السؤال: السادة العلماء والمشايخ الفضلاء وفقكم الله لكل خير ودفع عنكم كل شر، ما حكم استعراض النساء في الميادين العامة والاحتفالات والمناسبات الوطنية؟
الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه.
وبعد:
فإن الله عز وجل قد أخذ الميثاق على أهل العلم ببيانه وحرمة كتمانه فقال سبحانه وتعالى: [وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّه ُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ... لآية] {آل عمران:187}.
وعليه:
فقد رأينا في الآونة الأخيرة من استعراض النساء والفتيات في الميادين العامة والاحتفالات والمناسبات الوطنية، ما يزعج كل غيور على دينه، ونقول: إن الإسلام أكرم المرأة بما لم تجد له مثيلاً عند أي أمة من الأمم.
فهي في الإسلام كالجوهرة المصونة يجب الحفاظ عليها وصيانتها من النظرات واللمسات، فأمر ببقائها في مملكتها (البيت) فقال سبحانه وتعالى: [وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا] {الأحزاب:33}، كما أمر الله الرجال بغض البصر عنها قال سبحانه وتعالى: [قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ] {النور:30}.
وأمر النساء أيضاً بغض أبصارهن وحفظ فروجهن وحفظ زينتهن وأن لا يضربن بأرجلهن لإظهار الزينة، فقال سبحانه وتعالى: [وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ...ا آية] {النور:31}.
ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم -وهو القدوة لنا- يخرج نساءه وبناته أو نساء الصحابة الكرام للاستعراض أمام الرجال، ولم يفعل ذلك أحد من الخلفاء من بعده، بل أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بصون نسائه وبناته ونساء المؤمنين من التبرج والاختلاط وأن يستترن بالحجاب قال سبحانه: [يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ...الآ ة] {الأحزاب:59}.
ولأهمية ستر المرأة أعفى الإسلام المرأة من حضور الجمعة والجماعة وأن صلاتها في بيتها خير لها من صلاتها في المسجد كل هذا صوناً لها من الفتن؛ وعلى ما سبق نقول:
إنه لا يجوز ولا يليق برجال اليمن أن يعرضوا النساء في الميادين العامة والاحتفالات والمناسبات الوطنية أمام الرجال، كما يحرم على الآباء أن يسمحوا لبناتهم بالمشاركة في مثل هذه الاحتفالات والاستعراضات النسائية التي تسخط الجبار وتفرح أعداء الله، والتي تكون من أسباب ذهاب الغيرة والحياء، والتي تتنافى مع مبادئنا وأخلاقنا وفطرنا، هذا ما نقوله ونفتي به براءةً للذمة ونصحاً لأمة وإعذاراً إلى الله تعالى، وقياماً بواجب النصح للأمة الذي كلفنا الله به، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: « الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم » رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: « والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم » أخرجه أحمد.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل،،،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصبحه أجمعين..
وقع على هذه الفتوى كلٌ من:
1- محمد إسماعيل العمراني.
3- عبدالله فيصل الأهدل.
4- د/ حسن بن محمد شبالة.
5- حسين عمر محفوظ.
6- محمد الصادق مغلس.
7- علي بن سالم بكير
8- حميد بن قاسم عقيل.
9- علي بن يحيى شمسان.
10- عقيل المقطري.
11- محمد بن علي الآنسي.
12- محمد بن موسى العامري.
13- عبدالله الحاشدي.
14- عبده عبدالله الحميدي.
15- د/ عبدالواحد الخميسي.
16- مراد القدسي.
17- أمين علي مقبل.
18- عبدالله بن غالب الحميري.
19- محمد بن راجح.
20- سعيد بن سعيد حزام.
21- عبدالرحمن قحطان.
22- عبدالكريم النابهي.
23- صالح بن علي الوادعي.
24- محمد بن علي الوادعي.
25- كمال بامخرمة.
26- عبدالوهاب الحميقاني.
27- عبدالمجيد محمود الريمي.
28- عبدالرحمن علي إسماعيل.
29- علي محمد عبده المطري.
30- أحمد بن علي برعود.
31- د/ أحمد محمد المصباحي.
32- عارف أحمد علي الصبري.
33- عبدالملك داوود.
34- أحمد مقبل بن نصر.
35- خالد محمد الصادقي.
36- عبدالله أحمد المرفدي.
37- عارف أنو نور محمد.
38- زهير عمر الخلاقي.
39- فهد محمد قاسم.
40- أحمد بن سليمان أهيف.
41- صلاح سالم الشيباني.
42- عبدالله ثابت العباب.
43- صفوان بن أحمد مرشد.
44- جمال ناصر النقيب.
45- عبدالله حسين الأشول.
46- خميس عبود بن سعد.
47- قاسم العصيمي.
48- محمد عبدالكريم.
49- عبدالسلام محمد المهدي.
50- عبدالله محمد القبيس.