بسم الله الرحمن الرحيمتتيم بالجلاد ، وحقد على الضحية !بقلم / عبد الوهاب آل غظيف - الرياض
في هذا العصر الفاسد تشاطر المبطلون أدوارهم في سبيل تكريس السقوط الأخلاقي والديني الذي جاء كأحد مكونات حضارة الغرب ، وأرادوا تجذيره في العالم أجمع ، ذلك السقوط المهين الذي دسوه تحت سُتر من الدعايات الكاذبة ، ليمرروه على ضحايا الدعايات ومصدقي الأكاذيب ، ممن خفت عقولهم ، وكان غاية طاقتها أن تبحر في حدود ما يرسمه صاحب القوة والنفوذ ، سواء في جانب الفكر أو في غيره من الجوانب .
وما فتئ دهاقنة الإلحاد والفساد يخرجون للناس بأمل ٍ جديد ، وشعار براق ، كلما آنسوا منهم فتوراً و لمسوا منهم ضعفاً في التعاطي ، وما فتئ الأغبياء من الرعاع ينساقون خلف كل شعار جديد ودعوة مستحدثة ، وقد جذبتهم الجدة ، وسلبهم التنظير ، وأقفرت عقولهم من كل معيار حكيم ، يظهر لهم من بواطن الأمور ما يردعهم عن الانسياق خلف الدعاوى !
ولكم أن تصدقوا أن تلك الحضارة التي لا يحفظ بنو آدم مشاهداً من القتل الجماعي و الإبادة المريعة لمدن بأكملها ، ولا يحفظون تفسخاً ودعارة و شذوذاً في تاريخهم كله ، كمثل ذلك الذي أتت به في الناس اليوم ، لكم أن تصدقوا أن من هؤلاء الناس من لا زال يعتقد جازماً أنها تحمل في طياتها من معاني النبل الإنساني والكرامة البشرية ما لم يعرفه البشر طوال تأريخهم ، ليست هذه الأكواز المجخية من بني الأصفر فحسب – لنجد في العنصرية ملجأ يفسر لنا حالة الانتكاس تلك – بل كثير منهم من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا !
والأعجب : أن تظل هذه الحالة الغريبة من الإعجاب بالحضارة الغربية ، نامية يتبجح بها أهل الوجوه الصفيقة ، في ظل حروب شعواء لا هوادة فيها ، يشنها الغرب علينا ، مادية كانت أم معنوية .
وقد أضحت بضعة من بلاد الإسلام مسرحاً لجيوش الصليب ، وجحافل الشرك والإلحاد من كل بقاع العالم ، يمارسون فيها أنواعاً من العمليات الرامية لتتبع بقايا روح الكرامة والحرية لشعوب تلك البلاد ، أو حتى أضرباً من الأخطاء التقنية الذاهبة بأرواح عجائزهم وأطفالهم وحرائرهم !
وأصبح من هوايات الغرب : أن يعمد إلى مضايقة المسلمين في دينهم ، إما تهجماً على خصوصياتهم الدينية في بلادهم ، وتدخلاً فيها بالتضييق عليهم كي يتنازلوا عنها ، وإما استهزاء وسخرية برسول الإسلام على صفحات جرائده ، وإما سناً للقوانين المضيقة على أتباعه القائمة على التمييز والعنصرية إلى غير ذلك من صور العداوة والمناوءة .
وفوق ذلك : لا زال من بيننا من يعلق الأمل على الغرب وحضارته فأتعس وأبئس !
لم يكن للجرائم المروعة والفضائح الإنسانية التي ربت تحت جناحه أي أثر يذكر في تعكير العلاقة الودية بين هؤلاء المستغربين وبين قبلتهم المقدسة ، في حين تكفي زلة صغيرة لا ترى بالعين المجردة أن تجعل اللعنات تخرج منسكبة من أقلامهم إذا صدرت هذه الزلة من أبناء جلدتهم "المسلمون " !
دماء أريقت ولا تزال ، وسجون انتهكت فيها محارم الإنسان وكرامته ، و امبريالية عمياء ، طاغوتية سوداء ، لا زال ينمو معها حب الغرب ، في حين التربص والتفنن في اختلاق الأكاذيب على فقهاء الإسلام ، ورميهم بكل النقائص التي حواها قاموس الإنسان ، وكأنهم المسؤولون عما تعانيه البشرية اليوم من سقوط أخلاقي ، وضلال ديني !
وفي المعادلة الجائرة : لأن يرفع رجل الهيئة صوته على رجل في الشارع فإن ذلك كاف ليكون رجال الهيئة - بل رجال الصحوة - مهدرين لكرامة الإنسان ، أما أبو غريب وقوانتناموا فإنهما لا يكفيان لنصم الغرب بهذه التهمة !