كلام بعض العلماء في صنيع الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في الكتب الأربعة..
الحمد لله رب العالمين، والصلاة و السلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
وبعد:
وهذه نقول لعلها تثلج صدر أهل الحق وتنبيها للغلاة ورحم الله إمام أهل السنة الشيخ الألباني رحمة واسعة:
1 ـ قال عبد الأول ابن الشيخ العلامة الجليل و المحدث النبيل/ حماد بن محمد الأنصاري-رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس الأعلى- في كتابه" المجموع" (2/624):« قال الوالد-أي الشيخ حماد-:" إن صنيع الألباني في الكتب الأربعة وذلك بتقسيمها إلى صحيح و ضعيف هو تمزيق لها، وهو عمل لم يُسبق إليه، وعمله هذا يعني أن هذه الكتب الأربعة من تأليفه لا من تأليف أصحابها، والمفروض أنه لما عُرضَ عليه هذا العمل أن يمتنع عنه"، فقال الشيخ عبد الرحمن محي الدين: أليس عمله اجتهاد منه؟ فقال الوالد-أي الشيخ حماد-:"هذا اجتهاد خاطئ وليس كل اجتهاد صحيح" ».اهـ.
2 ـ قال الشيخ العلامة النحرير والمحدث الكبير/مقبل بن هادي الوادعي-رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس الأعلى-مجيبا على سؤالين كالتالي: (سؤال68:يقول بعض طلبة العلم في قول الترمذي: حديث حسن غريب إنه غالبا ما يطلق هذه العبارة على ما كان منكر الإسناد، فهل هذا القول صحيح؟ وإن كان صحيحا فمن من العلماء سبق بذلك؟
الجواب: هذا ليس على أطلاقه، نعم إن الإمام الذهبي ذكر في "ميزان الاعتدال" في ترجمة يحي بن يمان، وذكر حديثاً في أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم رأى ناراً في المقبرة فذهب إليهم فوجدهم يقبرون شخصاً-أو في الليل-فقال الإمام الذهبي: حسنه الترمذي و في سنده ثلاثة ضعفاء، وعند المحاققة غالب تحسينات الترمذي ضعاف.
هذا وليس على إطلاقه، كلما قال: حسن غريب، فنعتبره منكراً، لا،؟ فقد يقول الترمذي: هذا حديث حسن، ويكون الحديث في "الصحيحين"، فجامع الترمذي محتاج إلى أن يخدمه طالب العلم، ويحكم على كل إسناد بما يستحقه لأمرين: منها: أن الترمذي-رحمه الله تعالى-لم يبين معنى قوله: هذا حديث حسن صحيح.
ومنها: أن الترمذي –رحمه الله تعالى-متساهل، فقد ذكر الذهبي في "ميزان الإعتدال" في ترجمة كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف قال: وقد ذكر حديث : (( الصلح جائز بين المسلمين)) قال: صححه الترمذي، وفي سنده كثير بن عبد الله بن عوف، وقد قال الشافعي و أبو داود قالا في كثير: إنه ركن من أركان الكذب، قال-أي الذهبي-: فلذا لا يعتمد العلماء على تصحيحه، فينبغي أن يُخدم الكتاب و "تحفة الأحوذي"فيها خير كثير، لكن ينبغي أن يخدم الكتاب؟، وأن يحكم على كل حديث فيه بما يستحقه و الله المستعان.
السؤال69: كيف كانت خدمة الشيخ الألباني-رحمة الله عليه-لهذا الكتاب حين أخرج الضعيف؟
الجواب: هل أبقى الأسانيد الشيخ أم لا؟ (حذفها ولم يبقِ إلا المتن)، نريد شخصاً يُبقي الترمذي على ما هو عليه فهو أبلغ في نفوس الناس، الأمهات الست لها مكانة في نفوس الناس، فينبغي أن يبقى الكتاب على ما هو عليه، ويحكم طالب العلم على كل حديث بما يستحقه. ) . اهـ.
[من كتاب: " الرحلة الأخيرة لإمام الجزيرة "-(181-182)، تأليف: أم سلمة السلفية زوج الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله]
والحمد لله رب العالمين.