بسم الله الرحمن الرحيم
قال في ( قلائد الجمان ) :
" وقد حكى صاحب الريحان والريعان عن أبي سليمان الخطابي - رحمه الله - قال : كان أبو بكر - رضي الله عنه - نسابة فخرج .... ذات ليلة فوقف على قوم من ريبعة فقال :
ممن القوم ؟ قالوا : من ربيعة
قال : ومن أي ربيعة أنتم ، أمن هامتها أم من لهازمها ؟ قالوا : بل من هامتها العظمى
قال أبو بكر: ومن أيها ؟ قالوا من ذهل الأكبر
قال أبو بكر : فمنكم عوف بن محلم الذي يقال له : لا حر بوادي عوف ؟ قالوا : لا
قال : فمنكم بسطام بن قيس أبو القرى ومنتهى الأحياء ؟ قالوا: لا
قال : فمنكم الحوفزان قاتل الملوك وسالبها أنعمها ؟ قالوا : لا
قال : فمنكم المزدلف الحر صاحب العمامة الفردة ؟ قالوا : لا
قال : فمنكم أخوال الملوك من كندة ؟ قالوا : لا
قال : فمنكم أصهار الملوك من لخم ؟ قالوا : لا
قال : فلستم بذهل الأكبر بل ذهل الأصغر
فقام إليه غلام من شيبان يقال له : دغفل فقال :
إن على سائلنا أن نسأله : يا هذا : إنك قد سألت فأخبرناك , ولم نكتمك شيئا من خبرنا، فممن الرجل ؟ قال أبو بكر : أنا من قريش
قال ( دغفل ) : بخٍ بخٍ , أهل الشرف والرياسة ، فمن أي القرشيين أنت ؟ قال : من تيم بن مرة
قال الفتى : أمكنت والله الرامي من سواء الثغرة ، فمنكم قصي الذي جمع القبائل من فهر وكان يدعى مجمعا ؟ قال : لا
قال : فمنكم هاشم الذي هشم الثريد لقومه ؟ قال : لا
قال : فمنكم شيبة الحمد مطعم طير السماء ؟ قال : لا
قال : فمِن المفيضين بالناس أنت ؟ قال : لا
قال : فمِن أهل الندوة أنت ؟ قال : لا
قال : فمن أهل السقاية أنت ؟ قال : لا
قال : فمن أهل الرفادة أنت ؟ قال : لا
قال : فمن أهل الحجابة أنت ؟ قال : لا ,,, واجتذب أبو بكر رضي الله عنه زمام ناقته
فقال الفتى :
صادف در السيل درا يدفعهْ *** يهيضه حينا وحينا يصدعهْ
أما والله يا أخا قريش لو لبثت لأخبرتك أنك من رعيان قريش ولست من الذوائب
فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فتبسم
فقال علي - رضي الله عنه - : يا أبا بكر ، لقد وقعت من الغلام الأعرابي على باقعه , فقال : يا أبا الحسن، ما من طامة إلا وفوقها طامة . "
المعروف أن أبا بكر - رضي الله عنه - وهو خير أمة محمد صلى الله عليه وسلم , ينتمي إلى تيم من قريش , وتيم ليست من بطون قريش المعظمة .
قد كشف الحوار وفرة علم الأنساب في ذهن الفتى ( دغفل بن حنظلة الشيباني )الذي كبر فصار من أشهر نسابة العرب فيما بعد , حتى غدا مضرب المثل .
وبالمناسبة : فدغفل - تقبله الله في الشهداء - قد قضى غرفا في دجلة أثناء مشاركته في حرب الخوارج عام ( 65 ) بُعيد موت الخليفة يزيد بن معاوية