تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: كلمة التوحيد وزنها عظيم....

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    577

    افتراضي كلمة التوحيد وزنها عظيم....

    كلمة التوحيد (لا إله إلا الله).
    لها وزن وثقل.. ولها عظمة.. ولها قيمة.. ولها قوة.
    قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن نبي الله نوحاً صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة، قال لابنه: «إِنِّي قَاصّ ٌعَلَيْكَ الْوَصِيَّةَ، آمُرُكَ بِاثْنَتَيْنِ، وَأَنْـهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ، آمُرُكَ بـ(لَا إِلَـهَ إِلاَّ اللهُ) فَإِنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ، وَالأَْرْضِينَ السَّبْعَ، لَوْ وُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ وَوُضِعَتْ لَا إِلَـهَ إِلاَّ اللهُ فِي كِفَّةٍ رَجَحَتْ بِـهِنَّ لَا إِلَـهَ إِلاَّ اللهُ، وَلَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالأَْرْضِينَ السَّبْعَ كُنَّ حَلْقَةً مُبْـهَـمَةً قَصَمَتْـهُنَّ لَا إِلَـهَ إِلاَّ اللهُ، وَسُبْحَانَ ا٬ وَبِحَـمْدِهِ فَإِنَّـهَا صَلَاةُ كُلِّ شَيْءٍ وَبِـهَا يُـرْزَقُ الْـخَلْقُ، وَأَنْـهَاكَ عَنِ الشِّرْكِ وَالْكِبْر» أخرجه أحمد والبخاري في الأدب المفرد([1]).
    فكلمة التوحيد وزنها عظيم..
    فلو كانت لا إله إلا الله في كفة، وسبع أرضين بجبالها وسهولها.. وبحارها وأنهارها، ومدنها وقراها.. وإنسها وجنها.. وحيواناتها وطيورها.. وذهبها وفضتها، ومعادنها وحديدها.. وترابها ونباتها، وما في ظاهرها وما في باطنها..
    والسموات وما فيها من النجوم والكواكب.. السماء الأولى بملائكتها.. وهكذا إلى السابعة.. والجنة وكل ما فيها من القصور والحور، والولدان والغلمان، والأنهار، وجبريل وميكائيل وإسرافيل.. والصور وكل ما تحت العرش في كفة.
    فلو وضعت السموات والأرض وما فيهما كما سبق في كفة، ولا إله إلا الله في كفة، لمالت بهن لا إله إلا الله.
    فمن كانت في قلبه كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) كيف يكون وزنه عند الله؟ وكيف تكون منزلته عند الله؟
    وكيف تكون جنته يوم القيامة؟
    والدين أول ما يبنى من أصوله، ويكمل بفروعه، كما أنزل الله بمكة أصوله:
    من التوحيد والإيمان،
    والأمثال والقصص،
    والوعد والوعيد.

    ثم أنزل بالمدينة لما صار له قوة فروعه الظاهرة:
    من الأذان والإقامة،
    وصلاة الجمعة والجماعة،
    والجهاد والصيام،
    وتحريم السرقة والزنا،
    والخمر والميسر،
    وغير ذلك من واجباته ومحرماته.
    فأصوله تمد فروعه وتثبتها وتقويها، وفروعه تكمل أصوله وتحفظها.
    وإذا جرد العبد التوحيد لله، خرج من قلبه خوف ما سواه، وكان عدوه أهون عليه من أن يخافه مع الله.
    فيرى أن إعماله فكره في أمر عدوه، وخوفه منه، واشتغاله به من نقص توحيده، وإلا فلو جرد توحيده لكان له فيه شغل شاغل، والله يتولى حفظه والدفاع عنه، فإن الله يدافع عن الذين آمنوا.
    وبحسب إيمانه يكون دفاع الله عنه، فإن كمل إيمانه كان دفع الله عنه أتم وأكمل، وإن مَزج مُزج له، وإن كان مرة ومرة، كان الله له مرة ومرة.
    وكلمة التوحيد (لا إلا إلا الله) مركبة من جملتين:
    (لا إله) نفي.. (إلا الله) إثبات.
    فالنفي أن يخرج فكره ويقينه عما سوى الله، من الأرض إلى السماء.. ومن الذرة إلى أعظم جبل.. ومن قطرة الماء إلى البحر.. ومن البعوضة حتى الفيل.. ومن النملة حتى جبريل.. ومن أصغر مخلوق إلى أكبر مخلوق.
    فكل هذه مخلوقات ليس بيدها ولا بيد غيرها من المخلوقات نفع ولا ضر، فكلها ليست بإله، وإنما هي مخلوقة مملوكة مقهورة بأمر الله.
    (إلا الله): إثبات الألوهية لله وحده، فيركز فكره ويقينه بأن الله وحده هو الإله الواحد الأحد القهار، فيعبده وحده ويطيعه، فإذا اعتقد ذلك أتبعه بشهادة أن محمداً رسول الله، فيتبعه في أقواله وأفعاله، وحركاته وسكناته، لأن الله بعثه إلينا رحمة بنا وبالعالمين جميعاً، لنقتدي به كما قال سبحانه: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر ..) [الأحزاب: 21].
    إذا أصلحنا أعمالنا التي يحبها الله ونستطيعها ، أصلح الله أحوالنا التي نحبها ولانستطيعها ...!!!

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,277

    افتراضي رد: كلمة التوحيد وزنها عظيم....

    جزاك الله خيرا
    فيرى أن إعماله فكره في أمر عدوه، وخوفه منه، واشتغاله به من نقص توحيده، وإلا فلو جرد توحيده لكان له فيه شغل شاغل، والله يتولى حفظه والدفاع عنه، فإن الله يدافع عن الذين آمنوا.
    هذا الكلام يحتاج إلى مزيد بيان وإلى عبارة أدق.
    فإن إعمال الفكر قد يكون بخير أو بشر.. وتحرك النفس بما يجول فيها قد يكون مشروعا وقد يكون مرذولا مقبوحا.. والاشتغال معنى محتمل، فالأخذ بالأسباب والتفكر لحسن التخطيط والترتيب من الاشتغال، وهو واجب شرعي كما لا يخفى، ولا يتعارض الأخذ بالأسباب مع صحة الإيمان والتوكل على الله تعالى ولا ينتقص به التوحيد! وإلا لزم من إعداد العدة التي أمرنا الله بها في قوله: ((وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل)) أننا نخافهم كما نخاف الله أو أننا قد نقص توحيدنا!!
    وأنا أنبهك إلى هذا لأن من الناس من جنح بهم غلوهم إلى إنكار الأسباب وتعطيل أثرها بالكلية، وهذا باطل.
    والخوف منه ما هو خوف طبعي ومنه ما هو شرعي.. فلا يكون الخوف الجبلي ممنوعا إلا إن تعارض مع الخوف الشرعي وقدم عليه: ألا وهو الخوف من الله جل وعلا من فوق سبع سماوات، فتراه يفضي إلى الشرك أو إلى التولي يوم الزحف الذي هو من السبع الموبقات، فهنا يقال إنه خوف مذموم مرذول قطعا وينبغي أن يعالجه الإنسان من نفسه بتزكيتها وباستحضار الوعد والوعيد!
    وهذا مطرد كذلك في الحب والبغض، على قاعدة واحدة جامعة.
    وهنا استطراد له تعلق بما نحن فيه، ولعله يفيد إن شاء الله. فإن من الحب والبغض ما هو طبعي جِبِلّي في الناس، فإن هذا لا يكون مذموما إلا إن قدمه الإنسان على الولاء والبراء الشرعي، كأن يحب والده الكافر ويواده حتى وهو يراه يحاد الله ورسوله، فإن الله يقول: ((لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ )) الآية [المجادلة : 22] فإن في هذه الآية ما يدل (بمفهومها) على أن من المودة ما يكون لهؤلاء المقربين بالفطرة والطبع وإن كانوا كفارا في حال كونهم لا يحادون الله ورسوله، فإن ظهرت المحادة، كان الفرقان والابتلاء وظهر إيمان المؤمن بقطعه هؤلاء وإن كانوا أقرب الناس إليه فيما جرى عليه طبعه.
    وكما سألت امرأة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلة أمها الكافرة فأمرهها بأن تصلها، ولا يتصور عاقل أن يخلو ذلك من مودة ومحبة فطرية! وكذا كما ترى بين الرجل المسلم وامرأته المشركة، فكيف السبيل إلى أن تكون له سكنا وأن يكون بينهما مودة ورحمة (كما هو مقصد النكاح الشرعي)، مع كونها كافرة مشركة؟ فهذا ضابط مهم يحتاج إلى دقة نظر! ليس الحب صنفا واحدا، ولا البغض واحدا ولا الخوف واحدا .. وهكذا.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    577

    افتراضي رد: كلمة التوحيد وزنها عظيم....

    جزيت خيرا أخي في الله ...
    نصائحك شيخنا محل عنايتنا ...
    إذا أصلحنا أعمالنا التي يحبها الله ونستطيعها ، أصلح الله أحوالنا التي نحبها ولانستطيعها ...!!!

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •