِ الْفَمِ كَمَا هُوَ عَادَةُ كَثِيرٍ مِنْ النَّاسِ فَهَذَا فِيهِ وَجْهَانِ : مِنْهُمْ مَنْ قَالَ : لَا يُصَلَّى خَلْفَهُ وَلَا تَصِحُّ صَلَاتُهُ فِي نَفْسِهِ لِأَنَّهُ أَبْدَلَ حَرْفًا بِحَرْفِ ؛ لِأَنَّ مَخْرَجَ الضَّادِ الشِّدْقُ وَمَخْرَجَ الظَّاءِ طَرَفُ الْأَسْنَانِ . فَإِذَا قَالَ ( وَلَا الظَّالِّينَ ) كَانَ مَعْنَاهُ ظَلَّ يَفْعَلُ كَذَا . وَالْوَجْهُ الثَّانِي : تَصِحُّ وَهَذَا أَقْرَبُ لِأَنَّ الْحَرْفَيْنِ فِي السَّمْعِ شَيْءٌ وَاحِدٌ وَحِسُّ أَحَدِهِمَا مِنْ جِنْسِ حِسِّ الْآخَرِ لِتَشَابُهِ الْمَخْرَجَيْنِ . وَالْقَارِئُ إنَّمَا يَقْصِدُ الضَّلَالَ الْمُخَالِفَ لِلْهُدَى وَهُوَ الَّذِي يَفْهَمُهُ الْمُسْتَمِعُ فَأَمَّا الْمَعْنَى الْمَأْخُوذُ مِنْ ظَلَّ فَلَا يَخْطِرُ بِبَالِ أَحَدٍ وَهَذَا بِخِلَافِ الْحَرْفَيْنِ الْمُخْتَلِفَيْ نِ صَوْتًا وَمَخْرَجًا وَسَمْعًا كَإِبْدَالِ الرَّاءِ بِالْغَيْنِ فَإِنَّ هَذَا لَا يَحْصُلُ بِهِ مَقْصُودُ الْقِرَاءَةِ". (5)

    سبحانَ ربِّكَ ربِّ العزّة عمّا يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ للّه ربِّ العالمين.


    (1) التمهيد في التجويد (99).
    (2) التّحديد في الإتقان والتجويد (39).
    (3) في تجويد القراءة و مخارج الحروف (79).
    (4) الباء تدخل على المستبدل لا على المستبدل به؛ قال تعالى "أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير".
    (5) مجموع الفتاوى: (ج23- ص 351/ طبعة الشيخ عبد الرحمن بن قاسم).
    ترجم معاني الشّكر للشّيخ الّذي...بزّ الشّيوخ وفاقَ كل لداتِه
    شيخي سليمان بن علوان إلى ...درب الهدى يهدي مريد نجاتهِ

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    شرقي دمشق
    المشاركات
    169

    افتراضي رد: يا أهل اللغة والقرآن؛ لقد زعمتُ شيئا في نطق الضّاد والظاء

    أكمل ما بدأتُ به، وأؤكّدُ تأكيدًا جازمًا، أنّ الضّاد التي وصفها لنا علماء التّجويد هي تلكَ المعروفة، التي تخالف نطق الظّاء، والحمدُ لله الذي أقدرنا على نطقها، فقد يسّر لنا الله الذّكر، بلسان عربيٍّ مبين، فهذا الصّوت الذي يخرج من الشّدقين (حافة اللسان اليسرى واليمنى، وما يليها من الأضراس) هو ضاد العربيّة، التي نطقت به كلُّ العرب، وما اخترعه الصّوتيين الجُدد فخطأ، ومن نطق الضاد ظاءً فقد أخطأ خطأ فاحشًا، وتأوّل تأويلات غير مقبولة، واستند إلى أوهام الصّوتيين الجُدد.


    والحمدُ لله، الكلّ يعرفُ ما هو الضّاد، ويميز بينه وبين الظاء، وكلام العلماء الذي ذكرته سابقًا، يؤكّد ذلكَ تأكيدًا جازمًا، أمّا من النّاحية العمليّة، فأكثر القرّاء على ذلك، وأقربهم سندًا إلى الرّسول -صلّى اللهُ عليه وسلّم- يقرأ بذلك الصّوت، واستمعوا للقارئ المعروف أيمن رشدي سويد يُبيّن ذلك، فيما لا يدع مجالاً للشكِّ، فالشّيخ كما تعلمون أقرب سند إلى الرّسول -صلّى اللهُ عليه وسلّم-

    فبينه وبين الرّسول -صلّى اللهُ عليه وسلّم- (27) شيخ، فيكون الرّسول -صلّى اللهُ عليه وسلّم- قرأ على أحد كبار الصّحابة، وهذا؛ قرأ على أحد صغار الصّحابة، ومن ثمّ إلى أحد التّابعين، حتّى وصلتْ القراءة إلى الشّيخ أيمن رشدي سويد، وعليه؛ فالشّيخ أيمن يقرأ كما قرأ الرّسول -صلّى اللهُ عليه وسلّم- ولا يجوز لأحد أن يُغلّط الشّيخ، فهذه الضّاد التي يقرأ بها الشّيخ ويُبيّنها، هي نفسها الضّاد التي قرأ بها الرّسول -صلّى اللهُ عليه وسلّم- ، ومن خطّأ الشّيخ أيمن، فقد خطأ الرّسول -صلّى اللهُ عليه وسلّم- وهذا أغلط الغلط، فعافانا اللهُ وإيّاكم.
    http://www.*******.com/watch?v=hfu69...layer_embedded
    ترجم معاني الشّكر للشّيخ الّذي...بزّ الشّيوخ وفاقَ كل لداتِه
    شيخي سليمان بن علوان إلى ...درب الهدى يهدي مريد نجاتهِ

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    شرقي دمشق
    المشاركات
    169

    افتراضي رد: يا أهل اللغة والقرآن؛ لقد زعمتُ شيئا في نطق الضّاد والظاء

    وهذا حديثٌ في السّند:
    http://www.*******.com/watch?v=qgrrM...layer_embedded
    ترجم معاني الشّكر للشّيخ الّذي...بزّ الشّيوخ وفاقَ كل لداتِه
    شيخي سليمان بن علوان إلى ...درب الهدى يهدي مريد نجاتهِ

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    شرقي دمشق
    المشاركات
    169

    افتراضي رد: يا أهل اللغة والقرآن؛ لقد زعمتُ شيئا في نطق الضّاد والظاء

    قالَ أحدُ الأفاضل ينصحنا:

    بسم الله الرحمن الرحيم ((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)) دع ما يريبك إلى مالا يريبك، والحمد لله أن هدانا للإسلام. انتهى


    فأجبنا عليه ناصحينَ أيضًا:

    أستاذنا الفاضل؛ باركَ اللهُ فيكَ، أقول:

    أعتقدُ اعتقادًا جازمًا أنّ هذا الصّوت الذي وصفه الشّيخ، ثمَّ قرأ به، هو نفسه الصّوت الذي نطقتْ به العرب، ونطق به الرّسول -صلّى اللهُ عليه وسلّم- وهو ضاد العربيّة؛ هذا، لأنّ الشّيخ تلقّى هذا الصّوت سماعًا عن شيخه إلى الرّسول -صلّى اللهُ عليه وسلّم-

    أمّا عن تطبيقه لوصفه لهذا الصّوت، فأعتقد اعتقادًا لا يُخالطه شكُّ، أنّه جاء به كما هو موصوف نظريّا؛ هذا، بحكمِ تخصّصهِ، ولا أظنُّ أنّ أستاذًا بمكانته يصفُ صوتًا للنّاس، ثمَّ لا يأتي به هو، هذا مستحيلٌ، والشّيخ يتحدّث في تخصّصه الذي درسه جيّدًا وتبحّر فيه، فهذا هو اعتقادي. والسّلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته.

    وأعتقدُ هذا لاعتقاد لأمر ما يجبُ التّنصيصُ عليه، وهو: الإيمان بقوله تعالى :
    (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)) ويترتب على هذا الإيمان اليقين بأنه لا تحريف في تلاوة القرآن والدليل أن الأمة لا تجتمع على باطل.

    والتشابه في التلاوة هو آخر ما يجمع المسلمين على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم.

    فهذا هذا.


    أمّا عن قولك هنا:
    "فعلى المسلم أن يدع ما يريبه إلى مالا يريبه" فليس هذا محلّه؛ لأنّ هذا القول يُقال عند الاشتباه، كما قرّر العلماء، وإذا لم يكن هناك اشتباه؛ خاصّة وأنّك تقر بصحّة قراءة الأمّة لحرف الضّاد كالتي قرأ بها الشّيخ أيمن رشدي، فلا يُستحسن ذكره هنا، فتنبّه.
    ترجم معاني الشّكر للشّيخ الّذي...بزّ الشّيوخ وفاقَ كل لداتِه
    شيخي سليمان بن علوان إلى ...درب الهدى يهدي مريد نجاتهِ

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    شرقي دمشق
    المشاركات
    169

    افتراضي رد: يا أهل اللغة والقرآن؛ لقد زعمتُ شيئا في نطق الضّاد والظاء

    قالَ بعضُ الأفاضل يحكي مذهبه:

    تلاوة القرآن فهي تختلف عن القرآن ولذلك يتعلمها الناس ويجتهدون في تعلمهم فمنهم من يتقن ومنهم من لا يتقن،هذه واحدة. أما الأخرى فهي أن الأصوات يصيبها مع الزمن بعض التغير الذي لا يملك أحد الوقوف أمامه، والسؤال الأهم لم خلط الناس منذ عصر النبوة بين ما يسمى بالضاد والظاء؟" انتهى


    فأجبناه بقولنا:

    أستاذنا الفاضل؛ باركَ اللهُ فيكَ،

    ملحوظة: لا أناقشكَ هنا في معنى كلمة تلاوة.

    لقد أدرجتُ لكَ في ذاك الموضوع -من قبلُ- حديثًا للشّيخ يقولُ فيك: القرّاء: هم شريحةٌ من علماء الشّريعة، تخصّصوا في النّقل الصّوتي للقرآن الكريم، يتلقّى الواحدُ منهم القرآن عن شيخِهِ حرفًا حرفًا، من الجلدةِ إلى الجلدةِ، أي: من أوّل القرآن الكريم إلى آخره، ويتقنه عليه؛ فإذا شعر الشّيخُ منه الإتقانَ، والتّلاوةَ الصّحيحةَ، قالَ لهُ في آخر الختمةِ: أجزتُكَ أن ترويَ القرآنَ الكريمَ عنّي، وسمحتُ لكَ بتدريسِهِ، ومعنى "أجزتُكَ" أي: أشهدُ أنّ تلاوَتَكَ مطابقةٌ لتلاوتي، على أستاذي وشيخي. وأستاذُهُ عن أستاذِهِ وهكذا إلى رسولِ الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم- .

    ولمّا سئل كم بينكم وبين الرّسول -صلّى اللهُ عليه وسلّم- من شيوخٍ قال: بفضلِ اللهِ -عزّ وجلَّ- إنّي تلقّيتُ القرآن العظيم بقراءاتِه العشر، على خمسةٍ من شيوخ العالم الإسلاميِّ، في بلادِ الشّامِ ومصرَ، منهم، وأعلاهم إسنادًا، أستاذي وشيخي العلامة؛ الشّيخ عبد العزيز عيون السّود -رحمه الله تعالى- فمن خلال قراءتي على الشّيخِ؛ شيخي عبد العزيز، يكونُ بيني وبينَ رسولِ اللهِ -صلّى اللهُ عليه وسلّم- (سبعةٌ وعشرون شيخًا)؛ هذا من أقلِّ الأعدادِ الموجودَةِ في عصرنا؛ كلُّ واحدٍ يروي عن شيخِهِ؛ فالشّيخُ عبد العزيز رحمه الله، أنا قرأتُ عليه وأجازني، وهو قرأ على شيخه وأجازه، وهكذا، سبعةٌ وعشرونَ شيخًا، الثّامنُ والعشرونَ رسولُ اللهِ -صلّى اللهُ عليه وسلّم- .


    وها أنا أعدّهم لكم:
    1- أيمن رشدي سويد.
    2-عبد العزيز عيون السّود.
    3-أحمد محمّد الحلواني.
    4- أحمد محمّد رمضان.
    5-إبراهيم بن بدوي.
    6-عبد الرّحمن بن حسن.
    7-أحمدُ بن رجب.
    8-محمّد بن قاسم.
    9-عبد الرّحمن بن شحاذة.
    10-ابن غانم المقدسي.
    11-أبو الجود؛ محمّد بن إبراهيم.
    12-أحمد بن أسد الدّين.
    13-إمام القرّاء محمّد بن الجّزري (833 هـ)
    14-شمسُ الدّين ابن الصّائغ.
    15-الصّائغ المصري.
    16-إبراهيم بن أحمد التميمي (676 هـ)
    17-أبو اليمن؛ زيد بن الحسن.
    18-سبط الخيّاط.
    19-عبد القاهر العبّاسي (492 هـ)
    20-محمّد بن الحسين.
    21-أبو الحسن الهاشمي.
    22-أحمد بن سهل.
    23-عبيد بن الصّباح (219 هـ).
    24-حفص بن سليمان (180 هـ).
    25-عاصم بن أبي النّجود (127 هـ).
    26-عبد الرّحمن بن حبيب (74 هـ).
    27-الصّحابي الجليل (أبي بن كعب 35 هـ)

    28-رسولُ اللهِ -صلّى اللهُ عليه وسلّم (11 هـ) الذي قالَ: "اقرأوا كما عُلِّمتُم" والحديثُ صحيح كما قالَ شيخُ الإسلام، ومفتي الأنام ابن تيمية، في "مجموع الفتاوى/ المجلّد 24- ص 246).


    أمّا عن قولكَ "أن الأصوات يصيبها مع الزمن بعض التغير الذي لا يملك أحد الوقوف أمامه" فصحيحٌ من جهةٍ، وخطأ من جهةٍ أخرى، ذلكَ أنّ الذي يُغيّر في نطق صوتٍ، يكونُ تغييره خطأ، وأنّه قطعًا يكونُ من العوام ومن الذينَ ينبذونَ العربيّة الفصحيةَ وراء ظهورهم ويحتكّون بالصّوتِ الأجنبيِّ، وليس هذا فقط، بل أقول إنّ هؤلاء أنفسهم الّذين يُغيّرونَ في نطق الأصواتَ، يعرفونَ معرفةً يقينيّة طريقةَ نطق الحرف الصّحيحة، ولو قلتَ لأخينا الفلسطينيِّ ما "كرش" في الفصحى، لقال لكَ: قرش، هكذا قافًا من اللهاة آخر الحلق مجهورةً، وعلى هذا؛ فلا يصحُّ لأحدٍ أن يأخذ من هذا حكمًا، ولو نطق كلُّ النّاس بين القافِ والكاف، فلا يجوزُ إلا القاف.

    أمّا من جهة خطأ، فلأنَّ هذه الحروف؛ أصوات العربيّة الفصحى، نُقلتْ إلينا بالسّند من فمِ روسولِ اللهِ الطّاهر إلى أعلم النّاس وآمنهم، فهؤلاء القرّاء يقرأون كما قرأ الرّسول -صلّى اللهُ عليه وسلّم- وقد قال لهم: "اقرأوا كما عُلِّمتُم" ولم يخالف أحدٌ فيهم قراءةَ رسولِ اللهِ -صلّى اللهُ عليه وسلّم- في مدِّ ووقف وحركة وهمس وجهر وووو، وسند الشّيخ سندٌ عالٍ، والكلُّ يعرفُ أنّ أبيَّ بن كعب أفضل قرّاء كتاب الله عزّ، وهو الذي قرأ لعبد الرّحمن بن حبيب حتّى وصلتْ القراءة للشّيخ أيمن رشدي سويد.


    أمّا عن السّؤال الاستننكاري ( والسؤال الأهم لم خلط الناس منذ عصر النبوة بين ما يسمى بالضاد والظاء؟) فاسمح لي أستاذنا الفاضل، أن أجعله حقيقيّا لبعض الوقت:


    قلتُ: هذا السؤال أجبتُ عنه سابقًا في حديثي القديم، وذلكَ لاشتباه الحرفين في المخرج، هذا الأمر لا يؤهّلُ أحدًا بأن يتساهل بطريقة نطق أحدهما، فيجبُ عليه أن يحقّق ويدقّق؛ لأنّ التساهلَ يؤدي إلى اختلاط الحروف ببعضها، ومن ثمَّ اختراع لغة أخرى ما أنزلَ اللهُ بها من سلطان، خاصّة وانّ الكلامَ في أصواتِ القرآن، وأنّ الصّوت نفسه إعجاز قرآني، فإذا تلاعبَ أحدُ النّاس بالصّوت كأن ينطق الضّادَ ظاءً أخلَّ إخلالاً بيّنا بالإعجاز الصّوتي في القرآن الكريم، واللهُ تعالى يقول: "الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ"، وهذا موضع فيه حكمة إلهيّة، وإعجاز خفيّ، قلَّ من ينتبه إليه، وأشير إلى أنّ هناك مؤلفات جيّدة في الإعجاز الصّوتي للقرآن، وأحسب أنّ هناك رسائل جامعيّة في ذلك ناقشها الأستاذ الدّكتور فضل حسن عبّاس، فلتراجع.
    ترجم معاني الشّكر للشّيخ الّذي...بزّ الشّيوخ وفاقَ كل لداتِه
    شيخي سليمان بن علوان إلى ...درب الهدى يهدي مريد نجاتهِ

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    شرقي دمشق
    المشاركات
    169

    افتراضي رد: يا أهل اللغة والقرآن؛ لقد زعمتُ شيئا في نطق الضّاد والظاء

    الحديث متفرّق في الردّ والتّعليق على رسالة دّكتورة لـ (آمنة صالح الزّعبي) واسمها (التّغيّر التّاريخي للأصوات في اللغة العربيّة واللغات السّاميّة)؛ تحتَ علم (علم الأصوات المقارن) والرّسالة نشرتها (دار الكتاب الثقافي- إربد).

    هذا الحديث والتّعليق خاصٌّ بالعربيّة:

    قالَ -عفا اللهُ عنه-:

    (ص 10) لا يحقُّ للباحثةِ (؟) أنْ تستنتجَ من كلامِ سيبويه أنّ العربيّة كانت تحتوي على أصوات أخرى غير التي احتفظ بها النّظام الصّوتي للعربيّة الفصحى كالكاف التي كالجيم.
    أنا أقولُ لها: اتّقِ الله يا باحثة (؟) كيفَ تعدّي هذا صوتًا؛ هذا خطأ، وإنّي لأستغربُ كيفَ يعتبرون أنّ هذا تطوّرٌ، ومن ثمَّ يقولونَ (هذا صوت مستقل) !
    وتذكر مسألة الضّاد والظاء، ص (11) وهذا أمر فرغت من الردّ عليه.

    وتنقل الباحثة عن الدّكتور إبراهيم أنيس قولاً مفاده انّ الضّاد القديمة حافظت عليه العربيّة حتّى القرن الثّامن. وهذا خطأ، وقد بيّنت أنّ القرّاء أخذوا الضّاد عن أفصح العرب وهو الرّسول العظيم –صلّى اللهُ عليه وسلّم- وما زالوا إلى الآن ينطقونَ بها.

    والخلاصة إنّ حديث برجشترايسر (ص13) مردود عليه باليقين وهو سماع القرّاء المسلمين تلكَ الضّاد.

    وكذلك (برتيل مالمبرج)، وما أدرى هذا الرّجل الذي لا يؤمن بـ {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9 ، ولا يدري أنّ قرّاء المسلمين سمعوا ذاكَ الصّوت بآذانهم.
    والغريب أنّ الدّكتور إسماعيل عمايرة يُقرّر ذلك في (بحوث في الاستشراق).

    *علميّا؛ لا يوجد هناكَ قاعدة "التّسهيل"؛ هذا شيء خارج العلم، حديث نفسي اجتماعي؛ أي شيء، لكن أنْ يُتّخذ وسيلةً لتغيير الحقائق الأول فلا يبيح العلم والعقل ذلك !

    قال لهم برجشترايسر الضّاد هكذا، وأعطاهم بعض القواعد التي استخلصها من اللغات بعامّة (وهذا حكم ظالم)، فصّدقوه !
    من هذا؟!
    ومن يكون؟!
    هل حفظَ القرآن وأخذه عن شيخٍ عن شيخٍ إلى النبيِّ –صلّى الله عليه وسلّم- ؟!

    وفي صفحة (39) ترى الباحثة أن العربيّة تخلّصت من بعض صفات الغين، وتعلّل ذلك بقولها (أسوة بغيرها من اللغات الساميّة) وتستند إلى لهجات وأشعار قليلة تقلب فيها الغين عينًا، هذا يُثبت أنّ الباحثة لم تبحث، إنّما حدّدت عنوان الرّسالة، وراحت تجمع الأشياء وتلصقها، وباطل مقيسها على الخارج عن (اللغة الأدبيّة)!

    ص(46) تُعيد الظّنون وتتكلّم عن الغين !

    (الستْ) جمعتْ كثيرًا؛ مردوده قليل !

    هؤلاء الباحثون عندهم مرض (الحكم العام) دائمًا ما يُكرّرون (اللغة تريد كذا).

    أنا أقول: هل تدرسون علم اجتماع اللغة ! لكم ذلكَ، هذا شيء مستقل، لا يقدح في شيء مستقر !

    ولاحظت أنّ قولهم لا يخرج عمّا يلي:

    1-الاعتماد على بعض اللهجات الضعيفة.
    2- إصدار أحكام اجتماعية (اكثرها عاميٌّ).
    3-تصحيف.
    4-تجميع الشّاذ واتّخاذه جزءً من الأدلّة.
    ترجم معاني الشّكر للشّيخ الّذي...بزّ الشّيوخ وفاقَ كل لداتِه
    شيخي سليمان بن علوان إلى ...درب الهدى يهدي مريد نجاتهِ

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    شرقي دمشق
    المشاركات
    169

    افتراضي رد: يا أهل اللغة والقرآن؛ لقد زعمتُ شيئا في نطق الضّاد والظاء

    انتهى الحديث؛ أنتظرُ ردودكم وتوجيهاتكم، لا تتأخّروا في الرّدِّ.
    ترجم معاني الشّكر للشّيخ الّذي...بزّ الشّيوخ وفاقَ كل لداتِه
    شيخي سليمان بن علوان إلى ...درب الهدى يهدي مريد نجاتهِ

  9. #9

    افتراضي رد: يا أهل اللغة والقرآن؛ لقد زعمتُ شيئا في نطق الضّاد والظاء

    أخي ( كذا) ..
    السلام عليكم ورحمة الله ؛
    انظر كتاب : الفرق بين الضاد والظاء في كتاب الله عز وجل وفي المشهور من الكلام - لأبي عمرو الداني. تحقيق أ.د غانم قدوري.
    لعلك تجد الكتاب في مكتبة الجامعة التي أنت فيها. وخاصة أن الكتاب طبعته دا عمار في الأردن.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,501

    افتراضي رد: يا أهل اللغة والقرآن؛ لقد زعمتُ شيئا في نطق الضّاد والظاء

    الأخ الفاضل من أفضل الكتب التى عالجت هذه المسألة كتاب ( بغية المرتاد لتصحيح الضاد ) لابن غانم المقدسى وهو مرفوع على الشبكة ونشر فى مجلة المورد بتحقيق د / محمد جبار المعيبد وفيه بيان لهذه المسألة تفصيلا بما لا يدع مجالا للشك فيه عقلا ونقلا ورواية ودراية . وملخصه أن نطق الضاد كما ذكرت وهو الصحيح .
    انظر موضوع كتب الضاد والظاء فى محرك البحث جوجل تصل إلى ما أرشدتك إليه . وفقك الله وسدد خطاك .
    د.محمود الشويحي
    حذفت الإدارة كثيرا من موضوعاتي القديمة فلم أجدها بعد عودتي ؟!

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    شرقي دمشق
    المشاركات
    169

    افتراضي رد: يا أهل اللغة والقرآن؛ لقد زعمتُ شيئا في نطق الضّاد والظاء

    أشكركما أستاذ عبد العزيز، أستاذ الشّويحي؛ جميل جدّا، وقد حمّلت "بغية المرتاد" وقرأتُ منه، وهو كتاب مختصر نافع حاسم، وسأقرأه إنْ شاء الله. أمّا عن (الفرق بين الضاد والظاء) فبمشيئة الله سأطّلع عليه إنْ توفّر.
    ترجم معاني الشّكر للشّيخ الّذي...بزّ الشّيوخ وفاقَ كل لداتِه
    شيخي سليمان بن علوان إلى ...درب الهدى يهدي مريد نجاتهِ

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •