أبو عثمان سعيد الحيري الواعظ العابد الزاهد :
قالت مريم امرأة أبي عثمان :صادفت من أبي عثمان خلوة فاغتنمتها ؛وقلت : يا أبا عثمان ؛أي عملك أرجى عندك ؟ فقال:يا مريم ؛لما ترعرعت وأنا بالري وكانوا يراودونني على التزوج فأمتنع جاءتني امرأة فقالت :
يا أبا عثمان ؛قد أحببتك حباً ذهب بنومي وقراري ؛وأنا أسألك بمقلب القلوب أن تتزوج بي ؛فقلت ألكِ والد ؟
قالت نعم ؛فلان الخياط في موضع كذا ؛فراسلْتُه ؛فأجاب ؛فتزوجت بها ؛فلما دخلت وجدتها عوراء عرجاء سيئة الخلق ؛فقلت :اللهم لك الحمد على ما قدّرته لي ؛وكان أهل بيتي يلومونني على ذلك ؛ فأزيدها برا ًوإكراماً ؛إلى أن صارت لا تدعني أخرج من عندها ؛ فتركت حضور المجلس إيثاراً لرضاها وحفظاً لقلبها ؛ وبقيت معها على هذه الحالة خمس عشرة سنة ؛وكنت معها في بعض أوقاتي كأني قابض على الجمر ولا أبدي لها شيئا من ذلك!! ؛ إلى أن ماتت ؛ فما شيء عندي أرجى من حفظي عليها ما كان في قلبها من جهتي .
انتهى من (وَفَيات الأعيان) لابن خلكان. ج1ص366