1-
(( الدعاء )):
قضية إجابة الدعاء مرتبطة بسؤال الله سبحانه وتعالى وذلك أمر لا شك فيه لقوله تعالى:" وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ..".بل إنها تعتبر من ضمن أكبر الأدلة الدالة على وحدانية الله تعالى، قال الحق تبارك وتعالى: " إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم ...".لذا كان لزاما على كل عاقل عرف القضية السابقة أن يجتهد في تحقيق شروط وآداب ومواطن الدعاء، لأن المسألة في الدعاء قبلية لا قولية فقط .
2-
(( لفتة قرآنية تدل على عظم حق الوالدين ))
لعل من أوجه عظم حق الوالدين عند الله أنه سبحانه وتعالى أسند ضمير الوصية بهما إليه سبحانه فقال :
"وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ . . " لقمان ١٤ .
مع أنه سبحانه ذكر ابتداء الوصية والموعظة - والتي من ضمنها الوصية بالوالدين - على لسان لقمان وختمها على لسانه. لكن أفردت الوصية بالوالدين إلى الله لتدل على:
أ/ أهمية طاعة الوالدين . ب/ شرف طاعتهما . . .
ولك مع ماذكر سابقا أن تتأمل وصف الله للقمان بالنص الصريح أنه قد أُعطي الحكمة ومع ذلك لم يسند الضمير في الوصية بالوالدين إلى لقمان الحكيم .
3-
(( آيات الإيمان به سبحانه اختيارية لا اضطرارية )):
إن آيات الله الباهرة وأعظمها القرآن هي لأجل الإيمان به سبحانه بطريق الاختيار، لا الإلزام. وإلا فهو سبحانه قادر على أن ينزل آية تخضع لها الأعناق، واسمع إلى قول الحق: " إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين". وإن قلت لمَ لمْ تنزل فيؤمنوا؟
ليتحقق المقصود وهو الإيمان به سبحانه !!!
فيقول الله مجليا شأن هذه الآيات التي تخضع الأعناق ويحصل الإيمان الإضطراري بسببها " يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها ". لذا لم تقبل التوبة عند غرغرة الروح، أو طلوع الشمس من مغربها، لأن الآية أثمرت الإيمان الاضطراري لا الاختياري .
فلنجتهد في الانتفاع بآيات الله الاختيارية التي تثمر الإيمان الاختياري .... وليكن ذلك بتدبر وتعقل .
4-
(( الكلام اللين الممرض والشديد المداوي)) :
قال الله تعالى:" فقولا له قولا لينا "
لا تغتر بحسن الكلام إذا كان الغرض الذي يقصد به ضارا فالذين يضعون السم للناس يقدمونه في ألذ الطعام"
وكذا يقال العكس : " لا تستنكر الكلام القاسي إذا كان الغرض سليما فأكثر الأدوية الجالبة للصحة مرة" .
اللهم اجعلنا ممن يذعن للحق ولو كان مرا واجعلنا ممن يتلفظ به وقت الجاجة إليه ولا تجعلنا ممن يفتتن ببهرج القول.
5-
(( ليلة القدر وتحقق أركان الإيمان الستة)) :
قال تعالى : " ليلة القدر خير من ألف شهر " فسألت نفسي كيف هي خير فألهمنتي ربي .
أن ليلة القدر ليلة تتحقق أركان الإيمان فيها وتنجلي حتى لكأنها تفرغ في القلب إفراغا؛
لأن المؤمن يشتاق لهذه الليلة وباشتياقه وعبادته وتضرعه يزداد إيمانه بالله إلها ومعبودا ...
ويزداد الإيمان باليوم الآخر ليقينه أنه سوف يُردُّ إليه لذا تجده يردد مطلب العافية في دعائه وابتهاله...
ويزداد إيمانه بالملائكة لنـزولها بأمور الخير في ليلة القدر لذا يطلب الخير ...
ويزداد كذلك أيمانه بكتاب ربه لتلذذه بتلاوته واستشعاره نزوله فيها...
ويزداد عنده الإيمان بالقدر لأن الأمور تقدر فيها لذا يسأل ربه أن يكون من السعداء.. .
6-
(( سر الوجود وسر العبادة )) :
قال تعالى: " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "
"سر المخلوقات الجن والإنس وسر خلقهم عبادة الله وسر العبودية النية وسر النية الإخلاص لله وأعظم الإخلاص الإحسان فيه " .
7-
(( القرآن والقَدَرْ )):
قال تعالى :" إنا أنزلناه في ليلة القدر "
تأمل: من أعظم الأدلة على الإيمان بالقضاء والقدر هذا القرآن حيث أنه أُنزل كاملا في ليلة القدر وبعض الأمور لم تقع وقد فصلها سبحانه تفصيلا ووقعت كما ذكر في كتابه عندما نزل منجما.
8-
(( إيمان الكافر )):
يا الله في هذه الدنيا يؤمن المؤمن بالله ويكفر بالطاغوت باختياره فينفعه ذلك. أما الكافر في الآخرة فلا بد وأن يؤمن بالله ويكفر بالشرك باختياره ولكن لا ينفعه ذلك قال تعالى: " وقال الشيطان ... إني كفرت بما أشركتون من قبل". فحقا لا يدخل أحد الجنة أو النار إلا وهو مؤمن.
9-
(( إذا أرت النصح فكيف تبدأ)) :
إن أي توجيه لا بد وأن يستشعر المتلقي حاجته إليه وإلا فلن يقع موقعه الصحيح في نفس مستمعه : " وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون "؛ لذا أرى أن عدم إيمان الكثير، بل وعدم ارتداع الفاسقين، هو عدم استشعارهم حاجتهم لله: " كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى"، فينبغي التركيز على التربية باستشعار الحاجة ليتغير السلوك . وتكون التربية ببيان فضل العمل ووضوح الهدف وانظر كم في القرآن من الحث على العمل وذكر الجنة والنار.
10-
(( الخيفة والخفية )) :
نص الله سبحانه على الخفاء والستر في الدعاء في قوله:" ادعوا ربكم تضرعا وخفية ..." ، ولعل هذا من مقاصد الدعاء ولأنه يثمر مالا يثمره الرفع . بينما نص على الخوف في الذكر في قوله: " واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة .."، وهذا من مقاصد الذكر ولأنه يؤدي كذلك إلى وجل القلب فمتى ما تحقق لك أحد المقصدين فاجتهد فيه.مع أنه سبحانه ذكر شيء مشترك بينهما وهو التذلل والتضرع له وحده وهذا هو المقصد الأكبر للعبادات.