بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد
أيها الكرام ..
سللت غمد القلم وأنخت راحلة العلم للرد على أهل التنوير ودعاة التحرير من مدعي الأفهام وكثيروا الاستفهام وسفهاء الأحلام , فأسأل الله العون والتيسير لنقضي على شبه دعاة التيسير ممن رأوا أن الإسلام صعب يحتاج إلى تيسيرهم وظلام يفتقر إلى تنويرهم وقد خانهم الفهم ونقص العلم ..
لابد لنا قبل الشروع في الرد عليهم أن نتعرف عليهم , على رموزهم وعلى مؤهلاتهم وعلى منهجيتهم وطريقتهم ,فاقتطعت من وقتي جزءً لقراءة إنتاجهم الفكري والعلمي والثقافي , فتتبعت مقالاتهم ونظرت في دعواتهم ولقاءاتهم , لأنتقدهم بواقعية وأصفهم عن قرب مستدلا عليهم بأقوالهم ومجيبا على شبههم بالحجج الواضحة والبراهين البينة .
لا أخفيكم أني قد كنت وما زلت مقتنعا بأنهم لم يعطوا حقهم في النقد والتتبع و مؤمنا بضعف نقد أسيادهم _الذين جعلوهم وجهة لأنهم نسخ مزيفة وصور ملطخة ,لأقوام هدموا الدين في بلدانهم وكانوا سفراء لأهل التغريب وعادة الحقوق _ من قبل أهل العلم ودعاة الحق مع خطرهم الكبير وضررهم الواسع على أصول الدين وجزئياته وتشريعاته,
ولعلي أبدأ في وصف منهجهم وذكر طريقتهم ودعوتهم , ليتضح لكل قارئ من أقصدهم ممن لم يعرفهم أو ممن اغتر بهم وظنهم دعاة إصلاح ورواد نهضة ومحبي تقدم ..
وحتى لا أظلمهم ولا أصفهم بما لا يظهر منهم فلعلي أستشهد ببعض مقولاتهم وكتاباتهم , وحسبي أن أقل في ذلك حتى لا يكثر النقل فسأكتفي بالبعض ممن أصبحوا لهم رموز ومنظرين لعلمي بأن أكثرهم تابعين ومتمردين على الحق ومحبي ظهور لايملكون رؤية ولا يحملون رسالة ...
هم عندي أخطر من أهل العلمنة لأنهم لهم سفراء , ولأنهم أهل جدل وتعالم ومظاهر قد تغر بهم الجاهل وتوقع في فتنتهم المستلب , وفي تصوري أنهم مصابون بصدمة حضارية وانبهار لم تتحمله عقولهم وإعجاب بما يمتلكه الغرب الكافر من آلة متطورة في شتى المجالات , مما دعاهم إلى الوقوع في أزمة فكرية ومشكلة نفسية وردة فعل قوية تجاه منهجهم وعلمائهم ودعاتهم , فأشرعوا الأسهم إلى صدور طالما علمتهم وانتشلتهم من براثن المعاصي ووحول الفساد ..وصدروا أنفسهم كمفكرين وعلماء ومقاصديين وفهماء!! فاستدركوا على أهل العلم الكبار وناوئوا منهج السلف الأطهار ..
ولي معهم وقفات في سلسلة مقالات _ في كل مقال منها وقفة أو أكثر لأصف حالهم وأقف على شبهاتهم _ تبدأ بتتبع منهجيتهم ورموزهم ويتوسطها نقدهم وتنتهي بنصحهم ودعوتهم لعل عاقلهم يؤوب وذكيهم يعود ومن اغتر بهم يتعرف عليهم مستعينا بالله وحده ومقتنصا لفرص الوقت الضيقة ..
الوقفة الأولى / من المقصود بهذا الطرح ؟؟
"يتبع