في كناشة النوادر لعبد السلام هارون صـ (15) :
أن من طرق التعريب عند العرب : زيادة الجيم في نهاية الكلمات المعربة , كما قالوا في "موزه" بمعنى الخف : "موزج" , وفي "نشاسته" بمعنى النشا : "نشاستج" , وفي "بَنَفَشَه" لتلك الزهرة : "بنفسج" , وفي "نبهره" بمعنى الباطل : "نبهرج" , وفي "ديبا" لضربٍ من الحرير : "ديباج" .
قال : (جاء في الفتح الوهبي ـ وهو شرح لتاريخ أبي نصر العتبي ـ عند ذكر مجاعة وقعت بنيسابور سنة : 491 هـ : "الشورباجه" : فارسي معرب , بمعنى المرق" . وأنشد قول أبي محمد الزوزني :
والباب أغلقه عليـ *** ـك موثِِقاً منه رتاجه
لا يقتضيك الجائعو*** ن فيطبخونك شورباجه)
قال : (أما "الشوربجي" فهي نسبة تركية إلى "شوربا" لصانعها أو القَيم عليها ) اهـ .
قلت : وعلى هذا , فأصل استخدام أهل مكة ـ في باب النسبة ـ [الذي تفردوا فيه بالنسبة بالجيم فيقولون : "قَهْوَجي" و "سُكُرْجي" و "قُبُرْجي" و "مَكْوَجي" .. الخ] مأخوذة من لسان الترك .
ويظهر أن ذلك من آثار الدولة العثمانية التي قامت بالأتراك , وهو استعمال صحيح عندهم ـ أقصد بلسان الترك ـ في النسبة , مستعملٌ إلى الآن , وهذه الطريقة في النسبة هي الدارجة في اللًهجة البخارية أيضاً , وذلك لما بين اللًهجة التركية والبخارية من التقارب .