بسم الله الرحمن الرحيمكلمات نيرة قرأتها للشيخ عبدالكريم الخضير في شرحه على كتاب الصيام من متن زاد المستقنع..يقول فيها -حفظه الله- موجها طلاب العلم :
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن كتاب زاد المستقنع من أشهر المتون الفقهية على المذهب الحنبلي، بل من أولى ما يعتني به طالب العلم في هذا المجال؛ لصغر حجمه، وكثرة مسائله، فعلى طالب العلم أن يعتني بمثل هذا الكتاب، ولا يستمع إلى الدعاوى التي تقلل من شأن هذه الكتب، على حد زعم أصحابها، أن هذه أقوال الرجال، وأنه على طالب العلم أن يتفقه من الكتاب والسنة.
نعم الأصل الكتاب والسنة، ولا يشك في هذا مسلم، ولا يماري في هذا أحد، لكن كيف يتفقه الطالب المبتدئ من الكتاب والسنة؟ ليست لديه الآلة الكافية للاستنباط من الكتاب والسنة، عليه أن يتفقه بواسطة أهل العلم، فالمبتدئ حكمه حكم العامي، الذي فرضه سؤال أهل العلم، {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}[(43) سورة النحل]، والتفقه على مثل هذا الكتاب لا شك أنه يرسم الطريقة السوية التي سلكها أهل العلم قديماً وحديثاً في التفقه، ولا يعني هذا الكلام أننا نأخذ هذه الأقوال على عواهنها، هذه الأحكام التي تذكر في هذه المتون، لا شك أن أصحاب هذه المتون اجتهدوا في ذكر أرجح الأقوال على حد اجتهادهم، وهم لا يُلزمون أحداً بمقتضى اجتهادهم.)) ا.هـ
هذه الكلمات تبين الفرق بين العالم الرباني الموجه والموقر لعلم السلف وبين أولئك الأدعياء الذين لا يحفظون للسلف مكانة ولا يقيمون لعلمهم وزنا!
وقد سمعت بأذني احد هؤلاء يقول عن متون الفقه المذهبي والفقه المقارن أنها مجرد سواليف ... ويزدري تعليم الطلاب عليها!
ويقول بخرق شديد خلو الطلاب ياخذون الأحكام من الدليل مباشرة!
قلت في نفسي وأنا اسمعه سبحان الله أيظن هذا المتعالم أنه فطن لما لم يفطن له الراسخون الذين أمضوا أول أعمارهم يتفقهون على المتون وآخره يفقِّهون غيرهم عليها.