إخواني الكرام ،
السَّلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه ، وبعدُ :
فالمبتدأُ ـ كمَا نعْلمُ ـ نوْعانِ : مُبتدأٌ لهُ خبرٌ ، ومُبتدأٌ لهُ مرفوعٌ سَدَّ مَسَدَّ الخبرِ فمَا الفرقُ بينهما ؟
إخواني الكرام ،
السَّلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه ، وبعدُ :
فالمبتدأُ ـ كمَا نعْلمُ ـ نوْعانِ : مُبتدأٌ لهُ خبرٌ ، ومُبتدأٌ لهُ مرفوعٌ سَدَّ مَسَدَّ الخبرِ فمَا الفرقُ بينهما ؟
أقول يا أخي ما لدي لأستفيد مما لديك.
الفرق أن الأول يجيء بلا شرط والثاني له شروط.
فشروط مجيء المبتدأ له مرفوع سد مسد الخبر:
- أن يكون وصفًا.
- أن يعتمد على نفي أو إنشاء.
والبقية تأتي من جعبتكم.
أخي في الله ، القارئ المليجي ،
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فاعلم ـ رحمني الله وإيَّاك ـ أنَّ ثمةَ فروقًا بين المبتدأ الذي له خبرٌ والمبتدأ الذي له مرفوع سد مسد الخبر، يمكنُ إجمالها في النقاط الآتية :
1 ـ المبتدأ الذي له خبر يأتي وصفًا وغيرَ وصفٍ ، أما المبتدأ الذي له مرفوعُ سدَّ مسد الخبر فلا يكونُ إلا وصفا ، كما هو معلوم ، وكما ذكرت أيها الأخ الفاضل .
2 ـ المبتدأ الذي له مرفوع سد مسد الخبر لابد أن يعتمد على نفي أوما أشبهه في القول الراجح ، وهذا لا يشترط في المبتدأ الذي له خبر إلا إذا كان ذلك مسوغًا للابتداء بالنكرة كما نقول : هل فتى فيكم ؟ وما خل لنا ، على حدِّ قول ابن مالك يرحمه الله .
3 ـ الأصل في المبتدأ الذي له خبر أن يكون معرفًا لأنه محكوم عليه ؛ فيكون الحكمُ عليه مفيدًا ، ولا يكون نكرةً إلا بمسوغ يجعل الحكم عليه مفيدًا كما هو معلوم ، أما المبتدأ الذي له مرفوع سدَّ مسدَّ الخبر فلا يكونُ إلا مُنكرًا ، ولا تدخلُ عليه ( ال )
4 ـ المبتدأُ الذي له خبرٌ يجوز أن تدخلَ عليه العوامل اللفظية الزائدة ، أما المبتدأ الذي له مرفوع سد مسد الخبر فلا يجوز في القول الراجح أن يُجرَّ بحرف الجر الزائد ، ولهذا لا يقولُ النحويون : إنَّ (غير) فاعلٌ سد مسد الخبر في قول الله تعالى : هل من خالق غير الله .
5 ـ المبتدأ الذي له خبر قد يكون مفردا أو مثنى أو مجموعا ، والخبر يطابقه في ذلك كما هو معلوم ، أما المبتدأ الذي له مرفوع سد مسد الخبر فلا يكون إلا مفردا ؛ لأنه مكان الفعل في الأصل ، وإن جوز بعضهم أن تلحقه علامة التثنية أو الجمع على لغة أكلوني البراغيث .
6 ـ المبتدأ الذي له مرفوعٌ سدَّ مسدَّ الخبر لا يأتي مُصغَّرًا ولا منعوتًا ؛ طالما أنه قائمٌ مقامَ الفعل ، بخلاف المبتدأ الذي له خبر إذ يأتي مُصغَّرًا ومنعوتًا كما هو معلوم .
7 ـ المبتدأُ الذي لهُ مرْفُوعٌ سدَّ مسَدَّ الخبر لابدَ أن يكتفيَ بمرفوعِه في تمام المعنى ، بخلافِ المبتدأ الذي له خبر؛ فقد لايكتفى بالخبر ؛ لأنَّ الخبرَ في القول الراجح هو كما قالَ الناظمُ :
وَالخبرُ الذي بهِ الإسنادُ تم ***** أفادَ معنى تمَّ أو لما يتمّْ
هذه ـ يا أخِي ـ أهمُّ الفروق بينَ نوْعي المبتدأِ ، ولولا الإطالة لفصَّلْتُ القوْلَ فِيها .
هذا واللهُ الموفقُ ، والسَّلام .
الحمدُ لله ربِّ العالمين ، وأصَلِّي وأسلِّمُ على أشرفِ الأنبياءِ والمرسلين ، وبعد :
فهذا نظمٌ لتعريف المبتدأِ بنوعيه ، قد يُسْهمُ أيضًا في التفريق بينَ النوعين ، قلْتُ فيهِ :
المبتَدَا اسْمٌ ذو ارْتِفَاعٍ وَخَبرْ ****** مُجَرَّدٌ مِنْ كُلِّ عَامِلٍ ظَهَرْ
هَذَا وَجَاز أَنْ يُرَى فِيهِ عَمَلْ ****** لِزَائِدٍ لفْظًا عَلَيْهِ قدْ دَخَلْ
وَاسْمًا صَرِيحًا قَدْ أتانا وَانجلى ***** كَمَا أتانا مَصْدَرًا مُؤَوَّلا
و(أنْ تَصُومُوا) شَاهِدٌ دَلِيلُ ***** لأتَّه لِصَوْمِكُمْ يَئُولُ
وَمِنْهُ وَصْفٌ رَافعٌ مَا أغْنى ***** بِنفْسِهِ عَنْ خَبرٍ في المعْنى
واشْرطْ بِذَا الوصْفِ اعْتِمَادَهُ عَلى **** نَفْيٍ وَمَا أَشْبَهَهُ وَقِيلَ : لا
وَما عَليْهِ حَرْفُ جَرٍّ يدْخُلُ ***** زيَادَةً وَألْ كَذَا لا يَقْبلُ
وَأنْ ترَى مَرْفُوعَهُ مَذكُورا **** فلا تُقَدِّرْهُ وَلوْ ضَمِيرا
وأنْ يَكونَ مُفْرَدًا كالفِعْلِ **** لأنَّهُ مَكَانَهُ في الأصْلِِ
هذا واللهُ الموفق ، والسلام
جيدة .... بارك الله فيك.
ويُرجى تصويب: لأتَّه لِصَوْمِكُمْ
...
لأنَّه لِصَوْمِكُمْ [بالنون].
أخي في الله كمال أحمد ،
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فأولا : أين أنت ـ يا أخي ـ ؟ لا حرمني الله منك .
وثانيا : بارك الله فيك وفي إضَافتِك ، وحقًّا قلتَ ؛ فالمبتدأُ الذي له مرفوعٌ سدَّ مسَدَّ الخبرِ لا يجوزُ أنْ يتقدَّمَ عليه مرفُوعُه ؛ لأنَّ ذلك المبتدأَ قائمٌ مقامَ الفعلِ ، والفاعلُ أو نائبُه لايتقدمان على الفِعلِ إلا عندَ الكوفيينَ فيجوزُ ذلك عِنْدهم ، هَذا ، واللهُ أعلمُ ، والسلام .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أخي الكريم محمود.
أشكر لك - أولا - سؤالك، واهتمامك، وثانيا إضافتك التي تممت بها كلامي، فبارك الله فيك، وفي فوائدك، ونفعنا بعلمك، وأجزل لك المثوبة، وجعل عملك خالصا لوجهه الكريم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.