اسم الفاعل من فعَل المفتوح على غير زنة (فاعل) شاذ أم صفة مشبهة؟

[فائز الهاروني]

لم أزل أستشكل قول كثير من الصرفيين: "وشذ مجيء اسم الفاعل من (فعَل) المفتوح العين على غير (فاعل) نحو: مات فهو ميت، وطاب فهو طيب، ثم نراهم في الحديث عن الصفة المشبهة يُعيدون نفس الأمثلة، قائلين: وقل مجيئها من فعَل بفتح العين، نحو: مات فهو ميت، وطاب فهو طيب،،،،،،
نعم،،،،، هناك أقوال غير صريحة تحاول أن تجمع بين القولين كقول المرادي: "فإن قلت: كيف يطلق على هذه الأوزان اسم فاعل، وإنما هي من الصفة المشبهة؟ قلت: يطلق اسم الفاعل في اللغة كثيرا وفي الاصطلاح قليلا على كل وصف مشارك للفعل في مادة حروف الاشتقاق، وتحمّل ضمير الفاعل..."
وهناك تخريج آخر يقضي بأن أصلها من باب (فعُل) بضم العين كقول بحرق الحضرمي صاحب فتح الأقفال: "إن هذه الأسماء من فعُل بالضم، وذلك أن الأصل في عينها الضم، وإنما فتحت لأن بناء فعُل بضم العين لم يأت يائي العين، ولا مضعّفا، وإنما ينوب عنه فعَل" فإذا كانت من فعل بضم العين في الأصل فلا وجه لذكرها في باب اسم الفاعل ووصفها بالشذوذ، لأنها صفة مشبهة وفعُل بضم العين جاءت الصفة منه كثيرا على زنة فعيل، وفيعل أخت فعيل.
ثم نراهم يقولون في الفرق بين اسم الفاعل والصفة المشبهة: إن اسم الفاعل يفيد الحدوث، وهي تفيد الثبوت، والطيب والميت والبيّن، والشيخ لا شك أن معنى الثبوت فيها أبرز منه في فرِح، وصعْب،
فالإشكال والتداخل لا يزال قائما فيما جاء من فعَل المفتوح على غير زنة فاعل،،،،،،،
أم نقول بما قال بعض المحدثين: إن كل ما جاء على غير فاعل من الثلاثي من أي باب كان فهو صفة مشبهة؟؟ لم أجد من صرح بذلك من المتقدمين الذين ناقشوا هذا الموضوع وأدركوا مصطلح (الصفة المشبهة) وإني أحتاج إلى من صرح بذلك لكني قليل الاطلاع وبضاعتي مزجاة،
أرجو من مشايخنا الكرام ممن اطلاع على هذا التصريح من المتقدمين أن يريح بالنا في هذا الموضوع، وأرجو ممن لديه كلام فاصل في الحد بين اسم الفاعل والصفة المشبهة أن يفيدنا به، حتى لا يبقى تداخل في الأمثلة.

[أبو مالك العوضي]

تلخيص الاستشكال عندك يا أخي الكريم هو أن الأمثلة المذكورة في (اسم الفاعل) هي بعينها الأمثلة المذكورة في (الصفة المشبهة).
فلماذا ترى هذا مشكلا؟
تراه مشكلا لأنك تفترض أن اسم الفاعل والصفة المشبهة متنافران متضادان لا يمكن أن يجتمعا في لفظ واحد.
وهذا لم يقل به أحد من النحويين فيما أعلم، بل جميعهم يجعلون اسم الفاعل والصفة المشبهة يشتركان في أشياء ويختلفان في أشياء.
فهل اطلعت على قول لأحد من النحويين يقول بغير هذا؟

ولزيادة التوضيح نقول: الصفة المشبهة هي (كل صفة صح تحويل إسنادها إلى ضمير موصوفها)؛ كما تصف الوجه بالحسن ثم تصف صاحب الوجه بقولك: فلان حسن الوجه.
ومعلوم أن هذا التعريف للصفة المشبهة قد ينطبق على بعض الألفاظ الموسومة باسم الفاعل إما على وزن فاعل؛ كقولك: (فلان طاهر القلب)، وإما على غيره كقولك: (فلان طيب الوجه).
والفرق بينهما عند اتحاد اللفظ يكون فرقا تقديريا؛ بأن يقصد باللفظ عند إرادة الصفة المشبهة الثبوت، ويقصد به عند إرادة اسم الفاعل الحدوث؛ كما قال ابن مالك في اللامية:
وفاعل صالح في كل ان قصد الـ ............ حدوث نحو غدا ذا جاذل جذلا

والله أعلم.