رواه أبو خالد الأحمر عن إسماعيل ورواه عن إسماعيل جماعة فاختصره بعضهم فأخل بمعنى الحديث
أخرجه النسائي في الكبرى نا محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم
وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار ثنا الربيع بن سليمان المرادي
وأخرجه الطبراني في الدعاء ثنا المقدام بن داود ثلاثتهم قالوا ثنا أسد بن موسى ثنا سليمان بن حيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن عطاء بن السائب به ولفظه " خير كثير من يعمله قليل دبر كل صلاة مكتوبة عشر تسبيحات ..."
قال البزار : ولا نعلم أسند إسماعيل بن أبي خالد عن عطاء بن السائب إلا هذا الحديث ولا رواه عن إسماعيل إلا أبو خالد
وقال الدارقطني في الغرائب - أطرافه -: غريب من حديث إسماعيل بن أبي خالد عن عطاء تفرد به أبو خالد الأحمر عنه
سليمان بن حيان هو أبو خالد الأحمر صدوق لا بأس به له أوهام والسند إليه صحيح
أقول : قوله في أول الحديث " خير كثير من يعمله قليل " رواه بالمعنى وصوابه كما رواه أصحاب عطاء " خصلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة وهما يسير ومن يعمل بهما قليل ... " وأحسب أن الوهم فيه من أبي خالد الأحمر لا من إسماعيل فإنه ثقة ثبت حافظ وأبو خالد يهم ويخطأ
وأخرجه السلفي في المشيخة البغدادية من طريق أبي حفص بن شاهين ثنا الباغندي وابن أبي داود عن محمد بن عبد الله البرقي عن أسد بن موسى عن أبي خالد به مختصرا ولفظه " الخير كثير وقليل فاعله "
أقول : هندي أن هذه الرواية مختصرة من الرواية الأولى وهما حديث واحد ورواية الجماعة الأتم عن أسد أصح ثم إن الرواية المختصرة مخلة بمعناه ولعل أبا خالد هو الذي كان يختصر هذا الحديث فإني وقفت عليه مختصرا عنه رواه عنه اثنان
أخرجه ابن أبي عاصم في السنة ثنا الحسن بن علي
أخرجه البزار في المسند نا إبراهيم بن عبد الله
وأخرجه الطبراني في الكبير والأوسط ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي
وأخرجه البيهقي في الشعب نا علي بن أحمد أنا أحمد بن عبيد نا تمتام ومحمد بن الفضل خمستهم قالوا ثنا الحسين بن عبد الأول نا أبو خالد الأحمر عن إسماعيل بن أبي خالد عن عطاء بن السائب به
ومن طريق مطين الحضرمي أيضا أخرجه البيهقي في الشعب ولفظه " الخير كثير ومن يعمل به قليل "
تنبيه مهم : ورد اسم الحسين بن عبد الأول عند ابن أبي عاصم حسين الأحول فقال الشيخ في ظلال الجنة : وحسين الأحول هو الحسين بن ذكوان المعلم البصري المكتب ثقة من رجال الشيخين ...
أقول : هذا وهم لا يخفى على مثل الشيخ لو تأمله فإن حسينا هذا ليس بابن ذكوان يقينا ويبينه أمور
1/ شيخ ابن أبي عاصم الحسن بن علي الخلال لم يدرك حسينا المعلم فإن المعلم قديم الوفاة توفي سنة 145 وأقدم شيوخ الخلال وكيع المتوفى سنة 196 أو 197 وعبد الله بن نمير المتوفى سنة 199 وإبراهيم بن خالد الصنعاني المتوفى سنة 200 وإنما يروي الخلال عن بعض تلاميذ حسين المعلم وعن تلاميذ تلاميذه كحماد بن أسامة وروح بن عبادة ويزيد بن هارون ثم إن الخلال توفي سنة 242 ولم أقف على سنة ولادته وبين وفاته ووفاة المعلم 97 سنة
2/ حسين المعلم يروي عن عطاء بن أبي رباح ويحيى بن أبي كثير وعبد الله بن بريدة فما باله ينزل هنا فيروي عن أبي خالد الأحمر عن إسماعيل عن عطاء بن السائب وإنما الأصل أن يروي أبو خالد عنه وهذا هو الواقع فإنه من تلاميذه وقد خرج له مسلم عنه
3/ لم أقف على أحد لقب حسينا المعلم بالأحول
4/ وهو يبين بجلاء أن حسينا الأحول الوارد في سند ابن أبي عاصم هو الحسين بن عبد الأول نفسه ووجهه أن البخاري قال في التاريخ الكبير حسين بن عبد الأول أبو عبد الله النخعي الكوفي الأحول وقال ابن سعد في الطبقات حسين بن عبد الأول الأحول ويكنى أبا عبد الله وقال ابن حبان في الثقات حسين بن عبد الأول النخعي أبو عبد الله الكوفي الأحول فلقبوه جميعا بالأحول
5/ ويزيد الأمر توكيدا قول الطبراني : لم يرو هذا الحديث عن إسماعيل بن أبي خالد إلا أبو خالد الأحمر ولا رواه عن أبي خالد إلا الحسين بن عبد الأول وأسد بن موسى
فهذه خمسة أمور تبين متفرقة ومجتمعة أن حسينا الأحول هو غير ابن ذكوان المعلم بل هو الحسين بن عبد الأول الأحول والله أجل وأعلى وأعلم
وحسين بن عبد الأول قال ابن أبي حاتم كتب عنه أبي سمعت أبي يقول ذلك وسمعته يقول تكلم الناس فيه وقال سألت أبا زرعة عنه فقال روى أحاديث لا أدري ما هي ولست أحدث عنه ولم يقرأ علينا حديثه وفي سؤالات البرذعي وأملى علينا أبو زرعة في كتاب السير فقال ثنا عبد الله بن معاذ ثنا أبي عن شعبة عن يزيد بن حميد عن حبيب بن عبيد عن عوف بن مالك في الغلول ثم قال حدثت عن أبي خالد الأحمر قال إنسان في قلبي عليه شيء قلت من هو ؟ قال الحسين بن عبد الأول وروى الخطيب في تاريخه بسنده عن عبدان الجواليقي قال قال يحيى بن معين كذابي
[1] زماننا أربعة الحسين بن عبد الأول ... وقال الآجري سألت أبا داود عن حسين بن عبد الأول فوهاه وضعفه
أخرجه ابن عدي في الكامل وأبو الفضل الزهري في حديثه وأبو الشيخ في الأمثال والمخلص في حديثه
وأخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان ثنا إبراهيم بن محمد بن الفاخر بن محمد بن يحيى الفقيه
وأخرجه البيهقي في الشعب نا أبو بكر الأصبهاني الحافظ أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان
وأخرجه الخطيب في تاريخه أنا حمدان بن سلمان نا محمد بن عبد الرحمن بن العباس سبعتهم قالوا ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز
[2] ثنا أحمد بن عمران الأخنسي ( سنة ثمان وعشرين وفيها مات )
[3] ثنا أبو خالد الأحمر عن إسماعيل بن أبي خالد عن عطاء بن السائب به ولفظه " الخير كثير وقليل فاعله "
ومن طريق أبي حفص وهو ابن شاهين أخرجه السلفي في المشيخة البغدادية
قال ابن عدي : لا أعلم يرويه عن إسماعيل غير أبي خالد الأحمر
وقال السلفي : قال عمر ( ابن شاهين ) : تفرد به أبو خالد عن إسماعيل وهو حديث حسن غريب حدث به القدماء عن أبي خالد
أحمد بن عمران الأخنسي هو أبو عبد الله الكوفي مختلف فيه ذكره ابن حبان في الثقات وقال مستقيم الحديث وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول لم أكتب عنه وقد أدركته قلت ما حاله ؟ قال شيخ قال وسمعت أبا زرعة يقول كتبت عنه قال وسئل أبو زرعة عنه فقال كتبت عنه ببغداد وكان كوفيا وتركوه وقال ابن أبي حاتم روى عنه أبو زرعة وقال العجلي أحمد بن عمران كوفي لا بأس به وذكره العقيلي في الضعفاء فقال حدثني آدم بن موسى قال سمعت البخاري يقول أحمد بن عمران الأخنسي كان ببغداد يتكلمون فيه منكر الحديث
أقول : قول البخاري هذا ورد في التاريخ الكبير في ترجمة محمد بن عمران الأخنسي وفيها " كان ببغداد يتكلمون فيه منكر الحديث عن أبي بكر بن عياش "
وذكر هذا الكلام عن البخاري ابن أبي حاتم عنه في خطأ البخاري قال ابن أبي حاتم محمد بن عمران الأخنسي كان ببغداد يتكلمون فيه منكر الحديث عن أبي بكر بن عياش وإنما هو أحمد
[4] بن عمران قد كتبت عنه سمعت أبي يقول كما قال وقال ابن عدي في الكامل أيضا محمد بن عمران الأخنسي كان ببغداد يتكلمون فيه منكر الحديث عن أبي بكر بن عياش سمعت ابن حماد يذكره عن البخاري قال الشيخ ومحمد هذا لم يبلغني معرفته وإنما أعرف أحمد بن عمران الأخنسي كوفي وأحمد بن عمران هو ثقة وقال أبو أحمد الحاكم ليس بالمتين عندهم وقال نا أبو العباس الثقفي قال سألت أبا يحيى يعني محمد بن عبد الرحيم البزاز عن أحمد بن عمران الأخنس فقال الله أعلم
تنبيه مهم : قول البخاري منكر الحديث عن أبي بكر بن عياش يحتمل وجهين :
1/ أنه جملتان مستقلتان وهو ظاهر صنيع العقيلي إن كان نقل إليه كلام البخاري تاما فاختصره ووجه أن كلام البخاري أراد أن يبين حاله فقال منكر الحديث وأراد أن يبين بعض شيوخه فقال عن أبي بكر بن عياش وهذا سائغ في كلام العرب
2/ أنه جملة واحدة وأن نكارة حديثه عن أبي بكر بن عياش وحده ولم يتعرض لرواية غيره وإنما خص أبا بكر بالذكر لأن الأخنسي مكثر عنه والله أعلم
أقول : رواية أسد والحسين الأحول والأخنسي المختصرة " الخير كثير ومن يعمل به قليل " و" الخير كثير وقليل فاعله "أراها والله أعلم ليست حديثا مستقلا كما ظن بعض وسبب هذا اللبس أمران :
1/ أن أبا خالد الأحمر روى أول الحديث بالمعنى فقال " خير كثير من يعمله قليل " وهذا مبتدأ ووصفه لا خبره ثم بين هذا الخير في تتمة الحديث فقال " دبر كل صلاة مكتوبة عشر تسبيحات ... " الحديث وهذا خبر المبتدأ خير وقد بينا أن أصحاب عطاء رووه على الصواب
2/ اختصار الحديث ثم تحريف معناه بتغيير لفظه عند الاختصار فكان الحديث " خير كثير من يعمل به قليل دبر كل صلاة مكتوبة عشر تسبيحات ... " ثم صار بعد الاختصار " الخير كثير ومن يعمل به قليل أو وقليل فاعله " وهذا تحريف فاحش للحديث
وقد رواه أسد بن موسى وهو ثقة عن أبي خالد على الجادة وإن كان أوله روي بالمعنى إلا أنه لا يخل بمعنى الحديث ولم أر من حرر القول في هذا الحديث فإن يك ما وصلت إليه حقا وصوابا فالحمد لله وحده على تسديده وتوفيقه وإن تكن الأخرى فإني أستغفر الله الغفور وأنا راجع عن ذلك حيا وميتا والحمد لله رب العالمين
الخلاصة أن هذا الحديث المختصر بعض حديث أبي خالد عن إسماعيل عن عطاء بن السائب في التسبيح وقد بين ذلك أمران :
1/ رواية أسد بن موسى التامة عن أبي خالد كما سبق
2/ قول الطبراني بعد ذكر الرواية المختصرة : لم يرو هذا الحديث عن إسماعيل بن أبي خالد إلا أبو خالد الأحمر ولا رواه عن أبي خالد إلا الحسين بن عبد الأول وأسد بن موسى
وهذا الحديث ثابت صحيح عن إسماعيل إلا أوله فإنه روي بالمعنى والرواية المختصرة منه منكرة والله أعلم
وقد خرج الشيخ الحديث المختصر وأراه لم يتبين علته فقال في ظلال الجنة : إسناده ضعيف رجاله كلهم ثقات إلا أن عطاء بن السائب كان اختلط ولا يدري سمعه منه إسماعيل قبل الاختلاط أم بعده وحسين الأحول هو الحسين بن ذكوان المعلم البصري المكتب ثقة من رجال الشيخين وكذلك الحسن بن علي وهو أبو علي الخلال وقد أخرجه جماعة من طريق أخرى عن أبي خالد الأحمر به نحوه وقد خرجته في الضعيفة
وقال في السلسلة الضعيفة : و إنما علة الحديث ممن فوقه ( أبي خالد الأحمر ) فإن عطاء بن السائب كان اختلط وإسماعيل بن أبي خالد متأخر الوفاة عنه بنحو عشر سنين فمن المحتمل أنه سمعه منه في اختلاطه وأحمد بن عمران الأخنسي أورده الذهبي في الضعفاء والمتروكين وقال قال البخاري يتكلمون فيه وفي الميزان وقال أبو زرعة كوفي تركوه وتركه أبو حاتم فهو ضعيف جدا لكن متابعة حسين الأحول وهو ابن ذكوان المعلم إياه ترفع التهمة عنه فإن المعلم ثقة
أقول : إن الشيخ علق علة هذا الحديث بعطاء وهو براء من ذلك وقد ذكر ابن عدي هذا الحديث في ترجمة أبي خالد الأحمر من الكامل والظاهر أنه صاحب الاختصار الموهم المخل بالمعنى وأهم ما فات الشيخ أن هذه الرواية المختصرة للحديث إنما هي بعض حديث عطاء في التسبيح ولو وقف الشيخ على رواية أسد بن موسى عن أبي خالد الأحمر وهي عند النسائي في الكبرى والطحاوي في مشكل الآثار والطبراني في الدعاء لتبين له ذلك ولعلم أيضا أن عطاء لم يخطأ فيه ولا إسماعيل وإنما الخطأ فيه ممن هو دونهما وقد سبق بيان ذلك
ومما وهم فيه الشيخ أيضا جعله حسينا الأحول هو حسينا المعلم وقد بينا خطأ ذلك أيضا في ما سبق ومما لا يوافق عليه الشيخ أيضا حكمه على الأخنسي بأنه ضعيف جدا فأبو حاتم إنما ترك الكتابة عنه لكن لما سئل عنه قال شيخ وقد روى عنه سميه أبو زرعة وكان لا يروي إلا عن ثقة ووثقه ابن عدي وقال ابن حبان مستقيم الحديث وقال العجلي لا بأس به وقول البخاري بنكارة حديثه محتمل الإطلاق ومحتمل التقييد بأبي بكر بن عياش والله هادي الخلق إلى الحق وهو حسبنا ونعم الوكيل
هكذا في المطبوع وصوابه كذابو زماننا بالواو لأنه مبتدأ مرفوع [1]
في رواية أبي الشيخ أخبرنا ابن منيع والصواب ابن بنت منيع وهو أبو القاسم البغوي [2]
قالها أبو الفضل الزهري[3]
[4] قال الخطيب في تاريخه ومن الناس من يسميه محمدا وقال في موضع آخر وقد قيل اسمه أحمد بن عمران وذلك أشهر عندنا
قلت : ممن سماه محمدا في الرواة عنه أبو بكر بن أبي خيثمة في غير موضع من تاريخه
يتبع إن شاء الله براوية مالك بن مغول وغيره