هذه ملاحظات ومآخذ وقفت عليها أثناء قراءتي لكتاب
( حديث القمر) للأديب النابغة مصطفى صادق الرافعي رحمه الله، وقد عرضتُ المآخذ بأسلوب أدبي
وأسأل الله أن ينفع بها الجميع.
______________________________ _______________
لاتعجب من هذا العنوان ، ولاتعتب على صاحبه ،
فما على المحق من عتب ، وما على المحسن من سبيل،
إنها رسائل يرويها قلمي ، عن فمي ، عن قلب يضخ دمي ،
اتصف إسنادها بالعلو والاتصال ، وتسلسل بالصدق والمحبة ،
رسائل مليحة ، موثقة صحيحة ، كُتِبتْ بلغة فصيحة ، ونُشِرتْ من باب النصيحة،
رسائل كاتبها محب صادق ، وناصح مشفق ، يحب الإسلام والإيمان والإحسان ،
ويبغض الكفر والفسوق والعصيان ، ويسأل الله أن يجعله من الراشدين،
رسائل عرفتَ وصفها ، وصفة صاحبها، وإذا رغبتَ في معرفة صفة قارئها ، فاقرأ هذه الأبيات:
قال الشاطبي رحمه الله :
ولكنها تبغي من الناس كفؤها = أخا ثقة يعفو ويغضي تجملا
وليس لها إلا ذنوب وليّها = فياطيّب الأنفاس أحسن تأولا
___________________________
الرسالةالأولى.... .............................. ... ..............
إلى إمام البيان في هذا العصر
السلام عليكم ورحمة الله ، وبعد
أبعث إليك أشواقا أرقّ من أنفاس الصبح إذا تنفس ، وأسأل الله أن يتغمدك برحمته التي وسعت كل شيء،
أيها الأستاذ الكريم لا أنكر روعة بيانك ، ولاقوة جنانك ، ولاأجحد مواقفك المشرفة ، ولا أنسى خدمتك للدين ولغة العرب ،ولاأنكر أني أحبك وأني استفدت من علمك وأدبك، بل ومازلت أرشد الناس إلى أدبك، وأحثهم على قراءة كتبك، ومع هذا كله فأنا أستميحك عذرا إن خالفتك في بعض ماتذهب إليه ،
فالحق أحق أن يُتّبع ،
أديبنا العظيم ، لقد قرأت كتابك البديع ( حديث القمر) ووقفت على أشياء سأطلعك عليها غدا إن شاء الله
وفي الختام تقبل حبي واحترامي يا أبا السامي.
______________________________ _
الرسالة الثانية
إلى إمام البيان في هذا الزمان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد
أهدي إليك همسات حب أجمل من أزهار روضة المقياس ،
وأسأل الله أن ينزل على قبرك شآبيب الرحمة يا طيّب الأنفاس،
أستاذنا الكريم ، إليك عبارات من كتابك (حديث القمر) استوقفتني ،
مع أني قد بذلتُ جهدي في تقميش أعذارها ، وتفتيش صورها ،
ولكن مع الأسف لم أجد عذرا بعد التقميش ، ولامخرجا بعد التفتيش ،
فصار لزاما عليّ أن أبينها عسى الله أن ينفع بها أحبابك وطلابك .
أيها الأديب الكريم
قلتَ في المقدمة ( كتبتها وأنا أرجو أن تكون الطبيعة قد أوحت إليّ بقطعة من مناجاة الأنبياء)
ألا ترى أن من الأفضل الاستغناء عن هذه العبارة ؟
وأين نحن من تلك المنزلة ؟
وأنّى للطبيعة أن توحي بمثل تلك المناجاة ؟
أيها الأديب أنا لاأنكر بحر الخيال ، ولاأمنع السباحة فيه،
ولكن أعلم أن له حدودا ونهايات ،
وأنا لا أجهل حالة الصفاء النفسي ولالحظة رفع الحجاب ،
ولكني موقن بأن الروح مهما صفت وسمت فلن تبلغ منزلة صفاء الأنبياء ،
وأنها إن رامت الاختراق، فستنتهي بالاحتراق ، وما منا إلا له مقام معلوم !
وإلى هنا سيتوقف القلم خشية الإطالة عليك أيها الأديب الغالي، وهو معك على موعد في رسالة أخرى،
وفي الختام تقبل محبتي وتقديري. يا أبا السامي .
_________________________