الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد :
الشيخ الفاضل ( أبوعبد الرحمن أحمد مصطفى عبد العزيز فضلية) شيخ معهد محلة دياي الأزهري بدسوق: له سنوات وهو يعكف على تراث العملاق الأزهري الدكتور( محمد عبدالله دراز) ويتابع العمل في قراءته وترتيبه، وقد هيأ الله له فرصة دخول مكتبة الشيخ العامرة( المغلقة منذ وفاته) وأذن له أبناؤه الأفاضل السفير (فتحي دراز)، والأستاذ الدكتور (سعيد دراز) بالبحث والتنقيب في الأضابير والأوراق، ووقف الشيخ منها على جمعِ كثير من المقالات والبحوث والرسائل التي لم يُسبق نشرها، الى درجة أنه وجد في مكتبة الشيخ كلمات مضيئة وخواطر ايمانية مشرقة كتبها الدكتور دراز وهو طالب بالقسم الثانوي وهو لم يتعدّ بعدُ العشرين ربيعا! ونشرها في كتاب(حصاد قلم)
نبذة مختصرة عن الدكتور دراز
يقول عنه(ذلكم هو شيخنا الأستاذ الدكتور محمد عبدالله دراز، الذي كان في عصره – بحق – العالم العلامة، والحبر البحر الفهامة، الى أخر تلك الأوصاف. فهذه الأوصاف كلها تطابق حياته وواقعه العلمي والعملي تمام المطابقة، وان كانت تنطبق على غيره بصورة جزئية.
كان الشيخ محمد درازمن العلماء الموسوعيين، الذين جمعوا بين علوم الشريعة، وثقافة العصر، وأجاد الفرنسية اجادته لعلوم العربية، فهو ابن الأزهر، وابن السوربون. ولكن دراسته في السوربون لم تخرجه عن أزهريته العريقة، حتى انه من القليلين الذين بقوا على زيهم الأزهري- الجبة والعمامة – بعد عودتهم من بعثتهم الى الخارج).....( وقد عرض عليه رجالُ الثورة بواسطة مندوبين منهم: منصب مشيخة الأزهر، وحسبوا أن الرجل سيسارع بالقبول والتلبية، ولكنهم فوجئوا به يشترط شروطًا لقبول المنصب، ومنها: أن تطلق يده في اصلاح الأزهر، فخرجوا من عنده ولم يعودوا اليه، انهم لايريدون من يشترط عليهم شرطا، بل من يقبل بلا قيد ولاشرط، ويقدم اليهم الحمد والشكر. ولم يكن هذا شأن الشيخالذي يرى في المنصب تكليفًا لاتشريفًا وفرصة للاصلاح والبناء، لاللظهور والأضواء) نقلا عن تقدمته لكتاب (زاد المسلم للدين والحياة) مجموع مقالات وحلقات صوتية مفرغة للدكتور دراز باعداد الشيخ أحمد مصطفى فضلية.
ويقول عنه شيخنا الدكتور (محمد اسماعيل المقدم): ( هو العملاق الأزهري الدكتور محمد عبد الله دراز، هو من خيرة من أنجبه الأزهر في هذا العصر الحديث، وحدثنا أستاذنا (مصطفى حلمي) أن الدكتور دراز هو أول من كتب – من العلماء – عن الاعجاز الأخلاقي في القرآن، في رسالته للدكتوراة المسماة ب(دستور الأخلاق في القرآن الكريم) وهذه الرسالة (مجلد 800صفحة) كان يريد لها المستشرقون أن تكون حربا على الاسلام، لكن أبى الله الاأن يجعلها فتحًا على الاسلام وأهله، ويقول أن الدكتور دراز مبدع في كل ماكتب، وينصح طالب العلم بأن اذا وجد أي كتاب له أن يقرؤه والا فهو الخسران! ووعد بوقفة معه في سلسلة (أحبوا هذا الرجل).
ورأيت مجلدًا ضخمًا اسمه قريب من (دراسات وبحوث عن العلامة محمد عبد الله دراز – بقلم تلامذته ومعاصريه – تقديم الدكتور على جمعة
والعجيب أني رأيت عوام يشهدون بهذه الشهادة للدكتور دراز بعد متابعتهم لتسجيلاته التي تُذاع في اذاعة القرآن الكريم مقدمة للتلاوة! رغم أن هذه التسجيلات على أرقى مستوى أدبي وعلمي!
فجزى الله الشيخ مصطفى خير الجزاء على نشره لهذا التراث العظيم الذي سينهل منه طلبة العلم والمسلمون في كل مكان.
والحمد لله رب العالمين
خالد المرسي