بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ }
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرفق واللين وحسن الأخلاق والمعاملة الحسنة وهو أرفق الناس بأمته وكان خلقه القرآن
وقال "يسروا ولا تعسروا" وهو خير من يقتدى به وقال "ماكان الرفق في شيئ إلا زانه"
وكان السلف رحمهم الله أبعد الناس عن الشحناء ونفوسهم طاهرة من الغل والحقد ويدعون الناس إلى المحبة والائتلاف
ويحذرونهم من الفرقة والاختلاف .قال سفيان بن عيينة:" أرفع الناس منزلة من كان بين الله وبين عباده، وهم الأنبياء
والعلماء" ومم لاشك فيه أن التراحم بين العلماء يؤدي إلى التراحم بين الأتباع والناس وهذا ما نحتاج إليه اليوم ومن
الصور على تراحم العلماء بينهم مايلي :
1-بين يونس الصدفي والإمام الشافعي :
قال يونس الصدفي "اختلفت أنا والشافعي في مسألة فافترقنا ثم تلاقينا بعد ذلك فأخذ الشافعي بيدي وقال "يا فلان أيمنعنا
إن اختلفنا في مسألة أن نكون إخوانا؟قال "فما رأيت أعقل منه"سير أعلام النبلاء
2- بين شيخ الإسلام وأحد خصومه :
-مات أحد العلماء من خصوم شيخ الإسلام ابن تيمية فجاء رجل إليه يبشره بذلك فزجره شيخ الإسلام وقال " أتبشرني بموت
مسلم ؟! ثم ذهب إلى أهل ذلك الرجل وسلم على أهله وأولاده وقال "أنا لكم والد"
حدث وكيع بحديث يتعلق بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه يحصل له تغير بعد موته فقام إليه أشراف مكة وبنو هاشم
وشكوه إلى أمير مكة حتى أمر بقتله وصلبه وأدخله السجن وكان بين وكيع وسفيان مخاصمة لكن سفيان رحمه الله لم
يستغل هذا مع قدرته بل ذهب إلى أمير مكة وذكر وكيعا بخير وأنه من العلماء والناس لا يسكتون عن قتله فأطلق سراحه
بشفاعة سفيان "سير أعلام النبلاء
قيل لسفيان :إن مالكا يخالف في هذا الحديث فقال سفيان رحمه الله " ما أنا ومالك إلا كما قال جرير:
وابن اللبون إذا ما لز في قرن.....لم يستطع صولة البزل القناعيس
5-بين الشيخ الألباني والشيخ حمود التويجري:
اختلفا في عدة مسائل وجرى بينهما ما جرى مع هذا جاء الشيخ الألباني إلى الرياض وقابله الشيخ التويجري في وليمة
ووجه له دعوة لزيارته في منزله وزاره وكان المجلس أخويا فيه كل الاحترام والمحبة "
أرجو من الإخوة أن ينقلوا لنا من صور تراحم العلماء بينهم ولطفهم بالمخالف ولين الجانب وحسن المعاملة ولو صورة لكل عضو قرأ هذا المقال
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى صحابته أجمعين