بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد :
فبداية أتوجه بالشكر لمركز خدمة السنة لما قام به من عمل جليل ، حيث أخرج لنا السفر العظيم " إتحاف المهرة " ، وكنا نتلهف صدور أي جزء منه ، وقد غادرت طيبة المباركة ولما ينزل الجزء 19 ، وكان اهتمامي بالإتحاف للوهلة الأولى من أجل كتابين وهما المنتقى لابن الجارود وصحيح ابن خزيمة ، وقد أعانني الله تعالى بمنه وكرمه على إتمام العمل على المنتقى لابن الجارود مقابلة وتخريجا ودراسة ، وكذا صحيح ابن خزيمة ولكن مقابلة فقط مع النسخة الخطية والإتحاف والطبعات السابقة ، ولكن شدني خلال عملي على الكتابين كثرة ما أجد من التصحيفات بكتاب إتحاف المهرة ، وذلك قبل الرجوع إلى النسخ الخطية للإتحاف ، وبمراجعة النسخ الخطية ( نسخة الحافظ السخاوي ونسخة الحافظ ابن شاهين ) تأكدتُ من كثير من هذه المواضع ، فانصرفت همتي لخدمة هذا الكتاب الجليل ، وأنا حاليا أقوم بالعمل عليه مع فريق عمل لصالح أحد الشركات ، أسأل الله تعالى أن ييسر خروجه على صورة أرادها صاحبها ترضي الله تعالى .
وقد قمت بإحضار النسخ الخطية من عدة جهات ، ووضعت مناهج العمل ومراحله ، وراجعت مواضع كثيرة من المراحل ، وأنا أسعى لمراجعة العمل كله من ربط الأحاديث وقراءة النسخ الخطية ، وأما التحقيق والصياغة فأنا أعمل فيه حاليا بمفردي ، أسال الله الإعانة .
والتصحيفات التي وردت في الكتاب ، إما سببها :
- خطأ في القراءة للنسخة الخطية لتشابه رسم ونحوه، أوانتقال النظر ، أوإغفال بعض الحواشي على النسخة ، ونحو ذلك .
- الاعتماد على مصادر التخريج والتراجم ، ووتقديمها على النسخة الخطية .
- تقديم أحد النسختين ( نسخة الحافظ السخاوي ونسخة الحافظ ابن شاهين ) على الأخرى ، مع أن الصواب في الترجيح خلاف ما اختار المحقق ، مع أن أصل عملهم جعل نسخة السخاوي أصلا ، ونسخة ابن شاهين فرعا.
وقد نبهت على بعض التصحيفات في الإتحاف في موضوعي عن كتاب المنتقى لابن الجارود .
هذا وإن بعض التصحيفات اليسيرة ، ربما غيرت مسار السند ، على سبيل المثال :
18980- حَدِيث: من استنشق فليستَنْثرْ، ومن استجمر فلْيوتر.
........................
خز فيه: عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن يونس بن يزيد ومالك - فرقهما -. وعن عتبة بن عبد الله، عن ابن المبارك، عن يونس، عن يحيى بن حكيم، عن عثمان بن عمر، عن مالك ويونس، كلاهما عن الزهري، نحوه.
والصواب : عن يونس، [ و ] عن يحيى بن حكيم ، بإضافة الواو ، وهذا هو الموافق للمطبوع من صحيح ابن خزيمة ، وكذا النسخة الخطية للصحيح .
والنسخة التي بخط السخاوي من كتاب الإتحاف يظهر فيها حرف الواو ، كما ترى
ويحيى بن حكيم شيخ لابن خزيمة ، والحديث في ابن خزيمة كالتالي :
58- بَابُ الأَمْرِ بِالاِسْتِطَابَ ةِ بِالأَحْجَارِ وِتْرًا لاَ شَفْعًا.
75- حَدَّثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ (ح) وَحَدَّثنا يُونُسُ أَيْضًا، حَدَّثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَنَّ مَالِكًا حَدَّثَهُ (ح) وَحَدَّثنا عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ المُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ (ح) وَحَدَّثنا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ ، حَدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، وَمَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وَسَلم، قَالَ: مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْثِر ْ، وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ " .
مثال آخر :
11522 - وَاسِعُ بْنُ حَبَّانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. حَدِيثٌ : ظَهَرْتُ عَلَى إِجَّارِ بَيْتِ حَفْصَةَ، فِي سَاعَةٍ لَمْ أَظُنَّ أَحَدًا يَخْرُجُ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ، فَاطَّلَعْتُ فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللهِ، صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ، عَلَى لَبِنَتَيْنِ مُسْتَقْبِلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ
..........
خز فِيهِ: عَنْ بُنْدَارٍ، وَيَحْيَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ. وَعَنْ نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى، كِلاهُمَا عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْبَغْدَادِيِّ ، عَنْ هُشَيْمٍ....
والصواب: " كلاهما عن عبيد الله بن عمر ، وعن محمد بن معاوية..." ، والحديث إنما يعرف من طريق عبيد الله بن عمر ، وليس ابن عمرو ، والحديث من طريق عبيد الله بن عمر عند البخاري (148) ومسلم (266) والترمذي (11) ، انظر تحفة الأشراف (8552 ) .
والعجيب أن محقق الإتحاف جعل " و " لـ ( عمر ) في هذا الموطن ، وزاد " و " في موطن آخر ، وهو : " عن عبيدالله بن عمر[و] ويحيى بن سعيد وإسماعيل بن أمية " ، خلافا لما في نسخة السخاوي للإتحاف .
وانظر الموضع
وهذا الموضع
والحديث في ابن خزيمة كالتالي :
44- بَابُ ذِكْرِ الْخَبَرَ المُفَسِّرِ لِلْخَبَرَيْنِ اللَّذَيْنِ ذَكَرْتُهُمَا فِي الْبَابَيْنِ المُتَقَدِّمَيْ نِ.
وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيهِ وَسَلم إِنَّمَا نَهَى عَنِ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ وَاسْتِدْبَارِه َا عِنْدَ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ فِي الصَّحَارِى، وَالمَوَاضِعِ اللَّوَاتِي لاَ سُتْرَةَ فِيهَا، وَأَنَّ الرُّخْصَةَ فِي ذَلِكَ فِي الْكُنِفِ وَالمَوَاضِعِ الَّتِي فِيهَا بَيْنَ المُتَغَوِّطِ وَالْبَائِلِ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ حَائِطٌ، أَوْ سُتْرَةٌ.
59- حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَيَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، قَالاَ: حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (ح) وَحَدَّثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثنا عَبدُ الأَعْلَى، حَدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ (ح) وَحَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْبَغْدَادِيُّ ، حَدَّثنا هُشَيْمٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ........
وسأذكر نماذج من التصحيفات على عدة حلقات بإذن الله تعالى .
هذا ، وأسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل صوابا ، خالصا لوجه الله الكريم .
يتبع إن شاء الله تعالى .