من سورة الانسان


بقلم فالح الحجية الكيلاني


بسم الله الرحمن الرحيم


((ان الابرار يشربون من كاس كانه مزاجها كافورا .* عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا *.يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا .* ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا .* انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا .* انا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا .* فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نظرة وسرورا .* وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا *.متكئين فيها على الارائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا *. ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا * يطاف عليهم بانية من فضة واكواب كانت قواريرا* .قوارير من فضة قدروها تقديرا .* ويسقون فيها كاسا كان مزاجها زنجبيلا *. عينا فيها تسمى سلسبيلا * ويطوف عليهم ولدان مخلدون اذا رايتهم حسبتهم لؤلوا منثورا*. واذا رايت ثم رايت نعيما وملكا كبيرا .*عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق وحلو اساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا * .ان هذا كان لكم جزاءا وكان سعيكم مشكورا .*))

سورة الانسان آية 5-22

الحمد لله \

الابرار هم المؤمنون الاخيار الصادقون والمتقون الذين ابرهم الله تعالى بفضله وادخلهم جنته لهم فيها كل النعيم الدائم . فهم يشربون في كؤوس من فضة حسنة شرابها ذو طعم خاص هو اشبه بطعم الكافور -والكافور نبت ذو عطر وشذى رائحته طيبة يستحسنه الناس ويتذوقون شرابه- او ممزوج الكافور بهذا الشراب يخرج من عين من عيون الجنة تتفجر فيجري شرابها ليوافي رغبات اصحاب الجنة
ثم انهم كانوا في حياتهم الدنيا يوفون بكل نذر خير نذروه وتعاهدت نفوسهم على قضائه . والتزموا الوفاء به و فعله والنذر كل فعل اوجبه الانسان على نفسه وتعهد بفعله او قضائه لوجه الله تعالى بما في ذلك ان ينذر المرء صوما او صلاة معينة بركعات معينة او بنذر مال يتصدق به على الفقراء والمساكين او ينذر ذبحا يذبحه قربانا لوجه الله تعالى ويطعمه الفقراء والمحتاجين اوغيرهم مما ينذره الناذر .
. وهم يخشون هول وعظمة يوم القيامة ويخافون يوم الحساب وكانوا يطعمون من طعامهم الى كل مسكين ويتيم واسير ومحتاج اليه . وقيل ان هذه الاية نزلت بحق الامام علي بن ابي طالب عندما مرض ولديه الحسن والحسين رضي الله عنهم جميعا فنذر ان يطعم الطعام اذا شفيا . فشفيا باذن الله تعالى فابر نذره فاطعم في اليوم الاول مسكينا وفي اليوم الثاني يتيما وفي اليوم الثالث اسيرا . وكان اطعامه لهم لوجه الله تعالى وتقربا اليه ووفاءا لنذره
والمؤمنون يخافون من يوم القيامة ذي الهول العظيم فترتجف قلوبهم وترتعد اجسامهم وفرائصهم خوفا وهلعا من رهبة هذا اليوم وخشيةمن الله تعالى فهم يخافون من ربهم .هذا اليوم الذي شره مستطير فهويوم عبوس شديد الظلام فانعم الله عليهم وعلى كل الفاعلين الخير بمثل هذا اليوم من المؤمنين والمسلمين فوقاهم شره المستطير اوالفاشي او المنتشر شره وحفظهم واعطاهم الامان او منحهم الايمان و الخير كله .فالله تعالى احسن اليهم ونور وجوههم فاشرقت بنور الايمان وفاضت بشرا وسرورا وكافاهم الله تعالى على صبرهم على اداء الواجبات من صوم وصلاة وحج وزكاة وغيرها من الواجبات واجتنابهم المحرما ت او بمعنى اخر على امرهم بالمعروف وعمله ونهيهم عن المنكر واجتنابه بان ادخلهم الجنةالتي وعدهم بها في هذا اليوم العظيم يوم البعث والنشور او يوم القيامة يوم الحساب والجزاء فنالوا جزاءهم الافي في الجنة وفيها البسهم ملابس الحرير التي حرموها في الدنيا . وهم يجلسون على المقاعد الوثيرة والاسرة الفاخرة في جو معتدل سجسج لا حر فيه لافح شديد يزعجهم ولا برد قارس يؤذيهم وينعمون بضوء ينير ما حولهم مثل النهار سطوعا يستظلون بظل اشجارها الوارفة الظلال واثمارها المتدلية قطوفها دانية اومتدلية اثمارها سهلةالقطف والتناول
\ويطوف عليهم صبية ملائكيون كانهم في اشراق وجوههم وجمال طلعتهم وصفاء الوانهم وحسن انفسهم لؤلؤا منثورا اومتناثرين بينهم يحملون لهم انواع الطعام والشراب في اوان او صحاف من فضة واكواب شفافة رقيقة تقر بها عيونهم وتطمئن لها نفوسهم وتبتهج فيها افئدتهم . يشربون فيها شراب الزيجبيل الذي ينبع من عيون الجنة وهو نوع من انواع الشراب الجيد ا ويجدون لماء الجنة طعما لذيذا كطعم الزنجبيل .وهؤلاء الاولاد الذين يطعمونهم ويسقونهم ولدان صباح الطلعة مثل اللؤلو الجميل داخل اصدافه واينما يوجهون وجوههم يجدون النعمة والخير والملك الواسع
وهم يلبسون فيها الملابس السندسية المخضرة اللون والاستبرق الزاهي من الحرير الناعم . ويلبسون بايديهم اساور وحلى من فضة تزينهم فيصبحون احسن مظهرا واجمل منظرا وسقاهم الله تعالى شرابا طهورا من حوض الكوثر الذي يجدون الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم عنده فيرويهم شربة لايضماؤون بعدها ابدا وكل شراب يشربونه يكون فيه طهورا لهم طاهرا مطهرا او قل انهم يتمتعون بنعيم الجنة بكل انواع المتع من الطعام الهني و الملبس الجيد والشراب المري والراحةالتامة والمرائي التي تسر النفوس وتبهج القلوب
كل هذا الخير العظيم يسره الله تعالى لاصحاب الجنة .

جعلنا الله تعالى من اصحابها انه هو السميع المجيب وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين . امين


فالح الحجية الكيلاني
العراق \ ديالى \ بلدروز



************************