تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: هل جوز الموفق بن قدامة رحمه الله الإستغاثة بالأموات ؟؟!!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    في مكان ما من هذا العالم.
    المشاركات
    372

    Exclamation هل جوز الموفق بن قدامة رحمه الله الإستغاثة بالأموات ؟؟!!

    بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , اما بعد :
    فقد حدث نقاش في منطقتنا بين أحد الأخوة السلفيين ورجل صوفي حول عدة نقاط , وعند الكلام عن حكم الإستغاثة بالأموات زعم الصوفي أن بن قدامة جوز ذلك ونص عليه في المغنى !!
    فاستنكر الأخ السلفي ذلك , واتصل بي بعدها ليطلب مني أن أبحث له عن أي شئ في المغني يكون فيه ولو مجرد شبهة لما يعتقده أولئك في أي مسألة من المسائل المعروفة , فأجبته وبحثت وبحثت وبحثت ولم أظفر بشئ وغالب ظني - إن لم يكن عين اليقين - أن ذلك الرجل يكذب , وهذا ليس بجديد على أمثال هؤلاء , المقصود فزعت إلى الإخوة هنا لأستوضح , هل للموفق - رحمه الله - أي تقريرات أو تأصيلات (في المعتقد) يخالف بها ماعليه أهل السنة والجماعة , ولو وجد , فماموقف المسلم من تلك التقريرات ؟؟ وكيف يعالج مثل هذه الأمور عند مجادلة المبتدعة ؟؟
    أرجوا تدعيم الكلام بالأدلة والبراهين , وحبذا كلام الثقات من أهل العلم حول المسألة , وحبذا أيضا البعد عن تطويل الموضوع دون فائدة ترجى لما في ذلك من ضياع الأوقات وجزى الله خيرا كل من ساهم معي في البحث والله الموفق .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    495

    افتراضي رد: هل جوز الموفق بن قدامة رحمه الله الإستغاثة بالأموات ؟؟!!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    أهلا بأخينا الفاضل أبي فؤاد أنا أيضا من ليبيا وبالتحديد من مدينة اجدابية ولله الحمد في مدينتي بدعة التصوف في اضمحلال وانكسار وخيبة فالسلفية قد طغت فيها كالسيل الجارف ولا أدري أنت من أي المدن ..
    المهم ربما كان هذا الشخص الذي ذكرت يدندن حول هذا الحديث الذي ذكره الموفق ابن قدامة في المغني :
    وَيُرْوَى عَنْ الْعُتْبِيِّ ، قَالَ : كُنْت جَالِسًا عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ ، فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْك يَا رَسُولَ اللَّهِ ، سَمِعْت اللَّهَ يَقُولُ : { وَلَوْ أَنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا } .
    وَقَدْ جِئْتُك مُسْتَغْفِرًا لِذَنْبِي ، مُسْتَشْفِعًا بِك إلَى رَبِّي ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ : يَا خَيْرَ مَنْ دُفِنَتْ بِالْقَاعِ أَعْظُمُهُ فَطَابَ مِنْ طِيبِهِنَّ الْقَاعُ وَالْأَكَمُ نَفْسِي الْفِدَاءُ لِقَبْرِ أَنْتَ سَاكِنُهُ فِيهِ الْعَفَافُ وَفِيهِ الْجُودُ وَالْكَرَمُ ثُمَّ انْصَرَفَ الْأَعْرَابِيُّ ، فَحَمَلَتْنِي عَيْنِي ، فَنِمْت ، فَرَأَيْت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ ، فَقَالَ : يَا عُتْبِيُّ ، الْحَقْ الْأَعْرَابِيَّ ، فَبَشِّرْهُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَهُ . اهـ.
    وهذه الحكاية باطلة منكرة مظلمة الإسناد وكما ترى فإن الإمام الموفق ابن قدامة قد صدرها بصيغة التمريض دلالة على وهائها وضعفها ..
    وقد قال الإمام ابن عبد الهادي في الصارم المنكي 245 :
    وفي الجملة : ليست هذه الحكاية المنكورة عن الأعرابي مما يقوم به حجة وإسنادها مظلم مختلف ولفظها مختلف أيضاً ،ولو كانت ثابتة لم يكن فيها حجة على مطلوب المعترض ، ولا يصلح الاحتجاج بمثل هذه الحكاية ، ولا الاعتماد على مثلها عند أهل العلم وبالله التوفيق .اهـ.
    وقد حكى لي بعض أشياخي قصة قريبة من قصتكم لو أردت أن أسردها عليك فأعلمني بذلك وجزاك الله خيرا ..
    وللأمانة فهذا الكلام استفدته من هذا الرابط :http://majles.alukah.net/showthread.php?t=8680
    إذا استفدت من مشاركتي أو لم تستفد منها فادع الله أن يغفر لي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    في مكان ما من هذا العالم.
    المشاركات
    372

    افتراضي رد: هل جوز الموفق بن قدامة رحمه الله الإستغاثة بالأموات ؟؟!!

    شكر الله لك أيها الفاضل , وقد وقفت على هذه الرواية قبل ان اكتب مشاركتي هنا , وكنت أود أن أرفقها ولكن لاأدري ماالذي أشغلني من تلك الشواغل الكثيرة اليوم , فغفلت عنها فكان أن نبهت أنت عليها جزاك الله خيرا , وياللعجب لو كان هذا مااعتمد عليه المخرف في إثبات مايعتقد من خزعبلات !! , ولله في خلقه شؤون .
    أرجوا ممن عنده أية إضافة أن يبادر بها كما فعل الأخ أبو بكر - جزاه الله خيرا - وخصوصا ماأفادنيه من كلام بن عبد الهادي - رحمه الله - ففيه عون كبير حين الرد على (( كمشة = جماعة )) المخرفين هؤلاء والله الموفق .
    همسة : هات قصتك فقد شوقتني (ابتسامة) .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    495

    افتراضي رد: هل جوز الموفق بن قدامة رحمه الله الإستغاثة بالأموات ؟؟!!

    نعم هاك القصة بتمامها بصياغة مني، وليس كما حدثنيها شيخنا :
    كان شيخنا الذي حدثني بالقصة طالبا في كلية اللغة العربية، وكان هناك شيخ يدرسهم اللغة، وكان هذا الشيخ صوفيا خرفيا ضالا إلى حد الثمالة، وكان كثيرا ما ينصح طلبته بالتصوف ،ويخبرهم عن فضائله ،ولكن ولله الحمد كان الطلبة متطفنين لهؤلاء المخرفين، وهؤلاء الصوفية ليسوا بموفقين ولله الحمد وكذبهم طافح، وبدعهم واضحة، لا تخفى على عوام الناس، ولا يغتر بهم إلا مخرف مثلهم ..
    المهم في ذات مرة وفي المحاضرة جاء الصوفي منتفشا، وحدث طلبته بقصة الأعرابي التي سردتها لك ثم أردف بقوله :
    هذه القصة ذكرها و احتج بها ابن كثير في التفسير ..
    ثم صاح : والحق ما شهدت به الخصوم !!!والحق ما شهدت به الخصوم !!!والحق ما شهدت به الخصوم !!
    قلت : من جهل هؤلاء الطافح أنهم ينعقون بما لا يسمعون، ويهرفون بما لا يعرفون ، ويخوضون فيما يجهلون، وليت شعري هل كل من ذكر قصة في كتاب هل يعد هذا موافقة منه لما جاء فيها !!!
    ولكن القوم قد ضرب على عقولهم فباتوا يخرفون !!
    "وابن كثير لم يروها ولم يستحسنها بل نقلها كما نقل بعض الإسرائيليات في تفسيره، وهي حكاية باطلة، وقصة واهية والرد عليها من وجوه ذكرها العلامة معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ في كتاب هذه مفاهمينا ص 72:
    أولا: ما دام أنها ليست من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا فعل خلفائه الراشدين، وصحابته المكرمين، ولا من فعل التابعين، والقرون المفضلة، وإنما هي مجرد حكاية عن مجهول نقلت بسند ضعيف، فكيف يحتج بها في عقيدة التوحيد، الذي هو أصل الأصول، وكيف يحتج بها وهي تعارض الأحاديث الصحيحة التي نهي فيها عن الغلو في القبور، والغلو في الصالحين عموما، وعن الغلو في قبره، والغلو فيه صلى الله عليه وسلم خصوصا، وأما من نقلها من العلماء أو استحسنها فليس ذلك بحجة تعارض بها النصوص الصحيحة وتخالف من أجلها عقيدة السلف، فقد يخفى على بعض العلماء ما هو واضح لغيرهم، وقد يخطئون في نقلهم ورأيهم، وتكون الحجة مع من خالفهم.
    وما دمنا قد علمنا طريق الصواب، فلا شأن لنا بما قاله فلان أو حكاه فلان، فليس ديننا مبنيا على الحكايات والمنامات، وإنما هو مبني على البراهين الصحيحة.
    ثانيا: قد تخفى بعض المسائل والمعاني على من خلع الأنداد، وتبرأ من الشرك وأهله، كما قال بعض الصحابة: "اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الله أكبر، إنها السنن، قلتم والذي نفسي بيده ما قاله أصحاب موسى: (اجعل لنا إلها كما لهم آلهة)" حديث صحيح.
    والحجة في هذا: أن هؤلاء الصحابة، وإن كانوا حديثي عهد بكفر، فهم دخلوا في الدين بلا إله إلا الله، وهي تخلع الأنداد، وأصناف الشرك، وتوحد المعبود، فمع ذلك ومع معرفة قائليها الحقة بمعنى لا إله إلا الله، خفي عليهم بعض المسائل من أفرادها، وإنما الشأن أنه إذا وضح الدليل، وأبينت الحجة، فيجب الرجوع إليها والتزامها، والجاهل قد يعذر، كما عذر أولئك الصحابة في قولهم: "اجعل لنا ذات أنواط"، وغيرهم من العلماء أولى باحتمال أن يخفى عليهم بعض المسائل ولو في التوحيد والشرك.
    ثالثا: كيف يتجاسر أحد أن يعارض نصوص كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بقول حكاه حاك مستحسنا له، والله سبحانه يقول: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) [النور: 63].
    قال الإمام أحمد: عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته، يذهبون إلى رأي سفيان، والله تعالى يقول: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة) أتدري ما الفتنة؟.
    الفتنة: الشرك لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك. رواه عن أحمد الفضل بن زياد وأبو طالب، ولعله في كتاب "طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم" لأحمد رحمه الله.
    فطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمة على طاعة كل أحد، وإن كان خير هذه الأمة أبا بكر وعمر، كما قال ابن عباس: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون: قال أبو بكر وعمر.
    فكيف لو رأى ابن عباس هؤلاء الناس الذين يعارضون السنة الثابتة، والحجة الواضحة بقول أعرابي في قصة العتبى الضعيفة المنكرة.
    إن السنة في قلوب محبيها أعظم وأغلى من تلك الحجج المتهافتة، التي يدلي بها صاحب المفاهيم البدعية، تلك المفاهيم المبنية على المنامات والمنكرات، فاعجب لهذا، وجرد المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وحذار ثم حذار من أن ترد الأحاديث الصحيحة وتؤمن بالأخبار الباطلة الواهية، فيوشك بمن فعل ذلك أن يقع في قلبه فتنة فيهلك.
    رابعا: ما من عالم إلا ويرد عليه في مسائل اختارها إما عن رأي، أو عن ضعف حجة، وهم معذورون قبل إيضاح المحجة بدلائلها، ولو تتبع الناس شذوذات المجتهدين ورخصهم، لخرجوا عن دين الإسلام إلى دين آخر، كما قيل: من تتبع الرخص تزندق، ولو أراد مبتغ الفساد والعدول عن الصراط أن يتخذ له من رخصهم سلما يرتقي به إلى شهواته لكان الواجب على الحاكم قمعه وصده، وتعزيره، كما هو مشهور في فقه الأئمة الأربعة، وغيرهم.
    وما ذكر ففيه أن من أحال لتبرير جرمه على قول عالم، عُلم خطؤه فيه أنه يقبل منه ولا يؤخذ بالعتاب.
    اللهم احفظ علينا ديننا، وتوحيدنا".اهـ من حاشية الشيخ سامي بن محمد سلامة على تفسير ابن كثير ..

    وقال العلامة الشيخ محمد نسيب الرفاعي ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ وهو خبير بالقوم جيدا في كتابه"التوصل إلى حقيقة التوسل" :
    الكلام على متن هذه الرواية

    إن في متن هذه الرواية ( حديث العتبي ) عللا مشتركة مع الرواية الأولى – رواية أبي الحسن الكرخي ، وعللا أخرى مختلفة عنها … فما توافق منها أحلناك يا أخي على إجابتنا على مثلها فيما سبق من تحقيق الرواية الأولى فأرجع إليها إن أعوزك ذلك . وأما ما أختلف عنها وأضطرب ، عالجناه وناقشناه على ضوء الشريعة المطهرة .
    1 – تقول الرواية الأولى : [ قدم علينا أعرابي بعدما دفنا رسول الله بثلاثة أيام ، فرمى نفسه فوق القبر وحثا على رأسه من ترابه ] .
    بينما تقول ( رواية العتبي ) : [ كنت جالساً عند قبر النبي فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله ……. ]
    فالعتبي هذا . قال عنه المؤرخون أنه توفى سنة / 228 / هجرية فهل يمكن أن يحضر حادثة وقعت بعدما دفن الرسول بثلاثة أيام …….. ؟ !! فهب أنه عاش مائة سنة ، فيبقى بينه وبين الحادثة انقطاع مائة وعشرين سنة فهل يمكن أن يحضر واقعة حدثت قبل أن يخلقه الله بمائة وعشر سنين …… ؟ !! .
    وهل تصح روايته الواقعة عنه ……. ؟
    وعلى كل سوف تأتى عند البحث في سند هذا الحديث ، على تفصيل تام لترجمة العتبي .
    2 – إن الرواية الأولى ورواية العتبي تتفقان في إيراد لفظ تلاوة الأعرابي للآية الكريمة : ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لو جدوا الله تواباً رحيماً ) .
    ولقد أجبنا على استدلالهم بهذه الآية الكريمة على جواز التوسل بذوات المخلوقين من أنه في غير محله ، وأنه لا قياس بين حياة الرسول وموته ، فما يمكن أ يفعله في حياته ، قد أنقطع بسبب وفاته . فأرجع يا أخي إلى معالجة ذلك فيما ذكرناه وعالجناه في الرواية الأولى ، مع العلم أن هذه الآية الكريمة نزلت في بعض المنافقين ، لا من أجل التوسل بذات الرسول .
    3 – أن رواية العتبي ليس فيها أن الأعرابي رمي نفسه فوق القبر ، وحثا على رأسه من ترابه كما في الرواية الأولى . فهذا اختلاف في اللفظ واضطراب في وصف الحادثة ، فلو كان العتبي حاضراً فيها لوصفها كما وصفت في الرواية الأولى فوقوع هذا الاختلاف ، والاضطراب بين الروايتين علة طاعنة ومانعة من صحة الحديث والاحتجاج به .
    4 – قول الأعرابي في الرواية الأولى : [ وقد ظلمت نفسي وجئتك مستغفراً ] وقول العتبي أن الأعرابي قال : [ وقد جئتك مستغفراً لذنبي مستشفعاً بك إلى ربي ] ولم يقل : [ وقد ظلمت نفسي ] .
    وفي الرواية الأولى يقول الأعرابي ] وجئتك مستغفراً ] وفي رواية العتبي [ وقد جئتك مستغفراً لذنبي مستشفعاً بك إلى ربي ] . إنهما قد ترافقا تقريباً بين العبارتين المتعلقتين بالمجئ من أجل الاستغفار . وجاءت زيادة في رواية العتبي [ مستشفعاً بك إلى ربي ] .
    وهنا يجب الوقوف عند قول الروايتين : [ وجئتك مستغفراً ] وفي الرواية الأولى [ وجئتك مستغفراً لذنبي ] في رواية العتبي النظر عن الاختلاف والاضطراب في لفظ الروايتين .. إن خطر كبيراً يهون بجانبه خطر التوسل بذوات المخلوقين ، قد ذر قرنه من قوله [ وجئتك مستغفراً ] أو [ قد جئتك مستغفراً لذنبي ] أن هذا الكلام الوارد في كلا الروايتين يوهم – إن لم نقل يؤكد – أن الأعرابي إنما جاء القبر ليستغفر الرسول من ذنبه … ! بينما الآية التى يستشهدون بها تقول : ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله ) لا فاستغفروك !!! لأن استغفار الله عبادة له تعالى ، فلا يجوز استغفار أحد من المخلوقين … حتى ولو كان رسول الله r فاستغفار رسول الله عبادة له والعبادة لا تليق إلا لله تعالى وحده لا شريك له , إذا فاستغفار الرسول شرك بالله تعالى .
    أما مراد الآية : فهو المجيء إلى مجلس الرسول r ، واشهاده على استغفارهم الله من الذنب ، ثم الطلب منه r أن يستغفر الله لهم ، وليس فيها قطعاً ذكر المجيء إليه r من أجل أن يستغفروه هو من الذنب .
    5 – إن الزيادة الواردة في قول العتبي [ مستشفعاً بك إلى ربك ] ، هذا طلب لا يجوز توجيهه إلى رسول الله r بعد وفاته . إذ كيف يشفع وهو منقطع العمل بسبب وفاته … ؟ ثم كيف يشفع ولم يصدر الإذن بالشفاعة من الله تعالى ولن يصدر الإذن إلا يوم القيامة لمن يشاء الله ويرضى .. وهذه ولا شك عقائد ومعلومات بدهية لا يعذر المسلم في الجهل بها … فضلاً عن وقوع ذلك في زمن الصحابة الذين هم خير أمة أخرجت للناس وخاصة أمام علم شامخ من أعلامهم وهو على ابن أبي طالب وأرضاه .
    6 – قول الرواية الأولى : [ فنودى من القبر (( انه قد غفر لك )) ] بينما يقول العتيبي في الرواية الثانية : [ ثم أنصرف الأعرابي فغلبتنى عيني … فرأيت النبي في النوم فقال : (( يا عتيبى إلحق بالأعرابي فبشره أن الله قد غفر له )) ] .
    لا شك يا أخي أنك قد أدركت الفارق بين اللفظين رواية تقول : أن الرسول قد ناداه من القبر (( انه قد غفر لك )) ورواية تقول : أن الرسول أتى العتيبي في المنام وأهره أن يلحق بالأعرابي ويبشره بان الله قد غفر له .
    فإذا كان الرسول قد بلغه شفهياً بأن الله قد غفر له فما حاجته بتكليف العتبي أن يبشره بأنه قد غفر له …. ؟ فإما أن يكون الأعرابي سمع قول الرسول وبشارته مباشرة منه وأما أن يبلغها من العتبي ، أما من الطرفين فيكون من التكرار الذي لا طائل تحته .
    وإذا كان من الممكن نداء الرسول للأعرابي وتبليغه مباشرة فلماذا يستعين بالعتبي ويأتيه بالمنام ويستلحقه بالأعرابي ليبشره … ؟ !
    أرأيت يا أخي هذا الاضطراب العظيم بين الروايتين مما يؤكد ولا شك أن الروايتين غير صحيحتين بالنسبة لعلل كل منهما .
    على أن واضع الحديث في الرواية الأولى يريد أن يوهم المسلمين إمكانية اتصال النبي بعد وفاته بأحد من أمته ، بينما هذا مستحيل وقوعه ولو أمكن لكان من الأحرى والأجدى أن يتصل بأمته في حوادث هامة .. لم يعرف فيها الحق أين هو ..و مع من هو … ؟ وكم كانت تلك الوقائع المؤلمة سبباً لقتل آلاف من الصحابة .
    فيا سبحان الله يكلم رسول الله بعد وفاته الأعرابي .. ولا يكلم المسلمين فيما شجر بينهم من المشاكل … ؟ !!! إن مثل هذه العلل في متن الروايتين كافية للحكم على هذا الحديث بالوضع والسقوط .
    الكلام على سند هذه الرواية
    ليس لرواية / حديث العتبي / أى سند يستأنس به للحكم بصحة الرواية أو اعتلالها ..و لكن رأينا بصيصاً من الضوء على ذلك ، وهو :
    إنه وإن كان العقد منفرطاً إلى العتبي ..و غير معروف من رواه عنه ، إنما نكتفي بالاستدلال على كذب الحديث .. أو على الأقل على علة الانقطاع فيه أن العتبي الذي يروى هذه الرواية عن الأعرابي كشاهد عيان !!! أن بينه وبين الأعرابي انقطاعاً يربو على مائتي سنة تقريباً وإليك البيان :
    1 – قال زين الدين أبو بكر بن الحسين بن عمر أبى الفخر المراغي المتوفي سنة / 816 / هجرية : تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة ص 111 / في / ترجمة العتبي / قال : ( أسمه محمد بن عبدالله بن عمر بن معاوية بن عمر بن عتبة أبن أبي سفيان صخر بن حرب توفي سنة ثمان وعشرين ومائتين ) .
    2 – وقال ابن الأثير في كتابه : اللباب في تهذيب الأنساب / ج 1 ص 119 : ( (( والعتبي وهي أيضاً نسبة إلى عتبة بن أبى سفيان صخر ابن أمية بن عبد شمس أخي معاوية بن أبي سفيان . وينسب إليه جماعة ، منهم محمد بن عبدالله بن عمر بن معاوية بن عتبة بن أبي سفيان العتبي البصري يكنى أبا عبد الرحمن صاحب أخبار وآداب ، حدث عن أبيه وابن عيينة وروى عنه أبو حاتم السجستانى ) .
    3 – وقال أبن خلكان في / وفيات الأعيان / ج 1 ص 522 – 523 ( أبو عبد الرحمن محمد بن عبدالله بن عمر بن معاوية بن عمر بن عتبة بن أبي سفيان صخر ابن حرب بن أمية بن عبد شمس القريشى الأموي المعروف بالعتبي للشاعر البصروى المشهور كان أديباً فاضلاً ، وشاعراً مجيداً وكان يروى الأخبار وأيام العرب …. إلى أن قال : روى عن أبيه وعن سفيان بن عيينة ، ولوط بن مخنف وروى عنه أبو حاتم السجستاني وأبو الفضل الرياشى وإسحاق بن محمد النعنعي وغيرهم وقدم بغداد وحدث بها وأخذ عنه أهلها …. إلى أن قال : وتوفى سنة ثمان وعشرين ومائتين رحمة الله تعالى .
    4 – ولعل أحداً من ( القوم … ) يقول : وما يدريك أن هذا هو العتبي ، المعنى بالرواية عن الأعرابي فأقول :
    وإنني أؤكد أنه هو نفسه الذي تزعمون أنه رأى الأعرابي صاحب القصة ودليلنا على ذلك ما حكى عنه المؤرخون وخاصة اعتراف رجل منكم ممن يجوزون التوسل بذوات المخلوقين وهو : الشيخ السبكي مؤلف كتاب / شفاء السقام / ( الذي رد عليه ابن عبد الهادي في / كتابه الصارم المنكي في الرد على السبكي / قال في الصفحة / 236 / منه :
    ( قال السبكي في كتابه / شفاء السقام في زيارة خير الأنام / العتبي ، وأسمه محمد ابن عبد الله بن عمر بن معاوية بن عمر بن عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب كان من افصح الناس رواية للأداب وحدث عن أبيه ، وسفيان بن عيينة توفى سنة ثمان وعشرين ومائتين يكنى أبا عبد الرحمن ) أهـ . كلام السبكي ) . وذلك طبعاً يعد أن ذكر حكاية العتبي وروايته عن الأعرابي مستدلاً بها في كتابه على جواز التوسل بذوات المخلوقين .
    إذا … فالعتبي الذي تزعمون أنه صاحب الرواية عن الأعرابي .. هو نفسه المترجم في الكتب المذكورة بشهادة شيخكم السبكي في كتابه : / شفاء السقام في زيارة خير الأنام / ، ( وشهد شاهد من أهلها ) بينما في الحقيقة أن العتبي هذا … تأخر عن العتبي الذي يريدون إقحامه في الرواية عن الأعرابي .. بما يردي على المائتي سنة تقريباً … فتأمل .
    قال ابن عبد الهادي في كتابه : / الصارم المنكي في الرد على السبكي .
    ( وأما حكاية العتبي التى أشار إليها – أى السبكي – حكاية ذكرها بعض الفقهاء والمحدثين ، وليست بصحيحه ولا ثابتة إلى العتبي …. !!
    وقد رويت عن غيره بإسناد مظلم … وهي في الجملة حكاية لا يثبت بها حكم شرعي ، ولا سيما في مثل هذا الأمر الذي لو كان مشروعاً مندوباً ، لكان الصحابة والتابعون أعلم به وأعمل به من غيرهم وبالله التوفيق ) أ هـ .
    الرواية الثالثة :
    وقد رويت هذه القصة …. لا عن العتبي … إنما رويت أيضاً عن محمد بن حرب الهلالي عن الأعرابي وتارة عن محمد بن حرب الهلالي عن أبي محمد الحسن الزعفراني عن الأعرابي .
    والزعفراني هذا من أجلة أصحاب الشافعي وأعيانهم توفي سنة / 249 / رحمه الله فكيف يمكنه الرواية عن الأعرابي الذي تقدمه كل هذا الزمن … !! ؟
    وإنك يا أخي لترى هذا الاضطراب البالغ فتارة يروون هذه القصة عن على …. وتارة عن العتبي الذي كلفه الرسول في المنام أن يلحق بالأعرابي ويبشره بالمغفرة وتارة أخرى يقولون أن محمد بن حرب الهلالي هو الذي رأى الأعرابي وهو الذي رأى الرسول في المنام وكلفه أن يبشر الأعرابي بالمغفرة . وطوراً يقولون بل الحسن الزعفراني هو الذي رأى الأعرابي ورأى المنام …
    ثم اضطراب في اسم محمد بن حرب الهلالي فتارة يقولون هو محمد بن حرب الهلالي وتارة يذكره الزبيدى في كتابه شرح أحياء علوم الدين انه محمد بن كعب الهلالي .
    ثم إن الهلالي تأخر والله أعلم في الوفاة عن شيخه الزعفراني الذي توفى سنة 249 فكيف يمكنه الرواية عن الأعرابي الذي يعزون زمن قصته إلى ثلاثة أيام خلت بعد دفن رسول الله … !!! ؟؟ .
    قال ابن عبد الهادي رحمه الله :
    ( هذه الحكاية التى ذكرها السبكي ، بعضهم يرويها عن العتبي بلا إسناد !!! وبعضهم يرويها عن محمد حرب الهلالي عن الأعرابي ، ,بعضهم يرويها عن محمد ابن حرب عن الحسن الزعفراني عن الأعرابي . وقد ذكرها البيهقي في كتاب / شعب الإيمان / بإسناد مظلم عن محمد بن روح بن يزيد البصري حدثني أبو حرب الهلالي – ويرويها بنحو ما تقدم …. – وقد وضع لها بعض الذابين إسناداً إلى على بن أبي طالب … وفي الجملة ليست هذه الحكاية المذكورة عن الأعرابي … مما تقوم به حجة على مطلوب المعترض ، ولا يصلح الاحتجاج بمثل هذه الحكاية ، ولا الاعتماد على مثلها عند أهل العلم وبالله التوفيق ) أ هـ .
    قلت : ولا ندرى من هو هذا الأعرابي الذي أقاموا الدنيا وأقعدوها بقصته إنهم لا يسمونه ولا في رواية من جميع رواياتهم فيمون الأعرابي أخيراً مجهولاً غير معروف .
    وعلى فرض صحة الروايات … وأنها قصة واقعة فأي احتجاج ينهض من عمل هذا الأعرابي المجهول ؟ ومتى كان الأعرابي يؤخذ عنهم العلم ؟ اللهم إلا إذ كان الأعرابي صحابياً ، فعلى الرأس فالأعرابي الصحابي نأخذ عنه ولو كان مجهول الاسم فهذا لا يضر الصحابي في شئ …وأروني صحابياً واحداً ثبت أنه فعل فعل ذلك الأعرابي المزعوم ثم وعلى فرض أن الحادثة واقعية … أى حجة ( للقوم … ) على جواز ما يزعمون من التوسل بذوات المخلوقين … إن عمل الأعرابي من أوله إلى آخره صحيحاً كان أو موضوعاً ليس فيه أى دليل على جواز التوسل بالمخلوقين وإن عمله لم يكن قط توسلاً بالرسول r . وكل ما في الآمر أنه أتى تأولا للآية ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك … ) ظاناً أنه يمكن أن يستغفر له الرسول بعد وفاته …وأن يشفع له … في الوقت الذي لما يحن بعد زمن الشفاعة ، وما وقتها وزمنها إلا بعد يوم القيامة وبعد الإذن منه تعالى لمن يشاء ويرضى . وحق أن في بعض الروايات عن الأعرابي زيادة بيت على البيتين اللذين أنشدهما أمام قبر الرسول. ففي هذه الرواية ينشد الأعرابي ثلاثة أبيات :
    يا خير من دفنت في القاع أعظمه
    نفسى الفداء لقبر أنت ساكنه
    أنت النبي الذي ترجي شفاعته
    فطاب من طيبهن القاع والأكم
    فيه العفاف وفيه الجود والكرم
    عند الصراط إذا ما زلت القدم

    وهكذا ترى يا أخي أن الأعرابي هذا يروون عنه أنه أنشد الأبيات الثلاثة وفي آخرها كما ترى :
    أنت النبي الذي ترجي شفاعته عند الصراط إذا ما زلت القدم
    فإن الأعرابي يقر بان الشفاعة لا ترجي من الرسول إلا عند الصراط وذلك يوم القيامة فكيف يطلبها في الدنيا …. ؟ هذا تناقض واضح ، واضطراب في الروايات بالغ ، يدل كما قلنا على عدم صحة الرواية عن الأعرابي .
    والحقيقة … إنه ليس هناك أعرابي ولا غيره ولا وقعت تلك الحادثة أصلاً إنما حي موجودة في مخيلات من اخترعوها ووضعوها وكذبوا بها على الله وعلى رسوله وعلى الناس أجمعين ، فإن كانوا قد تابوا إلى الله مما فعلوا ..و إلا فندعوا الله تعالى أن يعاملهم بما يستحقون من عدله جزاء ما أقترفوا من الآثام فضلوا وأضلوا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً . اهـ.
    إذا استفدت من مشاركتي أو لم تستفد منها فادع الله أن يغفر لي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    في مكان ما من هذا العالم.
    المشاركات
    372

    افتراضي رد: هل جوز الموفق بن قدامة رحمه الله الإستغاثة بالأموات ؟؟!!

    ماشاء الله على الرد , لي عودة بإذن الله ليلا - كالعادة - لأتأمله كلمة كلمة , بارك الله فيك أيها الفاضل وشكر الله لك ,فعلا أنت ذيب على أهل البدع (ابتسامة)

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    في مكان ما من هذا العالم.
    المشاركات
    372

    افتراضي رد: هل جوز الموفق بن قدامة رحمه الله الإستغاثة بالأموات ؟؟!!

    بارك الله فيك أخي , كلام متين ورصين حفظ الله لهذه الأمة علمائها يذبون عن دينه - سبحانه وتعالى - وأظن من ناحية الرد الإجمالي عن تلك الباقعة فلامزيد على كلام الوزير - حفظه الله - وأما عن هدم الشبهة جزئية جزئية بتفصيل فكلام الشيخ نسيب بديع وأظنني سأسحبه وأرسله إلى تلك المجموعة ال......( ولا بلاش ) , لعل الله أن يهدي ضالهم , او اكون قد أبرئت ذمتي أمام الله - سبحانه وتعالى - وأقمت عليهم الحجة , وعندها لن آسى على قوم مجرمين .
    لكن يحسن أن انبه أني وقفت على كلام للموفق - رحمه الله -اليوم لايخلو من مخالفة ويجاب عنه بماأجيب عما سلف من الشبه
    والله الموفق يقول - رحمه الله - بعد سياق قصة العتبي المزعومة وقد أشار إلى ضعفها لأنه رواها بصيغة التمريض كما مر معنا قال : (( وَيُسْتَحَبُّ لِمَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ أَنْ يُقَدِّمَ
    رِجْلَهُ الْيُمْنَى ، ثُمَّ يَقُولَ : { بِسْمِ اللَّهِ ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغْفِرْ لِي ، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِك .
    وَإِذَا خَرَجَ ، قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ .
    وَقَالَ : وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ } لِمَا رُوِيَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِي اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَهَا أَنْ تَقُولَ ذَلِكَ ، إذَا دَخَلَتْ الْمَسْجِدَ .
    ثُمَّ تَأْتِي الْقَبْرَ فَتُوَلِّي ظَهْرَكَ الْقِبْلَةَ ، وَتَسْتَقْبِلُ وَسَطَهُ ، وَتَقُولُ : السَّلَامُ عَلَيْك أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، وَخِيرَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ وَعِبَادِهِ ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أَشْهَدُ أَنَّك قَدْ بَلَّغْت رِسَالَاتِ رَبِّك ، وَنَصَحْت لِأُمَّتِك ، وَدَعَوْت إلَى سَبِيلِ رَبِّك بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ، وَعَبَدْت اللَّهَ حَتَّى أَتَاك الْيَقِينُ ، فَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْك كَثِيرًا ، كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى ، اللَّهُمَّ اجْزِ عَنَّا نَبِيَّنَا أَفْضَلَ مَا جَزَيْت أَحَدًا مِنْ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِين َ ، وَابْعَثْهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ الَّذِي وَعَدْته ، يَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخَرُونَ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا صَلَّيْت عَلَى إبْرَاهِيمَ وَآلِ إبْرَاهِيمَ ، إنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا بَارَكْت عَلَى إبْرَاهِيمَ وَآلِ إبْرَاهِيمَ ، إنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللَّهُمَّ إنَّك قُلْت وَقَوْلُك الْحَقُّ : { وَلَوْ أَنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا } .
    وَقَدْ أَتَيْتُك مُسْتَغْفِرًا مِنْ ذُنُوبِي ، مُسْتَشْفِعًا بِك إلَى رَبِّي ، فَأَسْأَلُك يَا رَبِّ أَنْ تُوجِبَ لِي الْمَغْفِرَةَ ، كَمَا أَوْجَبْتهَا لِمَنْ أَتَاهُ فِي
    حَيَاتِهِ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ أَوَّلَ الشَّافِعِينَ ، وَأَنْجَحَ السَّائِلِينَ ، وَأَكْرَمَ الْآخَرِينَ وَالْأَوَّلِينَ ، بِرَحْمَتِك يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
    ثُمَّ يَدْعُو لِوَالِدَيْهِ وَلِإِخْوَانِهِ وَلِلْمُسْلِمِي نَ أَجْمَعِينَ ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ قَلِيلًا ، وَيَقُولُ : السَّلَامُ عَلَيْك يَاأَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ ، السَّلَامُ عَلَيْك يَا عُمَرَ الْفَارُوقَ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمَا يَا صَاحِبَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَجِيعَيْهِ وَوَزِيرَيْهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، اللَّهُمَّ اجْزِهِمَا عَنْ نَبِيِّهِمَا وَعَنْ الْإِسْلَامِ خَيْرًا : ( سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ ، فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ )
    .
    اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ قَبْرِ نَبِيِّك صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِنْ حَرَمِ مَسْجِدِك يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
    ( 2749 )

    من المجلد الخامس .
    الصفحة : 466 .
    هذا بحسب الشاملة ,علما بأن الكتاب ليس من الموقع الرسمي !!

    ملحوظة:
    هلا تكرم أحد الطلاب النجباء وحققوا القول في صحة النسبة إلى الموفق أولا , بمراجعة مخطوطات الكتاب , إذ لعل هذا من عمل بعض المتصوفة أو الروافض وليس هذا بغريب عنهم وإلا فإن الأمر جلي والحمد لله ولكن لعل وعسى .
    وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .

  7. #7

    افتراضي رد: هل جوز الموفق بن قدامة رحمه الله الإستغاثة بالأموات ؟؟!!

    قال العلامة ابن قُدامة [ إمام الحنابلة في عصره ] في كتاب " المغني " 2/100 طبعة دار الفكر - بيروت - 1405هـ :
    [ فصل : فإن سافر لزيارة القبور والمشاهد
    فقال ابن عقيل : لا يباح له الترخص لأنه منهي عن السفر إليها قال النبي صلى الله عليه و سلم : (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ) متفق عليه .
    والصحيح إباحته وجواز القصر فيه لأن النبي صلى الله عليه و سلم كان يأتي قباء راكبا وماشيا وكان يزور القبور وقال : (زوروها تذكركم الآخرة ).
    وأما قوله عليه السلام : (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ) فيحمل على نفي التفضيل لا على التحريم وليست الفضيلة شرطا في إباحة القصر فلا يضر انتفاؤها ].
    [ فصل : ويستحب الدفن في المقبرة التي يكثر فيها الصالحون والشهداء لتناله بركتهم وكذلك في البقاع الشريفة وقد روى البخاري و مسلم بإسنادهما أن موسى عليه السلام لما حضره الموت سأل الله تعالى أن يدنيه إلى الأرض المقدسة رمية بحجر قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( لو كنت ثم لأريتكم قبره عند الكثيب الأحمر ) ]." المغني " 2/ 383 طبعة دار الفكر - بيروت - 1405أ.هـ .

    ** ليس فيما نقل أنه يجيز الاستغاثة لكن القبوريون يستغلون ما سبق ويلبسون على الناس كما أنه أيضاً يتضح بطلان ما اختاره ابن قدامة وإنا لله وإنا إليه راجعون والحق لا يعرف بالرجال ولو كانوا أئمة الحنابلة !
    أبو محمد المصري

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    في مكان ما من هذا العالم.
    المشاركات
    372

    افتراضي رد: هل جوز الموفق بن قدامة رحمه الله الإستغاثة بالأموات ؟؟!!

    جزاك الله خيرا وبارك فيك يا أبا محمد العمري , وحسبنا الله في هؤلاء فقد ضلوا كثيرا وأضلوا عن سواء السبيل .
    وبالمناسبة أخبرت ان الحافظ بن كثير ذكر هذه الرواية في تفسيره لسورة النساء فلو زودنا بها أحد ممن لديه التفسير لزيادة الإستيضاح والله الموفق .

    تنبيه :
    كتبت في المشاركة الماضية
    أبرئت
    والصواب
    أبرات
    نبه على ذلك احد الفضلاء على الخاص جزاه الله خيرا .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •