بسم الله الرحمن الرحيم
قصيدة
رغم أنف الحاقدين
عائشة أم المؤمنين
(هذا جهد المقل الضعيف الذي لا يملك سواه أداة للدفاع فليجُد كل جواد بما يجد)
أمَّاهُ ، يا رمزَ النَّقاءِ فِداكِ *** عرضي ، ونفسي خلف ظِلِّ خُطاكِ
مهما رماكِ الحاقدون بزعمهمْ *** فقد اعتلى فوق الرءوس صفاكِ
أمَّاهُ ، يا زوجَ الحبيبِ وحبِّهِ *** اللهُ في قرآنِهِ زكَّاكِ
أنا ما أتيتُ لكي أبرئ ساحةً *** توجتِها بالطهر في مَسعاكِ
أنَّى لمثليَ أنْ يجيء مبرِّأً *** فاللهُ من كيدِ العِدى نجّاكِ
لكنَّه جُهْدُ المُقِلِّ يسوقُهُ *** حرجًا إليكِ ويبتغي مرضاكِ
لو لم يكنْ لكِ قطُّ فخرٌ في الورى *** إلا اختيارَ المصطفى لكفاكِ
اللهُ زوَّجكِ النبيَّ بأمرهِ *** والحاقدون يغيظهمْ مأواكِ
منكِ الصفا ، والطهرُ ينبعُ جاريًا *** وعلى بساطِ القانتين نراكِ
حاشا لمثلِكِ أنْ يُراودَها الخَنا *** أو أنْ يُدَنَّسَ طُهْرُها حاشاكِ
من ذا الذي يرمى الصفاءَ بريبةٍ *** تبَّتْ يمينٌ قد تمَسُّ حِماكِ
قذفوكِ ، بل قذفوا النبيَّ فهل دَرَوا *** كيف احتواكِ رسولُنا وحَماكِ
حُزْتِ النبيَّ صغيرةً وكبيرةً *** وعلى يديهِ في التقى ربَّاكِ
كنتِ الحبيبة للحبيبِ ولم نجدْ *** يومًا حبيبَكِ في الحياةِ جفاكِ
أيَحِقُّ أنْ يأوي النبيُّ خبيثةً *** يرضى الدياثة لا يصدُّ خَناكِ ؟
تبًّا لشِرْذِمَةٍ تقولُ وتدَّعي *** وتكذبُ القرآنَ إذ برّاكِ
هي دعوةٌ للكفر تخفي سُمَّها *** في كلِّ لفظةِ مدع ٍ شكَّاكِ
هي عصبة بالأفكِ جاءت تدَّعي *** ما قد محاهُ اللهُ حينَ بلاكِ
أمَّاهُ ، لا تبكي لإفكِ مُدَلِّسٍ *** هيّا امسحي الدمعَ النقيَّ الزاكي
فلأنتِ ينبوعُ الطهارةِ والتقَى *** لا تعبأي بالفاجر الهتَّاكِ
ها قد تكفَّلَ ربُّنا بعذابهِ *** وبرغم أنفِ الحاقدين رعاكِ
هي زوجُ مَنْ؟ هي بنت مَنْ؟ هي عائشٌ *** حُبُّ النبيِّ ، وحبُّهُ أغناكِ
في بيتِ مَنْ مات النبيُّ محمدٌ ؟ *** يا عائشٌ مَنْ يغتني كغناك ؟ِ
في حِجْر مَنْ مات الحبيبُ محمدٌ ؟ *** بل فليَمُتْ غيظًا مريدُ عَداكِ
في بيتِ مَنْ دُفِنَ البشيرُ موصِّيًا ؟ *** جسدُ الحبيبِ يطيبُ منه ثراكِ
قد نلتِ منه محبةً في عَيْشِهِ *** واليومَ بالشرفِ الرفيع حَباكِ
يا أمُّ ، لا لا تحزني بمقولةٍ *** من فاجر أو كاذبٍ أفاكِ
يبغي اشتهارًا حيث كان حثالة *** فرمى الثريَّا واهمًا ورماكِ
لا تحسبي ما قد جرى شرًّا لنا *** بل أبشري أمي ، نعم بُشراكِ
لقد انمحى سترُ النفاق وقد بدا *** مَنْ يدَّعي حبًّا بسبِّ نُهاكِ
يا أمَّتي هيَّا افيقي وادفعي *** عن عرض أفضل كوكبٍ بسماكِ
لولاه ما عرفَ الوجودُ هدايةً *** ولأطفأ الظلمُ الجسورُ سَناكِ
مَنْ لم يذبَّ عن النبيِّ وعرضِهِ *** لا شكَّ فهْو الخائنُ المتباكي
سأظلُّ أدفعُ عن جنابِ محمدٍ *** دومًا ، وإنْ جلبَ الدِّفاعُ هلاكي
طه متولي العواجي