السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
معلوم أنْ لا أحد معصوم خلا الأنبياء. ولكن كل ذي عين وعقل سليم يدرك أن مِن العلماء من هم متبعون للهوى، ومنهم من هم ملتزمون بما عليه الدليل من الكتاب والسنة، وهؤلاء بالتأكيد هم أهل الحق.
ولكن متبعي الهوى يعادونهم زاعمين أن تلك العداوة إنما هي لله وفي الله! ويسمونهم بأسماءٍ الغايةُ منها التنقيص منهم، ويستعملون أحيانا تعبيرات مثل: إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله! وهم بذلك يلبّسون على الناس ويفتنونهم.
ولقد رأيت فريقا من أهل الأهواء لا يفتأ يذْكر ويذَكِّر بما قاله الشيخ تقي الدين السبكي في الشيخ ابن تيمية رافعِين من قدر الأول، ومُنزلين من قدر الثاني، وكأنهم يقولون، بل إنهم بالفعل يقولون: إن ما نفعله الآن من حربنا ومعاداتنا لأولئك الذين يزعمون أنهم على الحق إنما هو استكمال لما كان يفعله شيخ الإسلام السبكي مع ابن تيمية.
ولقد قرأت عن الشيخ تقي الدين السبكي، وعلمت أنه كان عالما كبيرا حقا، فهل موقفه من الشيخ ابن تيمية يمكن تسويغه بأي صورة؟ أم أنه لا يمكن إلا أن يقال إنه قد فجر في الخصومة؟ (وهذا هو سؤالي الأول)
ثم هل ما يفعله الآن أهل الأهواء أولئك يشبه – كما يزعمون – ما فعله الشيخ السبكي قديما مع الشيخ ابن تيمية؟ (وهذا هو سؤالي الثاني)
والسؤال الأخير: بكل صراحة، هل يمكن للإنسان أن يقرأ ما كتبه الشيخ السبكي في ابن تيمية، ويظلَّ محبا ومحترما ومبجّلا لهما كليهما؟
وجزاكم الله خيرا.
والسلام عليكم.