
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المرشدي العراقي
[أيا] معتبي – لو أعتب الدهر – للدهر * * * بما قد جرى لا تنقضي آخر العمر
وحربي مع الأيام لا صلحَ بعده *** ولا هدنة حتى أوسد في القبر
وكيف وقد روّعْنني بفراق من *** علىَّ فراقيهِ أمرُّ من الصبر
أخ ماجدٌ ما دنَّس اللؤمُ عرضَه *** ولا خاط كَشْحَيْهِ على الغدر والمكر
ولا قُلَّبٌ قلْب المودة إنْ يَغبْ *** له صاحب يدميه بالناب والظفر
ولكنه يعطي الأخوّة حقها *** ويجمع للخلّ الوفاء مع النصر
ولا هو ممن همّه لبس فروة *** يباهي بها أقرانه من بني المصر
وينفض تيهاً مِذْرَوَيْهِ مفاخراً *** ويدفع من فرط التكبر بالصدر
ويرفل في أثوابه متبختراً *** وينظر كيما يُرهب الناس عن شزر
ولو عدلت من ظالم الدهر قسمة *** لعَدَّلتُ بالصفع الذي فيه من صعر
وعلمته كيف السيادة عندنا *** وكيف يسود المرءُ من حيث لا يدري
وعرّفته أن المعانيَ لم تكن *** بأردية حمر وأردية صفر
وأن الفتى لا يمتطي صهوة العُلا *** بأكل لُباب البُرِّ يُلْبَك بالتمر
وما ذاق حلو المجد من لم تلدّه *** ويغفر زلاّت الأخلاء بالمرّ
لعمري لقد جربت أبناء دهرنا *** برمتهم في حالة الخير والشرّ
وقلّبتهم ظهراً لبطن بأسرهم *** مراراً لدى الحاجات في العسر واليسر
فما سمعت أُذْناي ما سرَّ منهم *** ولا أبصرت عيناي وجه فتى حرّ
وما إنْ رأى إنسان عيني واحداً *** كما شئت إنساناً يعد سوى ( شكري )
ولو لم يكن في حاضر العصر مثله *** لقلنا على الدنيا العفاء بذا العصر
فقل لغبيّ قاسه بسوائه *** ولم يعرف التبر المصفى من التبر :
عداك الحجا أين الثريا من الثرى *** وأين حصى الحصباء من درر البحر ؟
وهل يستوي لا درَّ درك عالم *** وفَهٌّ جهول ناقص الدين والحِجر