قال الإمام العلامة ابن رشيد الفهري السبتي صاحب السنن الأبين والمورد الأمعن في المحاكمة بين الإمامين البخاري ومسلم في السند المعنعن في كتابه الماتع الرائع ملء العيبة بما جمع بطول الغيبة في الوجهة الوجيهة إلى الحرمين مكة وطيبة :
لقيت الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد أول يوم رأيته بالمدرسة الصالحية ،وقد عرضت عليه ورقة سئل فيها عن البسملة في قراءة فاتحة الكتاب في الصلاة،وكان السائل فيما ظننته مالكيا،فمال الشيخ رضي الله عنه في جوابه إلى قراءتها للمالكي،خروجا من الخلاف في إبطال الصلاة بتركها،وصحتها مع قراءتها،فقلت له يا سيدي:اذكر في المسألة ما يشهد لاختياركم ، فقال: وما هو، فقلت :ذكر أبو حفض، وأوردت قول الميانشي،فغلطت وقلت :ابن شاهين،قال :صليت خلف الإمام أبي عبد الله المازري،فسمعته يقرأ:{بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين......}فلم خلوت به قلت له :يا سيدي ،سمعتك تقرأ في صلاة الفريضة كذا، فقال لي :أو تفطنت لذلك يا عمر، فقلت له :يا سيدي أنت إمام ولا بد أن تخبرني، فقال لي :اسمع يا عمر، قول واحد في مذهب مالك ، أن من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم في الفريضة لا تبطل صلاته ، وقول واحد في مذهب الشافعي:أن من لم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم بطلت صلاته، فأنا أفعل مالا تبطل به صلاتي في مذهب إمامي ،وتبطل في تركه بمذهب الغير،لكي أخرج من الخلاف ،فتركني شيخنا حتى استوفيت الحكاية،وهو مصغ لذلك ،فلما قطعت كلامي ، قال هذا حسن ، إلا أن التاريخ يأبى ما ذكرت،فابن شاهين لم يلق المارزي ،فقلت إنما أردت الميانشي ، فقال :الآن صح ما ذكرته اهـــ. ملء العيبة 3/240 عن طريق كتاب المدونة للشيخ الصادق الغرياني...