يخطىء الكثير وقد يتعمد ذلك البعض في تفسيره للشورى بانها راي الاغلبية وما الحاكم الا منفذ لتلك الالية ثم يسلم للاغلبية وان كانت خلاف الحقيقة وعلى هذا سوقت الديمقراطية والتعددية السياسية في بلاد المسلمين وبكل اسف كان من دعاة هذا الفهم الخاطىء رجال ينتسبون الى العلم الشرعي فصاروا مرجعية لغيرهم فضلوا واضلوا وحسبنا الله ونعم الوكيل.
يقول الشيخ احمد شاكر رحمه الله في ( حكم الجاهلية) تحت عنوان الشورى في الإسلام ثم ذكر الآية (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ) (159ال عمران) قال: (( وهذه الآية ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ) والآية (وَأَمْرُهُمْ شُورَى) اتخذها اللاعبون بالدين في هذا العصر- من العلماء وغيرهم – عدتهم في التضليل بالتأويل , ليوطئوا صنع الفرنج من منهج النظام الدستوري, الذي يزعمونه, والذي يخدعون الناس بتسميته ( النظام الديمقراطي) فاصطنع هؤلاء اللاعبون شعارا من هاتين الآيتين يخدعون به الشعوب الإسلامية والمنتسبة للإسلام, يقولون كلمة حق يراد بها باطل, يقولون( الإسلام يأمر بالشورى) ونحو ذلك من الالفاظ. حقا إن الإسلام يأمر بالشورى, ولكن أي شورى يأمر بها الإسلام؟
ان الله سبحانه وتعالى يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم(...وَشَاوِرْ هُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ) معنى الآية صريح لا يحتاج الى تفسير ولا يحتمل التأويل فهو أمر للرسول صلى الله عليه وسلم ثم لمن يكون ولي الأمر من بعده ان يستعرض آراء الصحابة الذين يراهم موضع الرأي الذين هم أولو الاحلام والنهى, في المسائل التي تكون موضع تبادل الآراء وموضع الاجتهاد في التطبيق, ثم يختار بينها ما يراه حقا ,او صوابا او مصلحة , فيعزم على انفاذه غير متقيد برأي فريق معين, ولا برأي الأكثر, ولا برأي الأقلية (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ) والآية الأخرى في سورة الشورى كمثل هذه الآية وضوحا وبيانا وصراحة:( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى...) ثم هي ما كانت خاصة بطرق الحكم وأنظمة الدولة.بل في خلق المؤمنين الطائعين المتبعين أمر ربهم إن من خلقهم ان يتشاوروا في حاجاتهم الخاصة , ليكون لديهم التعاون والتساند في شانهم كله)) انتهى.
هذا هو معنى الشورى في الاسلام فاين يطبق اليوم؟